كاتبة سودانية: مفاوضات جنيف تدعم "الدعم السريع".. والجيش السودانى سينهى التمرد (خاص)
قالت الصحفية والكاتبة السودانية، رانيا عمر، إن الجيش السوداني ملتزم ببنود اتفاق جدة ولهذا رفض المشاركة في اجتماعات جنيف بشأن السودان لعدة أسباب بحسب ما أوضح بشير أبونمو، وزير المعادن ورئيس الوفد المفاوض السوداني في جدة.
واستضافت سويسرا الأسبوع المفاوضي، مفاوضات جنيف بشأن السودان التي دعت لها الولايات المتحدة، ورفض وفد الحكومة السودانية المشاركة فيها، متمسكًا بمسار جدة لإنهاء الحرب المستمرة ضد ميليشيا الدعم السريع منذ أبريل 2023.
وأكدت رانيا عمر، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الولايات المتحدة لم تكن لديها رؤية واضحة في كيفية إنفاذ مخرجات مفاوضات جدة التي جرت في العام الماضي، مشيرة إلى أن القوات المسلحة السودانية لديها اشتراطات وبنود واجبة النفاذ لمخرجات جدة.
بنود مقترحات اجتماع جنيف بشأن السودان
وقالت رانيا عمر إن البنود التي وضعتها الأمم المتحدة في مفاوضات جنيف التي لم يحضرها الجيش تصب في مصلحة ميليشيا الدعم السريع، فقد تضمنت عدم عرقلة عمليات الإجلاء الطبي وحتى أثناء الأعمال العدائية والسماح بالمرور السريع للمساعدات الإنسانية دون أي عوائق والالتزام بفترات التوقف الإنسانية المنتظمة وأيام الهدوء حسب الحاجة والامتناع عن التدخل في العمليات الإنسانية الرئيسة وعدم مرافقة العاملين في المجال الإنساني وتعيين نقاط اتصال للتعامل مع الجهات الفاعلة الإنسانية لتسهيل أنشطتها.
كما تضمنت البنود المقترحة اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لجمع الجرحى والمرضى وإجلائهم، بمن فيهم المقاتلون دون تمييز والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بذلك، والالتزام باحترام وحماية وسائل النقل الطبي والعاملين في ذلك المجال، ودون استخدام تلك الوسائل في أعمال عسكرية والسماح لجميع المدنيين بمغادرة مناطق الأعمال العدائية وأي مناطق محاصرة طوعًا وبأمان، والتمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، وضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين والجهات الإنسانية، والالتزام بالإجلاء والامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كل المرافق الخاصة والعامة كالمرافق الطبية.
وأكدت الكاتب السودانية أن هذه البنود لا يمكن أن تتم الموافقة عليها من قبل الجيش السوداني ولا حتى القبول من الشارع السوداني الذي يضع ثقته في الجيش كاملة.
الجيش السوداني يرفض خطة واشنطن في اجتماع جنيف
وأوضحت الكاتبة السودانية أنه لا يوجد أي ضرورة لقيام هذه الاجتماعات في غياب الجيش السوداني، لأنه لا منطق في ذلك، لا سيما وأن "الدعم السريع" دائمًا ما تدعي سيطرتها على 75% من مساحات البر السوداني، إذا كان الأمر كذلك فلماذا تصر الولايات المتحدة على وجود الجيش السوداني في الاجتماعات والدليل تأجيلها حتى إقناع الجيش السوداني بضرورة الحضور والتوقيع، فـ"الدعم السريع" بحسب تصريحاتها مسيطرة ميدانيًا، إذًا هى من لديها الآلية والفاعلية في إيجاد الحلول مع الأمم المتحدة في إدخال المساعدات الإنسانية وتقع على عاتقها أيضًا مسئولية حماية المدنيين في مناطق سيطرتهم.
وتابعت: "واشنطن تقول إن هدف المناقشات توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية وإيجاد آلية مراقبة. وفي اعتقادي أيضًا إذا كانت هناك ضرورة من هذه الاجتماعات فلتتضمن الالتزام بالمسارات والمعابر الإنسانية التي حددها الجيش سابقًا، وهي عن طريق معبر الرنك الحدودي الذي يربط جنوب السودان بالسودان ومعبر أرقين الحدودي الذي يربط بين مصر والسودان أو الالتزام بالمطارات الأربعة أو عن طريق موانئ البحر الأحمر، والالتزام بتفتيشها عن طريق مفوضية العون الإنساني السودانية، فكلها تؤدي الغرض إذا كان الغرض هو فعليًا مساعدات إنسانية".
وأوضحت الكاتبة السودانية أن عدم مشاركة الجيش السوداني في مفاوضات جنيف تعني عدم وجود مخرجات من الأساس، مشيرة إلى أنه لم تتم دعوة القوى المدنية لهذه الاجتماعات، وبالرغم من ذلك احتشدت أعداد من مناصريها في ساحة الكرسي المكسور أمام قصر الأمم المتحدة في جنيف واشتباكهم مع بعض مناصري "الدعم السريع" وتبادل الاتهامات والسباب.
وقالت إن هذه الاجتماعات تمت الدعوة إليها بخصوص المساعدات الإنسانية وليس من أجل إيجاد آلية لوقف الحرب، مؤكدة أن "الدعم السريع" مشاركة في المفاوضات رغم أنها من اعتدت وتمردت على الجيش السوداني وعاثت فسادًا وتنكيلًا في السودان وتسببت في نزوح وتشريد ولجوء آلاف من السودانيين، إذا "الدعم السريع" هى من يجب أن تضع السلاح وتوقف التمرد وتعلن استسلامها وتجمع منتسبيها في معسكرات خارج المدن حتى تتم محاسبتهم بالقانون السوداني وترد الحقوق إلى أهلها.