ضد مصلحة البلاد العليا
فى الماضى عندما كنت أسمع عبارة «ضد مصلحة البلاد العليا» أستهجن هذا التعبير استهجانًا شديدًا وأسخر منه بشكل كبير.. والآن تبدل الموقف وتغيرت الفكرة، وجاز لى أن أستخدم هذا التعبير.. فى خلاصة شديدة مفادها أن هناك من يعمل فعلًا ضد مصلحة البلاد العليا.. الواقع الذى نعيشه الآن فى جمهورية جديدة فيها حياة مختلفة تمامًا عما مضى خلال العقود الستة الماضية، نجد أن مصر انتهجت سياسة مختلفة فى جميع المجالات وتعتمد على الصراحة والمكاشفة فى كل الأمور، وتسعى مؤسسات الدولة بكل قوتها إلى أن تكون البلاد تحت سيطرة الدولة القانونية ولا يحكمها سوى القانون، ولا فرق بين هذا وذاك، والأمور كلها تسير فى هذا الإطار.. ورغم هذا التحول الشديد الذى شهدته البلاد بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ما زالت هناك أذناب تعمل على شاكلة جماعة الإخوان الإرهابية، التى تصر على الاصطياد فى الماء العكر، وتصر على السخرية والاستهانة من كل إنجاز يتحقق على الأرض، وتلك طامة كبرى، وهذا لا يعنى أبدًا أن المواطنين يعيشون فى حياة رغدة، لكن الجميع فى حالة تعب شديد نتيجة الكثير من التحديات والأزمات التى تتعرض لها الدولة المصرية.. ورغم ذلك فإن مصر تسير فى عدة اتجاهات متوازية؛ من أجل تحقيق الحياة الآمنة المطمئنة والكريمة لكل أفراد المجتمع، وفى ظل هذا الوضع المتأزم الذى يعانى منه المواطن المصرى نجد أن هناك نفرًا يسيرون على نهج جماعات التطرف والإرهاب ولا يعجبهم العجب ويسخرون من كل إنجاز يتحقق على الأرض للوصول إلى نتيجة رئيسية، هى تشويه صورة البلاد على خلاف الواقع والحقيقة.
الخطر الفادح والحملات المغرضة المنظمة للهجوم على الدولة المصرية من الخارج ما زالت مستمرة، وهناك أذناب لها فى الداخل لتشويه كل الأعمال والإنجازات التى تحققت على أرض الواقع، لذلك فإن الذين يتصورون أن المؤامرات على البلاد قد انتهت هم واهمون ولا يعرفون حقيقة الأمور، فالآن توجد حرب تشويه كبيرة ضد البلاد، ويتعمدون التغافل والتجاهل لكل عمل يتم.
الكارثة أن هناك جماعات فى الداخل أشد وطأة من متآمرى الخارج؛ لأنهم يمارسون عمليات ضغط واسعة للنيل من كل إنجاز يتم والتقليل من شأنه بصورة بشعة.
جماعات الضغط هذه المرة ليسوا إخوانًا إرهابيين فحسب، وإنما من جماعات المصالح الخاصة الضيقة الذين باعوا أنفسهم لجهات التآمر، وهؤلاء لا دور لهم فى ظل المشروع الوطنى الجديد للبلاد، وهؤلاء يمارسون أبشع أنواع الحرب على الدولة، ويشوهون كل إنجاز على الأرض ويزعمون أنهم يعملون فى صالح المواطن، فى حين أنهم يرون أن تحقيق أهدافهم ومصالحهم أهم من أى شىء، فلا يعنيهم من قريب أو بعيد المواطن ولا مشروع الدولة الجديدة، وكل أهدافهم فقط تنحصر فى ألا تتأثر مصالحهم وأهدافهم الخاصة، وتنفيذ الأجندات الخاصة التى تملى عليهم.
جماعات الضغط من أجل ممارسة الإرهاب الفكرى لها علاقات وطيدة بمؤامرات الخارج، ولا تقل وطأة عنها، وصحيح أنهم ليسوا إخوانًا إرهابيين، إنما هم أذناب لهم، تتفق مصالحهم مع مصالح الإخوان، فهم إما ممولون من الخارج، أو يخشون على مكاسبهم التى حققوها، أو دفعهم خيالهم المريض وزين لهم أنهم مناضلون!.. لذلك يقتضى الأمر الرد على هذه الفئة من البشر التى تعيش بيننا وتشوه كل شىء، وتعبث بمقدرات الوطن، ولا يعنيها سوى تحقيق أو استمرار الحصول على مكاسبها الخاصة على حساب الناس والدولة.
الفترة الأخيرة شهدنا حملات شعواء، الهدف منها إثارة الرأى العام ضد الدولة المصرية، والسخرية من جميع المؤسسات والمكتسبات التى حققها المواطن بعد ثورة ٣٠ يونيو.. كل هدف هذه الفئة الضالة هو الاصطياد فى الماء العكر، مما يستوجب ضرورة التصدى لكل هذه الحملات المغرضة، سواء كانت فى الداخل أو الخارج. وهذه الجماعات المغرضة تحتاج إلى حرب ضروس، مثل التى تم شنها على المتطرفين، فالاثنان سواء ضد مصلحة الوطن والمواطن ولا بد من المواجهة الحاسمة.