لعبة القط والفار بين مجلس الزمالك وزيزو
لا أعرف لماذا يمارس مجلس إدارة الزمالك وأحمد سيد زيزو نجم القلعة البيضاء لعبة القط والفار بشأن بقاء أو رحيل زيزو.
لا أشك لحظة أن رحيل زيزو رغبة مشتركة بين الإدارة واللاعب، لكن الخوف من الجماهير وردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعى يمنع كل طرف من أن يكون البادئ بالإعلان عن رحيل زيزو.
من حق اللاعب أن يبحث عن فرصة للاحتراف والحصول على مقابل مادى كبير، ومن حق مجلس إدارة الزمالك أن يقوم ببيع اللاعب مقابل خمسة أو ستة ملايين من الدولارات، وهو مبلغ كبير بالقياس لبقاء موسم واحد فى عقد زيزو مع الزمالك. لكن اللاعب يريد أن يقنع الجماهير بأنه رحل تلبية لرغبة مجلس الإدارة، وفى نفس الوقت المجلس يريد أن تدرك الجماهير أنه كان مضطرًا لبيع اللاعب بناء على رغبته.
لعبة القط والفار بين مجلس إدارة الزمالك وأحمد سيد زيزو تشمل طبعًا تأكيد كل طرف تمسكه بالآخر؛ فاللاعب يعزف على نغمة رغبته فى البقاء وأن الزمالك هو عشق الطفولة، وهى عبارات طالما رددها لاعبون ثم غادروا القلعة البيضاء بمحض إرادتهم. ومجلس الإدارة يؤكد تمسكه بتجديد عقد زيزو، وفى نفس الوقت يعلن غضبه من والد اللاعب لمغالاته فى طلباته المالية. كل هذا يؤكد أن العقلية الاحترافية غير موجودة، وأن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت تتحكم فى قرارات مجلس يدير أحد أكبر الأندية فى مصر وإفريقيا والشرق الأوسط.
الزمالك يعانى من أزمة مالية وغرامات بالعملة الصعبة يجب دفعها لحل أزمة إيقاف القيد، وبالتالى وضع مجلس الإدارة حدًا أقصى سواء لتجديد عقود اللاعبين أو ضم صفقات جديدة. وبالتأكيد المبلغ الذى يطلبه زيزو لتجديد تعاقده يفوق بكثير ما حدده مجلس الزمالك.
أيضًا، رحيل زيزو رغم أنه الأفضل بين لاعبى الزمالك منذ انتقاله للفارس الأبيض فى يناير 2019، لا يعنى أن الزمالك سيغلق أبوابه أو يقوم بإلغاء نشاط كرة القدم. والتاريخ يشمل أسماء لاعبين كانوا أكثر نجومية من زيزو ورحلوا لأسباب مختلفة، ولم يتوقف عطاء الزمالك ولم تتأثر شعبيته.
الزمالك يحتاج مبلغًا كبيرًا لسداد الغرامات والتعاقد مع لاعبين جدد لتدعيم الفريق حتى ينافس بقوة على كل البطولات الموسم المقبل، لذلك، قد يكون بيع زيزو هو أفضل الحلول رغم مراراته، لكن الدواء المر يجب تناوله فى بعض الأوقات للشفاء من الأمراض.
مجلس الزمالك يجب أن يكون واقعيًا ويقوم ببيع زيزو سواء لنادى نيوم السعودى أو العربى القطرى، أيهما يدفع أكثر. أما المماطلة فقد تؤدى لضياع العرضين، ثم يفشل المجلس فى تنفيذ رغبات زيزو المالية لتجديد عقده، وبالتالى يبقى اللاعب مع الزمالك الموسم المقبل، وإذا حدث ذلك، فإنه إما أن يرحل مجانًا عقب انتهاء الموسم أو يقوم مجلس الإدارة بمحاولات لإقناعه بتجديد التعاقد، ووقتها إما أن يرحل زيزو «ببلاش» أو يقوم المجلس بالاستجابة لشروطه المالية المبالغ فيها، وفى الحالتين سيفقد مجلس الزمالك مصداقيته أمام الجماهير.