سنصمد وننتصر لأننا أصحاب حق.. وزير الزراعة اللبنانى يفضح أعمال الاحتلال بملف الغذاء
يواجه اللبنانيون أزمة حادة إثر التصعيد الكبير بين حزب الله وإسرائيل، وسط مخاوف من عدم قدرة الحكومة اللبنانية على تأمين الحد الأدنى من متطلبات الصمود التي يحتاجونها لمواجهة الحرب المحتملة، في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والأمنية التي تعصف بالبلاد، في وقت دعت عدة دول رعاياها لمغادرة لبنان وعدم السفر إليه.
وسجَل لبنان ثاني أعلى نسبة تضخم في أسعار الغذاء حول العالم في الفترة الأخيرة 208% نسبة تغيّر سنويّة في مؤشر تضخم أسعار الغذاء. وبينت الأرقام المحدثة للأمن الغذائي الصادرة عن البنك الدولي، أن لبنان سجل ثالث أعلى نسبة تغير سنوية في أسعار الغذاء في العالم والتي بلغت 15%.
وفي هذا الصدد، أجرت شاشة "القاهرة الإخبارية" مع الإعلامية دانيا الحسيني، لقاء خاص مع الدكتور عباس حاج حسن، وزير الزراعة اللبناني، للوقف على آخر المستجدات، عقب تسجيل السوق اللبناني انتكاس بشكل كبير خلال الفصل الأول من العام 2024، وفقًا للبيانات الرسمية اللبنانية.
تدمير الغابات بالجنوب
وأكد وزير الزراعة اللبناني أن إسرائيل تستخدم الفسفور الأبيض لرغبتها في أن تكون أرضنا أرضا محروقة، وأن تضرب الاقتصاد الوطني اللبناني الذي من بوابته الزراعية المعطوفة على الصناعية قادرة على أن تخلق اقتصادا منتجا بعيدا عن الريعية، مضيفًا أنه عسكريا تعتقد أنها قادرة على أن تجعل 5 أو 7 كيلو مترات أرضا محروقة لا يوجد بها غابات وبالتالي تكشف ظهر العمل المقاومي، "ما أحرقته إسرائيل سنعيد زراعته 10 أضعاف من خلال المساعدات والمقومات الوطنية اللبنانية، وعلى مدى 40 عاما صامدون وسنصمد وننتصر لأننا أصحاب حق".
وتابع أن التصدير مرتبط بالحرب وتكلفة الشحن عبر البحر الأحمر ويعاني منه الجميع، وهناك ارتفاع في الأسعار بكل العالم العربي، "وسعنا المساحات المزروعة في بعلبك والبقاع الأوسط والغربي وعكار وجبل لبنان، وما زال التصدير مستمر وجيد جدا"، موجهًا الشكر للقيادة المصرية على وقوفها إلى جانب لبنان، قائلًا:"التقيت رئيس الوزراء وكان هناك جهدا جبارا وأن يكون هناك خصوصية للمنتج اللبناني وذلك ضمن إطار المصلحة الوطنية اللنانية والمصرية".
الموقف العربى شجاع للغاية ومتقدم تجاه لبنان
وقال الدكتور عباس حاج حسن، وزير الزراعة اللبناني، إننا محكومون كعرب أن نقف إلى جانب بعضنا البعض، مؤكدا أن الموقف العربي شجاع للغاية ومتقدم، وننتظر الدعم والمساعدة وننتظر أن يكون العرب جميعا إلى جانب لبنان والقطاع الصناعي اللبناني وأن يكونوا شركاء بفحص التربة التي تلوثت الفسفور الأبيض.
وعن دور الجامعة العربية، أكد وزير الزراعة اللبناني، أن لها دورا مركزيا ونهيب دائما بالجهد الجبار الذي يقوم به الأمين العام، وهو صديق لكل اللبنانيين، فضلًا عن الهيئات الدولية والفاعلة في لبنان مستعدة فور انتهاء الحرب لمساعدة لبنان، وأنه من الواضح للجميع أن هذه الاعتداءات يجب أن تقف عند حد معين ويجب تعويض المزارعين اللبنانيين المتشبثين بأرضهم ويدافعون عن كرامتهم.
نعول على مصر فيما يتعلق بالاستزراع السمكى
وفيما يتعلق بملف الاستزراع السمكي، قال وزير الزراعة اللبناني، إننا نعول على مصر الشقيقة موضحًا أن التعاون في الاستزراع السمكي مضبوط بشكل جيد جدا، كما أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية والجامعة العربية فاعلون في هذا القطاع، والقطاع الخاص اللبناني والمصري مدعو ولدينا بعد أسبوع خبراء لبنانيون سيتوجهون إلى الإسكندرية في دورة تدريبية تجمع عددا كبيرا من دول المتوسط تحت رعاية جامعة الدول العربية وبتوأمة مع وزارة الزراعية المصرية، مؤكدًا أن التعاون العربي هو الأساس وخصوصا التعاون مع القاهرة.
لن ترتدع إسرائيل إلا بالعمل النضالى
وأوضح وزير الزراعة اللبناني، أننا دولة ونعتصم بالقانون الدولي ونؤكد أنه يجب على مجلس الأمن القومي أن يقف إلى جانب حق لبنان في الدفاع عن نفسه وحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم وحق الفلسطينيين في العيش، وإذا لم ترتدع إسرائيل فيجب أن تقف عنجهيتهم عند حد، ونلتزم بالتطبيق الكامل للقانون الدولي وعليهم أن يلتزموا بالقانون الدولي ولن ترتدع إسرائيل إلا بالعمل النضالي بكل مستوياته، وعلى الجميع أن يقف إلى جانبنا.
وأكد الدكتور عباس حاج حسن، أن خسائر لبنان الزراعية في ظل الحرب الحالية كبيرة، موضحًاأن كل القطاعات أصيبت ولكن أكبر الأضرار تأتي في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، مشيرا إلى أن ناتج الجنوب يبلغ نحو 20% من الناتج القومي المحلي لذلك كان الضرر بحجم الإنتاج.
ولفت إلى أن الضرر لم يبلغ 100% لأن إرادة وصمود أهل الجنوب والمزارعين كانت قادرة رغم القصف على جني المحاصيل بلغ 30%، مما انعكس على الواقع في الداخل والأسواق نتيجة لارتفاع بعض السلع في الخضار والفواكه، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يريد تدمير القطاع الزراعي والاقتصاد الوطني اللبناني.