رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«معجزة الساحل».. شيوخ مطروح يتحدثون عن تحويل «الأرض المهمشة» إلى «مزار عالمى»

جريدة الدستور

- الطرق الجديدة أنهت عزلتنا واختصرت المسافة من القاهرة لساعتين

- محطات التحلية وفرت مياه شرب دائمة بعد معاناة مع «خط إسكندرية»

- المشروعات القومية العديدة حلت أزمة «ارتباط رزقنا بسقوط الأمطار»

- مسار التنمية امتد من مدينة العلمين الجديدة حتى حدودنا مع السلوم

ما حدث فى منطقة الساحل الشمالى الغربى، خاصة فى محافظة مطروح، لا يمكن وصفه إلا بـ«المعجزة»، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فتحويل منطقة كانت تعانى الألغام وندرة المياه إلى واحدة من أكثر المناطق حيوية وجذبًا للاستثمار فى مصر، ومزارًا يأتى إليه السياح من كل مكان فى العالم- هو أمر ليس بالهين.

فما حدث فى مطروح ومدينة العلمين الجديدة وجرجوب وصولًا للسلوم احتاج إلى عقول تخطط وسواعد قوية تُنفذ، وقبل هذا وذاك إرادة قيادة سياسية قررت منذ اليوم الأول لتولى حكم البلاد أن تشمل عمليات التنمية كل شبر على أرض مصر.

ما تفاصيل هذه «المعجزة»؟ وكيف حدثت؟ وما نظرة الأهالى إليها؟ وما موضعهم مما تتضمنه من أعمال تطوير على كل المستويات.. هذا ما نحاول التعرف عليه من أهالى مطروح أنفسهم، باعتبارهم الأدرى بشعابها.

رحومة العميرى: التنمية وصلت إلى كل شبر من أراضينا بعد سنوات من التجاهل 

قال الشيخ رحومة العميرى، الرئيس السابق لمجلسى العمد والمشايخ وحكماء مطروح، إن مطروح قبل ثورتى يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣ كانت محافظة مهمشة معزولة عن باقى أنحاء الجمهورية، وتعانى من إهمال وتجاهل الجميع، فلا توجد طرق تُسهل الوصول إليها، وكل الطرق المؤدية إليها أو موجودة فيها غير صالحة، ولا تتوافر بها وسائل مواصلات آدمية.

وأضاف «العميرى»: «لم تكن لدينا مياه شرب كافية، والمياه كانت تأتى إلينا عن طريق مواسير من الإسكندرية، وحدوث أى عطل بها يجعلك تنتظر عودتها أسبوعًا أو أكثر، أنت وحظك كما يقولون، فضلًا عن عدم وجود جامعات لأبنائنا».

وواصل: «أيضًا لم تكن لدينا مشروعات توفر فرص عمل، وكان الاعتماد الكلى على مياه الأمطار والزراعة ورعى الأغنام، إن سقطت هذه الأمطار فالخير كله، وإن لم تسقط فعليك أن تبحث عن وسيلة تقتات منها بقية العام، فى انتظار سقوط الأمطار فى العام المقبل».

وأكمل: «بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد، بدأت الدولة فى تنمية الساحل الشمالى الغربى، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، بدءًا من مدينة العلمين الجديدة حتى حدودنا مع السلوم، بطريقة حضارية وغير مسبوقة».

وتابع: «بدأت المشروعات بمحطة الضبعة للطاقة النووية، التى لم تُنفذ سوى بعد عقد مؤتمرات مع بدو المنطقة، لتعريفهم بالمشروع وعوائده على الدولة وعلى أهالى مطروح، مع توفير أماكن بديلة لهم مخططة ومزودة بكل الخدمات، لنقلهم إلى بيئة توفر مستوى الحياة الكريمة المطلوب، مع منحهم الأولوية فى فرص العمل والاستثمارات المتعلقة بالمشروع، لتنطلق بعدها مسيرة التنمية فى المنطقة سرعة الصاروخ، والتى نتج عنها ما نراه الآن فى الساحل الشمالى الغربى كله».

وحرص عضو مجلس النواب السابق على توجيه الشكر والتحية والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى، على وفائه بكل ما عاهد به أهالى مطروح، مضيفًا: «لم نكن نتخيل أو نطمع فى كل ما جرى من تنمية فى كل أنحاء المحافظة، والذى أسهم بدوره فى ربط مطروح بكل المحافظات المحيطة وإنهاء عزلتها، ووضعها فى مكانتها المستحقة على خريطة السياحة العالمية».

واستعرض «العميرى» ما أسفرت عنه عمليات التنمية فى مطروح، قائلًا: «اليوم فى ٢٠٢٤ الوضع مختلف تمامًا. بالنسبة للطرق نفذت الدولة ٣٠٠ كم على ٣ مراحل، بواقع ١٠٠ كم من الإسكندرية حتى العلمين، و١٠٠ كم من العلمين حتى الضبعة، و١٠٠ كم من الضبعة حتى مطروح، إلى جانب ٢٠٠ كم طرق أخرى جارٍ العمل عليها حاليًا داخل مدينة مطروح وضواحيها، حتى بوابة ١٥ فى الغرب».

ونبه إلى مشروع القطار السريع، المقرر أن يدخل الخدمة فى ٢٠٢٦، ويتوقع أن يحدث طفرة كبيرة فى مستوى الانتقال من وإلى مطروح والساحل الشمالى ككل، مضيفًا: «إذا أردت السفر إلى القاهرة، لن يستغرق ذلك سوى ساعتين أو ساعتين وربع الساعة على أقصى تقدير».

وواصل: «هناك أيضًا المطار الجديد الذى سيُقام فى مدينة رأس الحكمة، إلى جانب مطارى العلمين ومرسى مطروح، والأخير يستقبل فى الوقت الحالى رحلات شارتر من عدة دول أوروبية للإقامة فى القرى السياحية الموجودة لدينا».

وفيما يتعلق بمياه الشرب، قال الرئيس السابق لمجلس العمد والمشايخ فى مطروح: «لدينا حاليًا ٤ محطات لتحلية مياه البحر فى مطروح وحدها، هى أرميلة ١ وأرميلة ٢ وأرميلة ٣ وأرميلة ٤، والتى نفذتها القوات المسلحة بأعلى مستوى ممكن، إلى جانب مكثف مياه فى باجوس، وآخر فى مدينة النجيلة بالغرب».

وأضاف «العميرى»: «كنا نحصل على المياه من (خط ٧٠٠)، الذى كان ينقل لنا الكميات المطلوبة من الإسكندرية، وعندما يحدث أى عطل فيه، نستخدم خزانات استراتيجية يسع الواحد منها ١٠٠ ألف طن من المياه، وتغذيها أنابيب قادمة من محطة تحلية العلمين، مصدرها ترعة النوبارية، لكن عندما كانت تحدث السدة الشتوية لا تصلنا هذه المياه».

وواصل: «كل المحطات سالفة الذكر تعمل حاليًا، وأنهت قصة هذا الخط إلى الأبد، خاصة مع وجود محطات فى السلوم وسيدى حنيش والعلمين، بفضل المشروعات القومية الضخمة التى تم تنفيذها بقرار القيادة السياسية الحكيمة».

وانتقل للحديث عن فرص العمالة، التى أصبحت كثيرة جدًا ومتنوعة الآن، بل ويعمل بها أغلب عمال محافظات الدلتا، متمنيًا من القيادة السياسية والجهات المعنية تعجيل فتح تراخيص المبانى، باعتباره قطاعًا جاذبًا لكثير من العمالة، وتوقف قبل نحو ٥ سنوات.

وأضاف «العميرى»: «كما أننا هنا فى مطروح لنا طبيعة خاصة فى عملية السكن، فإذا عُرضت على أحدنا عمارة كاملة للسكن سيرفض، لأنها لا تناسبنا، فنحن تعودنا على السكن داخل بيت به مزرعة وبئر ومكان للأغنام، إلى جانب قطعة أرض لزراعة القمح والشعير وغيرهما»، متسائلًا: «هقعد فى شقة أعمل إيه؟».

وأشار مجددًا إلى أن أول مشروع قومى بدأ تنفيذه فى مطروح كان المحطة النووية فى الضبعة، مرورًا بميناء «جرجوب» ومدينة العلمين الجديدة، ثم إقامة قرى سياحية أخرى على الساحل من خلال رجال الأعمال، وصولًا لمشروع رأس الحكمة، ثم مدينة «علم الروم» المستهدفة بمخطط التنمية الشامل لمنطقة الساحل الشمالى الغربى. وواصل: «بعد غرب مطروح سيُنفذ مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ومشروعات أخرى للطاقة الشمسية، إلى جانب تخصيص قطعة أرض فى منطقة النجيلة لإنشاء أكبر مزرعة دواجن».

عبدالمنعم إسرافيل: المشروعات حولت الأهالى من «مزارعين موسميين» إلى رجال أعمال

بدأ العمدة عبدالمنعم إسرافيل، المتحدث الرسمى لمجلس عمد ومشايخ مطروح، بتوجيه كل التحية والتقدير لكل من اُستشهد أو أصيب لحماية مصر من المخطط الإجرامى لإسقاط الدولة، كما حدث فى العديد من الدول العربية المحيطة، وإعادتها سالمة غانمة إلى أبنائها من جديد.

وأضاف «إسرافيل»: «نرى جميعًا ما تعانيه هذه الدول من دمار شامل فى البنية التحتية والمرافق، وهروب المواطنين إلى دول الجوار، بل ووفاة الكثير منهم فى طريق الهروب، سواء غرقًا فى البحر أو تحت الشمس الحارقة على البر، لكن مصر بفضل الله وأبنائها المخلصين وشعبها الطيب، أبوا جميعًا أن تسقط».

وعن التنمية فى مطروح، قال المتحدث الرسمى لمجلس عمد ومشايخ مطروح: «قبل تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد، أطلق العديد من الوعود المتعلقة بالتنمية وتنفيذ العديد من المشروعات العملاقة، وكنا نتخيل أنها مجرد وعود مثل الحقب السابقة، لأنها مشاريع لا يتخيلها عقل لكن الرئيس السيسى وعد فأوفى».

وأضاف «إسرافيل»: «عندما حدد الرئيس مواعيد بعينها للانتهاء من هذه المشاريع، وجدناها تنتهى تمامًا فى هذه المواعيد، بل إن بعضها انتهى قبل موعده»، واصفًا تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى مدد زمنية قصيرة، مقارنة بفترات التنفيذ من قبل الحكومات المتعاقبة فى عهود سابقة، بأنه أمر مذهل.

وواصل: «نعيش طفرة تنموية شاملة فى الوقت الحالى، انتقلت بها مصر إلى مكان جديد تستحقه، وأذهلت العالم كله بنجاحها فى ذلك، لأنه نجاح جاء بعد ثورتين وديون ومخططات من قبل أهل الشر»، مشيرًا إلى أن «البعض استجاب لهذه المخططات، وجرى التلاعب بأفكارهم وعقولهم، لكن الرد عليهم كان بهذه المشروعات العملاقة التى تحققت ولا تزال على أرض الواقع».

وأكمل: «لو استعرضنا هذه المشروعات، سواء طرقًا أو مدنًا جديدة أو قرى سياحية أو مشروعات استثمارية، إلى جانب إعمار المناطق العشوائية، بل وإزالة بعضها بالكامل وإعادة إعماره بصورة تواكب العصر الحديث، لوجدنا أنها كانت بعيدة عن الفكر والمنال والتحقق».

وتابع: «كل ما تخيلناه تحقق على أرض الواقع، ولا تزال مصر تسير بخطى ثابتة فى كل شبر من أراضيها، بسواعد أبنائها وقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى»، مشددًا على أن «المشروعات القومية الكبرى فى شتى ربوع البلاد لا ينكرها إلا جاحد وحاقد ومعدوم الوطنية».

واستعرض «إسرافيل» أبرز هذه المشروعات، فى محافظة مطروح بالتحديد، بداية من الطرق، وعلى رأسها الطريق الدولى من القاهرة إلى محافظة مطروح، واصفًا إياه بـ«الخيالى»، خاصة أن الاتجاه الواحد فيه مكون من ٦ حارات، وبه حارات مخصصة لسيارات النقل الثقيل، لتسير باقى السيارات بأريحية فى الحارات الأخرى، علاوة على محاور الانتقال من اتجاه إلى آخر.

وأضاف المتحدث الرسمى: «إلى جانب الطرق، هناك شبكات ومحطات تحلية مياه عملاقة، منها ما جرى الانتهاء منه بالفعل أو يجرى تنفيذه حاليًا، فى كل مراكز وقرى مطروح، بدءًا من العلمين حتى السلوم، ما أسهم فى حل مشكلة المياه هنا بشكل مستدام، مع الحاجة إلى مزيد فى هذا الاتجاه، لتلبية احتياجات المشروعات الكثيرة الجارى تنفيذها، ومواكبة الزحف السكانى على محافظة مطروح».

وواصل: «وإذا تحدثنا عن مدينة العلمين الجديدة فحدث ولا حرج، فالمدينة تشهد نقلة عالمية على كل المستويات، وأصبحت مزارًا عالميًا يستقطب السياح من كل دول العالم، إلى جانب مشروع المحطة النووية فى الضبعة، الذى سيحدث طفرة كبيرة فى مصر كلها، وليس فى مطروح فقط، فضلًا عن مشروعى رأس الحكمة وشمس الحكمة، وغيرهما من المشروعات التى تفوق الخيال».

ونبه إلى تزامن كل ذلك مع تنفيذ العديد من المشروعات داخل مدينة مطروح نفسها، مثل مشروع تطوير الكورنيش، وإنشاء مدينتى مطروح وعلم الروم الجديدتين، والطريق الدولى من مطروح إلى السلوم، بجانب تطوير ميناء السلوم البرى، والمزارع السمكية فى جرجوب، وميناء جرجوب، والقطار السريع الذى اقتربنا من تركيب قضبانه، مضيفًا: «كلها مشاريع لم نكن نتخيلها أبدًا».

وعن تأثير هذه المشروعات على الأهالى، قال «إسرافيل»: «إذا تحدثنا عن الأهالى هنا، فالرئيس السيسى أعطى عهدًا بألا يضار مواطن من عمليات التنمية، مشددًا فى تصريحاته العديدة على أن التنمية لا بد أن تشمل الجميع، والمواطن قبل المستثمر، ولا نجاح للتنمية دون تنمية المواطن، حتى لا يكون هناك حقد بين المواطن والمستثمر، لذا جرى تعويض كل من انتقل من مكانه، إضافة لمشاركته نفسه فى عملية التنمية».

وأضاف: «المواطن هنا كان يضع يده على قطعة أرض ما على مساحة عدة أفدنة، ويزرعها ببعض المحاصيل الموسمية، مثل التين والزيتون واللوز، إلى جانب رعى بعض المواشى عليها، وعندما دخلت هذه الأرض فى مشروعات تنموية، أسهم ذلك فى تنميته هو شخصيًا، حتى إن أغلب هؤلاء أصبحوا رجال أعمال يمتلكون شركات مقاولات كبرى، أو كسارات بمئات الملايين».

وواصل: «المفاهيم تغيرت لدى المواطنين هنا، وبعد أن كان الجميع متخوفًا من أن تكون مجرد وعود مثل الحقب السابقة، وجدوها أمامهم واقعًا ملموسًا يعيشونه، فضلًا عن الاهتمام بهم فى كل المراحل، وعقد جلسات للتفاوض معم من أجل تعويضهم، وحتى من جرى تعويضهم ماليًا، خُصصت لهم أراضٍ مُخططة بعيدًا عن العشوائيات، وبها كل الخدمات المطلوبة، ليصبح هناك مخطط لتنمية حياة السكان بجانب مخطط التنمية العمرانية والاستثمارية».

وتابع: «لم يُحرم مواطن هنا من شىء، يده بيد المستثمر، بل إنه قائم بأعمال البناء والتشييد، والأولوية لكل من يستطيع الإسهام فى عملية التنمية، سواء من خلال عمالة أو شركات أو معدات». وتوجه بالشكر إلى الرئيس السيسى وأجهزة الدولة المعنية على حل مشكلة الصرف الزراعى فى سيوة.