رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانتخابات الرئاسية الفنزويلية ومؤامرات الولايات المتحدة الأمريكية

أكد السيد ويلمر أومار بارينتوس، سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية فى القاهرة، فى حديثه للصحفى أمير أبورفاعى، فى جريدة «النهار» الأربعاء 21 أغسطس 2024، إدانة بلاده لما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من إجراءات، وما تصدره من بيانات، تتعلق بعدم اعترافها بنتيجة الانتخابات الرئاسية الفنزويلية الأخيرة، والتى أقيمت فى 28 يوليو الماضى، وفاز فيها الرئيس نيكولاس مادورو مورس بفترة رئاسية «2025- 2031»، وقال: «نحن ندين أمام العالم الانقلاب الذى تقوم به حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ضد بلادنا، والتى تنوى القيام به، بناءً على البيان الصادر عن وزير الخارجية أنتونى بلينكن، الذى لا يعترف فيه صراحة بالمؤسسات وجميع السلطات فى جمهورية فنزويلا البوليفارية».
لقد دأبت الولايات المتحدة الأمريكية، منذ وصول الزعيم الراحل هوجو تشافيز إلى الحكم فى فنزويلا فى عام 1998 على تحريك الانقلابات اليمينية ضده، والتى تعمل لمصلحة الرأسمالية المتوحشة المعسكرة الأمريكية، وضد مصلحة فنزويلا التى تمتلك أكبر احتياطى فى العالم من النفط، بجانب العديد من الثروات المعدنية والطبيعية الكبيرة، ومن هذه الانقلابات الانقلاب الفاشل على الزعيم الراحل تشافيز، وأيضًا الانقلاب على الرئيس مادورو 2019، الذى ثار على نهج هوجو تشافيز، فى التصدى لأطماع أمريكا فى ثروات بلاده، وجميع بلدان أمريكا اللاتينية، التى تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية، بمثابة الحديقة الخلفية التابعة لها، ولم تنجح هذه المؤامرة الأمريكية.
ولقد سبق هذه المؤامرة، فرض عقوبات اقتصادية وحصار اقتصادى على فنزويلا عام 2015 حتى الآن، فى محاولة لتركيع الشعب الفنزويلى وتجويعه ليثور على حكومته، لكن تصدى الرئيس مادورو والشعب الفنزويلى لتداعيات هذه العقوبات، وذلك بدعم الكثير من دول العالم الصديقة، ومن الشعوب الحرة الأبية، ومنها مصر، حيث تم إنشاء «اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا» من شخصيات عامة وسياسية وإعلامية وصحفية وحزبية، والتى تقف فى وجه الإمبريالية الأمريكية وسياساتها وأطماعها، وتدعم حق الشعوب فى التمتع بثرواتها وفى التنمية والنمو والتقدم والبناء والعيش فى استقرار وسلام. 
وفى يوم السبت 17 أغسطس 2024، نظمت السفارة الفنزويلية بالقاهرة مؤتمرًا صحفيًا لكشف الحملة الأوروبية والأمريكية المسعورة والكاذبة، بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية الفنزويلية، بحضور حشد كبير من مجموعات التضامن وممثلى الأحزاب ووسائل الإعلام، الذين جاءوا لإعلان مشاركتهم فى الحملة الدولية للدفاع عن الثورة البوليفارية ومبادئها، التى أعلنها المحرر سيمون بوليفار منذ أكثر من قرنين، والتى تتمثل فى التحرر من القوى الاستعمارية والاستقلال، والعمل من أجل المساواة والإنصاف والعدالة الاجتماعية والعيش فى سلام.
ويهمنى أن أشير إلى أنه عند الإعداد للانتخابات الرئاسية الأخيرة، أقام الرئيس مادورو حوارات كبيرة مع قطاع المعارضة، وتم الاتفاق على المبادئ العامة، والجدول الزمنى والضمانات الانتخابية، وتم التوقيع على ذلك من المجلس الوطنى مع مختلف السياسيين، كما تم الاتفاق على الجدول الزمنى للترشح والدعاية وإجراء الانتخابات فى 28 يوليو 2024.
وأوضح السيد السفير ويلمر بارينتوس، أنه وفقًا للنظام القانونى، تم دعوة 21 مليونًا و620 ألفًا من الناخبين للتصويت، منهم 69 ألفًا فى الخارج، مع تفعيل أكثر من 15 ألف مركز للاقتراع، وحضر ممثلون عن المرشحين والقوى السياسية المشاركة، «10 مرشحين من 37 حزبًا سياسيًا»، ومراقبون محليون ومراقبون دوليون من الخارج، فى وجود 1326 صحفيًا محليًا ودوليًا، منهم 164 مبعوثًا خاصًا، من 76 وسيلة إعلامية دولية مثل أسوشيتدبرس، وفرانس برس، ورويترز، وبلومبرج، وتم حماية مواقع الانتخابات، من خلال 380 ألف عضو من القوات الوطنية البوليفارية، ومنظمات الأمن والحماية المدنية، وأضاف السفير «بلغت نسبة المشاركة 59٫8%.
وأكمل بارينتوس «بعد إعلان النتيجة التى أسفرت عن فوز نيكولاس مادورو بنسبة تزيد على 51%، بدأت هجمات ممنهجة من قِبل قطاعات داخلية وخارجية، الترويج لروايات كاذبة، واتجاهات متحيزة، من خلال وسائل إعلامية، وذلك لتقويض مصداقية وموثوقية نظام التصويت الفنزويلى، بالرغم من أنه نظام آلى 100% وآمن وقابل للتدقيق فى جميع مراحله، كما سعوا إلى تقويض الدعوة التاريخية للفنزويليين لحل خلافاتهم من خلال الحوار والتصويت».
وقامت جماعات مؤيدة لمرشح اليمين المتطرف «إدموند جونزاليس» بالدعوة للخروج واستخدام العنف فى جميع أنحاء البلاد، بجانب استخدام شبكات التواصل الاجتماعى، لبث الأكاذيب والروايات الزائفة التى أدت لمزيد من أعمال عنف فى الشوارع أثارت رعب المدنيين وأدت لسقوط عدد من القتلى «27 قتيلًا»، وإصابة 192 مواطنًا، وأعمال تخريبية ونهب للممتلكات والمؤسسات، قامت بها الجماعات الإجرامية والمنظمات الفاشية.
وقبل أن ينهى حديثه أوضح السيد السفير أنه من أجل ضمان السلام، فى مواجهة الأعمال التخريبية من جانب المجموعات المتطرفة الفاشية، قدم مادورو فى 31 يوليو 2024 طلب إنفاذ الحقوق الدستورية، أمام الدائرة القضائية للقضايا الانتخابية السياسية بمحكمة العدل العليا فى فنزويلا، كما هو منصوص عليه فى الدستور.
وطلبت المحكمة من المجلس الوطنى للانتخابات، وجميع الأحزاب السياسية المشاركة فى العملية الانتخابية، تقديم جميع الأدلة القانونية التى توضح أمام العالم أجمع حقيقة ما حدث يوم 28 يوليو؛ من أجل ضمان السلام فى فنزويلا.
وفى السابع من أغسطس 2024، حددت محكمة العدل العليا بدء الجلسات، والاستماع للمرشحين، ولكن إدموند جونزاليس مرشح اليمين المتطرف، الذى لم يعترف بنتيجة الانتخابات، «والذى وراءه الولايات المتحدة الأمريكية»، لم يمثُل أمام السلطة القضائية، بل ولم يقدم دلائل للمحكمة على عدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات والتشكيك فيها.
وفى النهاية قال السيد ويلمر «إن حكومة جمهورية فنزويلا البوليفارية برئاسة نيكولاس مادورو مورس، قررت قطع علاقاتها مع دولة بيرو، لعدم اعترافها بنتائج الانتخابات، كما أن الدولة الفنزويلية، حذرت العالم من التدخل فى العملية الانتخابية، وحق الشعب فى تقرير مصيرة الحر، وسيادة بلاده، من قِبل مجموعة من الحكومات والقوى الأجنبية حيث تسعى إلى إعادة «مجموعة ليما» الفاشلة والمهزومة، والتى تتكون من حكومات يمينية ملتزمة علنًا بمبادئ الفاشية، وسنواجه كل الأعمال التى تسهدف السلم والاستقرار والتعايش».
فى النهاية أؤكد أننا نثق فى قدرة الشعب الفنزويلى على التعبئة السلمية للدفاع عن مبادئ الثورة البوليفارية فى التحرر والاستقلال والمساوة والإخاء والإنصاف والعدالة ومواجهة الأطماع الإمبريالية.
ملحوظة أخيرة أثناء كتابة هذا المقال نشرت وكالة أنباء روسيا اليوم «RT» فى 23 أغسطس 2024 نقلًا عن «فرانس 24» أن المحكمة العليا الفنزويلية تصادق على فوز مادورو بالانتخابات الرئاسية فى 28 يوليو 2024 بنسبة 52%.
وأشارت كاريسليا رودريجيز، رئيسة محكمة العدل العليا: «صدقنا بشكل لا لبس فيه على نتائج الانتخابات كما أصدرها المجلس الوطنى الانتخابى»، وأشارت إلى أن بطاقات الاقتراع الصادرة عن المجلس الوطنى الانتخابى مدعومة بمحاضر الفرز الصادرة عن كل آلة من آلات التصويت وتتوافق تمامًا مع السجلات الموجودة فى قواعد بيانات مراكز الفرز الوطنية.