رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السودان يفتح معبرًا حدوديًا لإغاثة المجاعة ويرسل وفدًا لمحادثات جنيف.. هل تنجح الجهود الدبلوماسية؟

السودان
السودان

قرر السودان في يوم واحد إرسال وفد من الجيش إلى محادثات السلام التي تعقد برعاية أمريكية في جنيف بسويسرا وفتح معبر أدري الحدودي مع تشاد للسماح بدخول المساعدات الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر، ما يعكس أن الضغوط الدولية المنسقة قد حققت اختراقًا في موقف مجلس السيادة.

ورفضت الحكومة السودانية والجيش السوداني في وقت سابق حضور محادثات السلام، بسبب تحفظات على قائمة المشاركين التي وضعتها الولايات المتحدة. وتهدف المحادثات إلى وقف إطلاق النار من أجل إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى البلاد، التي تعاني من تراكم الأزمات الإنسانية، بما في ذلك انتشار الجوع والنزوح ونقص الرعاية الطبية وآلاف القتلى بين المدنيين بسبب القتال.

وقالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية "تقدم" في بيان مساء الخميس: "إن الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني وقائد الجيش، وافق على لقاء الوسطاء الدوليين برئاسة الولايات المتحدة لوضع الترتيبات والآليات اللازمة لتنفيذ اتفاق جدة 2".

وأشارت تنسيقية "تقدم" في بيانها، إلى أن وفد الجيش السوداني من المتوقع أن يصل إلى جنيف اليوم الجمعة، وفقًا لموقع "السودان نيوز".

ويأتي بيان "تقدم" في وقت كشفت مصادر دبلوماسية في جنيف أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا كبيرة على الحكومة السودانية، لحثها على إعادة النظر في مقاطعتها للمحادثات الجارية في جنيف، التي انطلقت الأربعاء، في جلسة مغلقة، بمشاركة ممثلين عن قوات الدعم السريع المتمردة ووفود من عدة دول إقليمية، بما في ذلك مصر والسعودية والإمارات ودول إفريقية أخرى.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، عن أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن اتصل هاتفيًا مع البرهان مساء الأربعاء، وأكد ضرورة المشاركة في المحادثات وإنهاء الصراع.

وكان البرهان قد قال في وقت سابق، إنه لا توجد مشكلة في الاجتماع مع الوسطاء في منبر جدة، ولكنه ما زال يرفض توسيع قائمة الوسطاء لهذا المنبر.

فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد من أجل إدخال المساعدات الإنسانية

في غضون ذلك، قال مجلس السيادة السوداني إنه سيسمح باستخدام معبر أدري الحدودي لمدة ثلاثة أشهر - وهي الخطوة التي انتظرتها وكالات الإغاثة طويلًا والتي تسعى إلى إرسال المساعدات إلى مناطق في إقليم دارفور مهددة بالمجاعة.

ويقع معبر أدري على الحدود بين شرق تشاد ومنطقة دارفور الغربية، وهو ميناء دخول رئيسي لإمدادات الإغاثة المنتظرة التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى.

في السابق، وافقت الحكومة السودانية على السماح لوكالات الإغاثة باستخدام معبر تين إلى الشمال، لكن الأمطار الغزيرة وفيضان نهر موسمي أغلق هذا الطريق الشهر الماضي، ما أدى إلى تقطعت السبل بآلاف الأطنان من إمدادات الإغاثة في شرق تشاد.

ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، لا تسيطر الحكومة عسكريًا على معبر أدري، وكانت مترددة في السماح لوكالات الإغاثة بإدخال الغذاء إلى الأراضي التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع، خوفًا من أن يساعدها ذلك.

تم تجاهل النداءات المتكررة من قبل وكالات الإغاثة الدولية والحكومات المانحة حتى الخميس، عندما أصدر مجلس السيادة الانتقالي بيانًا يوجه بفتح المعبر ومنح دور للأمم المتحدة لتنسيق الأمر.

وجاء في بيان الحكومة: "قرر مجلس السيادة الانتقالي في اجتماعه الدوري اليوم، برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، توجيه مفوضية العون الإنساني، بالتنسيق مع منسق المساعدات الإنسانية المقيم للأمم المتحدة، بفتح معبر أدري الحدودي لمدة أشهر وفقًا للضوابط المعروفة والمتفق عليها، وذلك لضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين".

ويعني القرار أنه بعد ثلاثة أشهر- بالتزامن مع نهاية موسم الأمطار- ستعود وكالات الإغاثة إلى استخدام معبر طينة، وهي منطقة خاضعة لنفوذ "القوة المشتركة" المتمردة السابقة، التي تحالفت مع الجيش السوداني، حسب Sudan War Monitor.

السودان يعاني أزمة إنسانية خطيرة

ويعاني السودان من أزمة إنسانية خطيرة منذ 16 شهرًا، منذ بدء الحرب في 15 أبريل 2023، بين الجيش النظامي وميليشيا الدعم السريع، حيث تواجه البلاد المجاعة، بينما نزح أكثر من عشرة ملايين شخص بسبب القتال والقصف.

وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن أكثر من 25 مليون شخص في السودان- أي ما يقرب من نصف السكان- مهددون بالجوع بشكل حاد.

وتدعو منظمات الإغاثة منذ شهور أطراف الصراع إلى توفير الوصول إلى المحتاجين. ولا يمكن لإمدادات المساعدات، وخاصة في منطقة دارفور، الوصول إلا عبر تشاد.