أبرزها توسع التعاون في مجال الطاقة..تطور العلاقات الاستثمارية بين مصر والدول الأسيوية

شهدت العلاقات الاستثمارية بين مصر والدول الآسيوية تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة برغبة مشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر وتلك البلدان، ويأتي هذا التطور في إطار جهود مصر لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتنويع مصادر النمو الاقتصادي، فضلًا عن حرص الدول الآسيوية على استكشاف فرص جديدة.

وخلال التقرير التالي يستعرض "الدستور" محاور تطور العلاقات الاستثمارية بين مصر والبلدان الآسيوية مؤخرًا.

زيادة الاستثمارات الآسيوية في مصر

شهدت مصر تدفقًا متزايدًا للاستثمارات من دول آسيوية مثل الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، والهند، السعودية، الإمارات، حيث ركزت هذه الاستثمارات على قطاعات استراتيجية مثل الطاقة، البنية التحتية، والصناعات التحويلية، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مصر وهذه الدول لتعزيز التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا، الصناعات الدوائية، والنقل.

ووفقًا للهيئة العامة للاستعلامات فإن الاستثمارات اليابانية قد زادت مؤخرًا فى مصر بنحو 74%، وتعمل الشركات فى العديد من المجالات أغلبها في القطاع الصناعى ومجالات الإلكترونيات والسيارات، كما تستحوذ اليابان على نحو 31% من إجمالي الاستثمارات الاسيوية المتواجدة بالسوق المصرى، وتحتل اليابان المرتبة الـ31 فى قائمة الدول المستثمرة بالسوق المصرى.

توسع التعاون في مجال الطاقة

تُعد الطاقة أحد المجالات الحيوية التي شهدت تعاونًا مكثفًا بين مصر والدول الآسيوية، خاصة في مشروعات الطاقة المتجددة، على سبيل المثال، شاركت الشركات الصينية والكورية في تنفيذ مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مصر.

ومؤخرًا تم استعراض فرص ومجالات التعاون بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة وشركاتها وهيأتها التابعة وبين الجانب الياباني، وذلك في العديد من القطاعات ومجالات العمل ومنها مشروع اعادة تأهيل توليد محطات كهرباء شمال القاهرة وسيدى كرير والعطف ومشروع تحسين كفاءة الطاقة لشركات توزيع شمال القاهرة والإسكندرية وشمال الدلتا، وكذلك مشروع انشاء محطة كهرباء بواسطة الخلايا الفوتوفلطية، وكذلك مشروعات توليد الكهرباء من طاقة الرياح بمنطقة خليج السويس ورأس غارب، والمحطة الشمسية بكوم امبو فى محافظة أسوان، والتدريب وبناء قدرات العاملين.

وأبدت هيئة التعاون الدولي اليابانية "جايكا" رغبتها في الاستثمار بالطاقة المتجددة في مصر، ودعم جهود القاهرة نحو التحول الأخضر.

تطوير البنية التحتية

ساهمت الاستثمارات الآسيوية في دعم مشروعات البنية التحتية المصرية، بما في ذلك مشروعات الطرق والموانئ والسكك الحديدية، حيث يعد التعاون بين الجانبين جزءًا من استراتيجية مصر لتطوير البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة، حيث لعب البنك الآسيوي للاستثمار فى البنية التحتية دورًا مهمًا فى تحقيق التنمية المستدامة فى أفريقيا، كما عمل على ضخ استثماراته لتحسين البنية التحتية بالدول الأعضاء.
 

لقاءات مكثفة وجولة بالعلمين الجديدة.. أبرز أنشطة وزارة الاستثمار في أسبوع

دور منطقة قناة السويس

أصبحت منطقة قناة السويس الاقتصادية مركزًا رئيسيًا لجذب الاستثمارات الآسيوية، حيث تستثمر العديد من الشركات الآسيوية في المنطقة نظرًا لموقعها الاستراتيجي وقربها من الأسواق الأوروبية والأفريقية.

وبلغت إجمالي الاستثمارات الصينية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نحو ملياري دولار موزعة بين 150 شركة في قطاعات صناعية ولوجستية متعددة، وهذا يؤكد أن هذه الشراكة تعد نموذجًا للتعاون الاقتصادي المتميز القائم على الرؤى المشتركة بالقطاعات الصناعية والاستثمارية.

الاستثمار في الصناعات التكنولوجية

اهتمت الدول الآسيوية بالاستثمار في قطاع التكنولوجيا في مصر، حيث تم تأسيس مراكز تكنولوجية بالتعاون مع شركات آسيوية رائدة، مما ساهم في نقل التكنولوجيا ورفع كفاءة التصنيع المحلي.