صحيفة: فرص إحراز تقدم فى وقف إطلاق النار بغزة "ضئيل"
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فرص إنهاء حرب غزة التي استمرت 10 أشهر تتضاءل بشكل كبير مع الخلافات الرئيسية التي لا تزال دون حل بين إسرائيل وحماس. وذكرت: "المحادثات الآن معرضة لخطر الوصول إلى طريق مسدود آخر".
قالت الصحيفة في تقرير لها مساء اليوم إن "إدارة بايدن تضع مرة أخرى ثقلها الدبلوماسي وراء الجهود الرامية إلى تحريك شهور من المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب، وتعرب عن تفاؤلها بشأن إمكانية تحقيق تقدم".
أضافت "يتبنى المسئولون الإسرائيليون وحماس لهجة مختلفة تمامًا. لقد صب الجانبان الماء البارد على فكرة أن الاتفاق قد يكون وشيكًا، قائلين إن جهود الوسطاء- وأحدث اقتراح أمريكي يهدف إلى سد الفجوات بين الجانبين- فشلت في حل بعض النزاعات الأكثر جوهرية في المحادثات".
وأشارت إلى أنه أمس، خرج وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يقوم بزيارته التاسعة لإسرائيل منذ بدء الحرب، من اجتماع دام ثلاث ساعات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعلن أن الأخير وافق على "اقتراح الجسر" الأمريكي الجديد، الذي تم تقديمه في محادثات في قطر الأسبوع الماضي.
لكن المسئولين الإسرائيليين وحماس المطلعين على المحادثات قالوا: "إن الخطة الأمريكية تركت الخلافات الرئيسية دون حل في الغالب".
وتابعت "رفضت حماس بسرعة الإطار الذي تقوده الولايات المتحدة باعتباره متوافقًا مع شروط نتنياهو، والتي تشدد عليها في الأسابيع الأخيرة". بينما أظهر نتنياهو القليل من علامات الاستعداد للتسوية، مكررًا رسالته بأن إسرائيل ستفعل كل شيء "للحفاظ على أصولنا الأمنية الاستراتيجية" و"ستستمر في القتال حتى تحقيق النصر الكامل على حماس".
وفي يوم الثلاثاء، وبينما سافر بلينكن إلى مصر وقطر لمواصلة الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، أصدرت حماس بيانًا ينتقد "الادعاءات المضللة" من قبل إدارة بايدن بشأن المحادثات. وقالت: إن الاقتراح الأمريكي الأخير يرقى إلى "عكس" الإطار الذي قدمته حماس في أوائل يوليو وأن المسئولين الأمريكيين وصفوه مرارًا وتكرارًا بأنه اختراق.
اكتسبت المفاوضات إلحاحًا متجددًا في أعقاب اغتيال الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، في بيروت في أواخر يوليو. وكان الدبلوماسيون يأملون أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة، أو حتى احتمال حدوثه، إلى إقناع إيران وحزب الله بتأجيل أو تخفيف أعمالهما الانتقامية.
العقبة الرئيسية بالاقتراح الأمريكي الجديد بشأن إنهاء حرب غزة
وبموجب الاقتراح الأمريكي الجديد، ستكون القوات الإسرائيلية قادرة على الاستمرار في دوريات جزء من حدود غزة مع مصر، وإن كان ذلك بأعداد أقل وهو أحد المطالب الأساسية لنتنياهو، وفقًا لأربعة مسئولين مطلعين على المحادثات.
ورجحت "نيويورك تايمز" أن يكون هذا الأمر غير مقبول بالنسبة لحماس، التي دعت باستمرار إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، مردفة: "كما أعربت مصر عن اعتراضات شديدة على الوجود الإسرائيلي طويل الأمد في تلك المنطقة، المعروفة باسم ممر فيلادلفيا".
عقبة رئيسية أخرى بالاقتراح الأمريكي الجديد بشأن إنهاء حرب غزة
وخلال محادثات وقف إطلاق النار التي انتهت يوم الجمعة الماضي، طلب المسئولون الأمريكيون أيضًا تأجيل المحادثات المتعمقة بشأن طلب إسرائيل فحص الفلسطينيين النازحين العائدين إلى شمال غزة بحثًا عن أسلحة، وهو عقبة رئيسية أخرى، وفقًا لمسئولين مطلعين على المحادثات صرحوا لـ"نيويورك تايمز".
على مدى الأشهر العديدة الماضية سعى المسئولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا إلى حشد الزخم في المفاوضات التي توسطت فيها مصر وقطر.
وفي مايو، أيد الرئيس بايدن اقتراح وقف إطلاق النار المدعوم من إسرائيل، قائلًا إن الجانبين قد وصلا إلى "لحظة حاسمة". استمرت المحادثات ببطء لعدة أشهر حتى اقتراح حماس المضاد في يوليو، ثم توقفت.
وقالت نيويورك تايمز في تقريرها مساء اليوم: "يبدو أن المحادثات الآن معرضة لخطر الوصول إلى طريق مسدود آخر".
ودعت الولايات المتحدة، بجانب مصر وقطر إلى عقد قمة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع وقال مسئولان إسرائيليان، يرأسان أيضًا اللجنة الرباعية، إن القمة ستعقد في القاهرة قبل نهاية الأسبوع.