رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عدوان جديد على لبنان

بزعم أنه رصد استعدادات من «حزب الله» لشن «هجمات واسعة النطاق»، قال الجيش الإسرائيلى إن نحو ١٠٠ طائرة مقاتلة قصفت ودمرت، فجر أمس، الأحد، الآلاف من قاذفات الصواريخ، التى كانت موجهة نحو شمال ووسط إسرائيل. وفى المقابل، أعلن الحزب اللبنانى عن قيامه بـ«هجوم واسع النطاق سيأخذ بعض الوقت»، نحو «العمق الصهيونى وتجاه هدف عسكرى إسرائيلى نوعى سيُعلن عنه لاحقًا»، كـ«رد أولى» على مقتل فؤاد شكر، القائد العسكرى للحزب، فى ٣٠ يوليو الماضى، بغارة جوية إسرائيلية.

لم يتضح بعد ما إذا كان القصف الإسرائيلى بدأ قبل انطلاق صواريخ «حزب الله» أم العكس، غير أن المؤكد هو أن الدولة اللبنانية، حكومة وجيشًا وشعبًا، لا علاقة لها بالمناوشات أو المواجهات بين الحزب ودولة الاحتلال، التى لم تتوقف، منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وراح ضحيتها أكثر من ١١٠٠ لبنانى مقابل ٦١ فى إسرائيل. وعليه، قال نجيب ميقاتى، رئيس حكومة تسيير الأعمال، بعد اجتماع حكومى طارئ عقده، صباح الأحد، إنه يجرى «سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد»، وأوضح أن «المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلى أولًا، وتطبيق القرار ١٧٠١»، فى إشارة إلى القرار الصادر عن مجلس الأمن فى ١٢ أغسطس ٢٠٠٦، والذى أوقف العدوان الإسرائيلى على لبنان، وأرسى وضعًا قانونيًا على الحدود، انتهكته دولة الاحتلال مئات المرات، حسب ٥٢ تقريرًا للأمم المتحدة. 

بقلق بالغ، تابعت مصر التصعيد الجارى على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، داعيةً إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار فى المنطقة، والعمل على إقرار التهدئة واحتواء التصعيد. وفى بيان أصدرته وزارة الخارجية، صباح أمس، حذرت مصر من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة، وشددت على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة، وأشارت إلى أن التطورات الخطيرة والمتسارعة التى تشهدها منطقة جنوب لبنان تعد مؤشرًا واضحًا على ما سبق أن حذرت منه مصر من مخاطر التصعيد غير المسئول فى المنطقة على خلفية تطورات الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة. كما أعادت مصر التأكيد على حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب الجارية فى قطاع غزة، لتجنيب الإقليم المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين.

أيضًا، حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى، مجددًا، من مخاطر فتح جبهة جديدة فى لبنان، مؤكدًا ضرورة صون استقرار البلد الشقيق وسيادته. ولدى استقباله تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، والوفد المرافق له، بحضور الفريق أول عبدالمجيد صقر، القائد العام لقواتنا المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أكد الرئيس أن الوضع الإقليمى الراهن يتطلب وقفة حاسمة من المجتمع الدولى وجميع الأطراف الفاعلة، وبذل جميع المساعى وتكثيف الضغوط، لنزع فتيل التوتر، ووقف حالة التصعيد التى تهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل. كما شدد الرئيس على ضرورة التجاوب مع الجهود المشتركة، المصرية الأمريكية القطرية، الرامية للتوصل إلى اتفاق بوقف الحرب بقطاع غزة بشكل فورى، وتبادل الأسرى والمحتجزين، بما يسمح بتعزيز مسار التهدئة والاستقرار بالمنطقة، وإطلاق مسار سياسى شامل، يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فى إطار حل الدولتين، كأساس للاستقرار الإقليمى المستدام.

.. أخيرًا، وبينما أعربت دول عديدة، وجهات أممية ودولية، عن قلقها من التصعيد العسكرى على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ومع تزايد اللوحات الإعلانية، فى شوارع بيروت، التى تحمل شعارات من عينة «بيكفّى- تعبنا» و«ما بدنا حرب»، أشادت حركة «حماس» بالهجوم الذى نفذه «حزب الله» ضد «عدة أهداف حيوية واستراتيجية فى عمق الكيان الصهيونى» وقالت، فى بيان، إنه «يُعدّ صفعة على وجه حكومة الاحتلال الفاشية». كما نددت الحركة، فى البيان نفسه، بمواصلة إسرائيل «قصفها الوحشى والإجرامى ضد الأراضى والمدنيين فى لبنان»، ورأته «انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق والأعراف الدولية».