يوم العمل الإنسانى
تفجير إرهابى استهدف فندق القناة، مقر الأمم المتحدة بالعاصمة العراقية بغداد، فى ١٩ أغسطس ٢٠٠٣، ما أسفر عن استشهاد ٢٤ شخصًا، من بينهم الدبلوماسية المصرية نادية يونس، التى كانت ترأس، وقتها، فريق ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فى العراق. ومنذ سنة ٢٠٠٩، أضفت الجمعية العامة للمنظمة الدولية الطابع الرسمى على ذكرى هذا الحادث، بإعلان يوم ١٩ أغسطس يومًا عالميًا للعمل الإنسانى.
بهذه المناسبة، أكدت مصر، فى بيان أصدرته وزارة الخارجية، أمس الإثنين، إيمانها الراسخ بالإنسانية، والحيادية وعدم الانحياز، والنزاهة والاستقلالية وعدم التسييس، كمبادئ أساسية عامة للعمل الإنسانى. وقالت إنها تثمن عاليًا جهود كل العاملين فى المجال الإنسانى، والأبطال الذين يعملون فى ظروف شديدة الصعوبة ويخاطرون بأرواحهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين وتوفير الحماية لهم وتخفيف معاناتهم. كما أكدت مصر أنها ستظل، بحكم موقعها الجغرافى، مركزًا رئيسيًا للعمل الإنسانى وسوف تستمر فى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الأزمات والكوارث، معربة عن تثمينها الدور المهم والنبيل الذى تبذله منظمات المجتمع المدنى المصرية فى حشد وتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة، كما أشادت بدور المنظمات والوكالات الأممية والدولية العاملة فى هذا المجال وأكدت دعمها لها.
أيضًا، بمناسبة «اليوم العالمى للعمل الإنسانى»، قالت الأمم المتحدة، فى بيان، إن سنة ٢٠٢٣ كانت الأكثر دموية على الإطلاق، للعاملين فى المجال الإنسانى، وتوقعت أن تكون سنة ٢٠٢٤ أكثر سوءًا. ورأت المنظمة الدولية أن هذه الحقيقة تظهر عجز العالم عن مساعدة العاملين فى المجال الإنسانى، وبالتالى الأشخاص الذين يخدمونهم، لافتة إلى أن القوانين الدولية، المقبولة عالميًا، لتنظيم الصراعات المسلحة والحد من تأثيرها، يجرى انتهاكها، بشكل مستمر، بلا رادع، ودون عقاب الجناة. وعليه، طالب البيان الأممى بوقف هذه الانتهاكات، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، والعمل من أجل الإنسانية.
يتزامن اليوم العالمى للعمل الإنسانى، لهذا العام، بنص بيان الخارجية المصرية، مع الكارثة الإنسانية التى يشهدها قطاع غزة واستمرار معاناة الأشقاء فى فلسطين بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من ١٠ أشهر وما تم ارتكابه خلالها من انتهاكات صارخة للقانون الدولى الإنسانى، بما فى ذلك استهداف العاملين فى المجال الإنسانى والمساعدات الإنسانية ومنع دخول هذه المساعدات فى إطار سياسة العقاب الجماعى التى تهدف إلى حصار وتجويع المدنيين. وأوضح البيان أن مصر حرصت منذ بداية هذه الحرب على تقديم يد العون للأشقاء، لتخفيف معاناتهم وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة لهم من أدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية، كما فتحت أبوابها للجرحى وأسرهم وغيرهم من الفارين من ويلات الحرب.
لم تنس مصر، أيضًا أو طبعًا، الأشقاء فى السودان، الذين استقبلت ما يزيد على ٥٠٠ ألف منهم، منذ نشوب الأزمة السودانية فى أبريل ٢٠٢٣، ووفرت لهم كل سبل الدعم والرعاية؛ بالإضافة إلى ٥ ملايين سودانى آخرين، يقيمون بالفعل فى مصر. وفى البيان الصادر عن وزارة الخارجية، أكدت الدولة المصرية أنها ستواصل دورها الإنسانى الرائد فى المنطقة، وستستمر فى الاستجابة الإنسانية للأزمات المتعددة، و... و... وانتهى البيان بتوجيه «تحية تقدير» لكل العاملين فى المجال الإنسانى ولكل المؤمنين بالقيم الإنسانية النبيلة، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل إنقاذ الآخرين، ومن ضمنهم مسئولة الأمم المتحدة رفيعة المستوى المصرية نادية يونس، التى استشهدت نتيجة الهجوم على مقر بعثة الأمم المتحدة فى بغداد.
.. وتبقى الإشارة إلى أن نادية يونس، المولودة فى ١٣ يونيو ١٩٤٦، تخرجت فى قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وحصلت على الماجستير فى العلوم السياسية والقانون الدولى من جامعة نيويورك، وشغلت عدة مناصب مهمة فى الأمم المتحدة، من بينها المتحدث الرسمى باسم السكرتير، والمتحدث الرسمى باسم البعثة الأممية فى كوسوفو، ورئيس شعبة وسائل الإعلام فى دائرة العلاقات العامة، و... و... وقبل ذهابها إلى بغداد، كانت مدير العلاقات الخارجية لمنظمة الصحة العالمية، التى وصفتها فى بيان نعيها بأنها «واحدة من أكثر مسئوليها المحترمين والفعالين والمؤثرين».