"القادرية البودشيشية" تدعو صوفية العالم لمحاربة التطرف من خلال تحصين النشء
دعت الطريقة القادرية البودشيشية الطرق الصوفية حول العالم الإسلامى إلى ضرورة محاربة الفكر المتطرف، وذلك من خلال تحصين النشء، عبر المجالس العلمية والتعليمية التى يتم تنظيمها بين الحين والآخر، لأجل غرس قيم المحبة والسلام فى نفوس الأطفال الصغار، جاء ذلك على لسان الدكتور منير القادرى بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى العالمى للتصوف.
وأعلنت الطريقة القادرية البودشيشية عن استمرار فعاليات مخيمها الصيفى لهذا العام، بمشاركة عدد كبير من النشء والشباب الصغار، حيث تسعى الطريقة إلى تحصينهم من التطرف والفكر المتشدد، وذلك من خلال دورات تكوينية، يتم فيها الاعتماد على الأساتذة والباحثين والمختصين المهتمين بالتصوف الإسلامى.
منير البودشيشى: المخيم الصيفى يحصن الشباب من أفكار التطرف والإرهاب
فى سياق متصل، قال الدكتور منير القادرى بودشيش، رئيس الملتقى العالمى للتصوف، والمركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام اليوم بفرنسا، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن المخيم الصيفى الذى تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب يهدف بالأساس لتحصين النشء من الفكر المتطرف، وذلك من خلال تربيتهم على الإسلام الصحيح الذى يستمد أفكاره وقيمه من المنهج الصوفى المعتدل.
وأوضح "القادرى"، لـ"الدستور": إن الطريقة القادرية البودشيشية، بقيادة شيخها الدكتور مولاى جمال الدين القادرى، تقوم بدور مهم ومحورى لحماية الشباب والصغار من الأفكار المنحرفة.
"البودشيشية"...طريقة صوفية تنتسب للقطب الجيلانى
القادرية البودشيشية طريقة صوفية مغربية تنسب إلى الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وانتشرت انتشارا كبيرا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ونشأت في القرن الخامس الهجري، ويوجد مقرها في قرية مداغ بإقليم بركان شرق المملكة المغربية في منطقة قبائل بني يزناسن، وتنتسب إلى الشيخ عبدالقادر الجيلاني الذي ظهر في القرن الخامس الهجري، أما لقب البودشيشية فقد اكتسبته بواسطة الشيخ علي بن محمد الذي حمل لقب «سيدي علي بودشيش» لكونه كان يطعم الناس أيام المجاعة طعام الدشيشة بزاويته.
ومن بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب الشيخ سيدي المختار بن محيى الدين (1914) والشيخ سيدي أبومدين بن المنور (ت 1955). الذي أخرج الطريقة من مرحلتها التبركية إلى السلوك التربوي، وقد حصل على الإذن بالتربية الذي حصَّله بعد بحث ومجاهدة روحية شاقة.
وقد تقلد مشيخة الطريقة البودشيشية بعده كل من الشيخ العباس ثم ابنه الشيخ حمزة، وبعده نجله الشيخ جمال البودشيشي الموجود حاليا، باعتبارهم الوارثين الروحيين لسيدي أبي مدين؛ وقد عملوا على تجديد الطريقة فانتشرت انتشارا متميزا في جميع أنحاء العالم، وتحديدا في فرنسا وأمريكا والهند ومصر والسعودية.
"البودشيشية"... قلعة التصوف السنى
وتعرف الطريقة القادرية البودشيشية نفسها دائما على أنها قلعة التصوف السنى فى المغرب العربى، الأمر الذى جعل المريدين يأتون إليها بالملايين من كل حدب وصوب، قاصدين رضاء الله عنهم، واتباع الطريق والمنهج الصوفى الصحيح.
ويتحدث أتباع الطريقة البودشيشية دائما عن أن شيخهم العارف بالله جمال الدين البودشيشى وضع نهجًا جديدًا للطريقة، من خلال جذب المريدين من جميع أنحاء العالم وتعريفهم بالطريقة ومنهجها الصوفى المعتدل.
وتعد الطريقة البودشيشية من أكثر الطرق الصوفية التزامًا بالكتاب والسنة والشرع الشريف، الأمر الذى جعلها وبجدارة قلعة التصوف السنى، التى تهفو إليها القلوب، وتقصدها الأبدان والأجساد، من كل بقاع العالم، خاصة أن علماء الطريقة هم خريجو الكليات والمعاهد الإسلامية، فضلا عن تلقيهم العلم اللدنى على يد العارف بالله الشيخ جمال الدين القادرى.
والأمر الذي يميز هذه الطريقة البودشيشية أنها تبعد كل البعد عن المغالاة والأمور البدعية التى يقوم بها البعض، مما يشوه صورة أهل التصوف فى جميع أنحاء العالم، وهذا ما جعل الطريقة البودشيشية متفردة فى هذا الجانب، خاصة أن شيوخها السابقين علموا أتباعهم الالتزام بالشرع والبعد عن المنكرات، والانتهاء عما نهى عنه النبى "صلوات الله عليه" عملًا بمبدأ «ما أمركم به الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا».