«عكفت على قراءة التاريخ».. سر انشغال أنيس منصور بالسياسة
100 عام على ميلاد الكاتب والأديب أنيس منصور، الذي ولد في 18 أغسطس لعام 1924، في إحدى قرى محافظة الدقهلية، حفظ القرآن كله وهو في سن التاسعة عند كتاب القرية، وكان له في ذلك الكتاب حكايات عديدة حكى عن بعضها في كتابه "عاشوا في حياتي"، كما كان يحفظ آلاف الأبيات من الشعر العربي والأجنبي.
عاش أنيس منصور محبا للآداب والفنون دارسا للفلسفة ومدرسا لها مشتغلا بالصحافة وأستاذا من أساتذتها، ومسهما في كل تلك المجالات وغيرها بكتب ومؤلفات قاربت 200 كتاب تشكل في مجموعها مكتبة كاملة متكاملة من المعارف والعلوم والفنون والآداب والسياسة والصحافة والفلسفة والاجتماع والتاريخ والسياسة والمرأة، وكتب في مجلات متنوعة، عكست نظرته ورؤيته للكون والإنسان والحياة وساهمت في تشكيل وجدان وثقافة أجيال عديدة من الشباب في العالم العربي كله.
وتناول الأديب أنيس منصور (18 أغسطس 1924 - 21 أكتوبر 2011) بقلمه أشكالا عديدة منها المقال والتراجم والمسرحيات وأدب الرحلات، إذ يجد نفسه في كل ما له علاقة بالإنسان سواء نفسيا أو اجتماعيا أو فلسفيا يجذب انتباهه ويحقق له متعة، لذلك يجد نفسه في الكتب التي تعد تراجم ذاتية لشخص.
السياسة عند أنيس منصور
وفي حوار له بجريدة "شباب بلادي"؛ كشف عن سر انشغاله بالسياسة، قائلا: بالنسبة للسياسة أنا لست سياسيا، ولكنني مشتغل بالفكر السياسي، وقد كانت لي اهتمامات سياسية، ولكن منذ النكسة أخذت موقفا إيجابيا، فبعد 67 وجدت أنه من الضروري أن تعرف حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي، وعكفت على دراسة هذا الصراع تماما، فقرأت عشرات أو مئات الكتب عن هذه القضية، وانطلقت أتحدث عنها في الإذاعة والتليفزيون، وأقمت معرضا تنقل بين مختلف المحافظات وبعض العواصم العربية، هذا المعرض للتعريف بالعدو، وكانت الحقيقة أمامي بسيطة، عدونا عرفنا فهزمنا، أو بعبارة أخرى نحن حاولنا عدوا لا نعرفه، وعندما عرفناه ضربناه في سنة 1973.
وتابع: كان هذا الاهتمام هو أحد معالم تفكيري السياسي، وأصدرت ثلاثة كتب "الحائط والدموع"، "الصابرا.. الجيل الجديد في إسرائيل"، و"وجع في قلب إسرائيل"، وفي الوقت نفسه عكفت بعمق على إعادة قراءة تاريخنا الوطني والعربي والقومي، ووجدتني غارقا في الفكر السياسي، ولكن ما زالت اهتماماتي أدبية من الطراز الأول.. إن ما أكتبه أني أقوم بتوظيف اهتمامات كثيرة من أجل توضيح الفكرة السياسية، ولذلك فإن ما أكتبه هو نوع من تأديب السياسة.
وأضاف: رغم انشغالي بالسياسة؛ فإن انشغالي الأول هو بالأدب والفلسفة، وعلم النفس والتاريخ.. فأنا أنتسب إلى أدباء السياسة وليس إلى سياسة الأدب.