حكايات من طفولة شويكار.. "عاشت مع زوجة أبيها والتحقت بمدرسة داخلية"
"استمتعت بحلاوة الطفولة حتى سن السابعة، ثم قفز عمري في لحظة واحدة إلى 20 أو 30 سنة" هكذا عادت الفنانة شويكار (4 نوفمبر 1938 - 14 أغسطس 2020) بذاكرتها للوراء في حوار لها بجريدة "العربي" بعددها الصادر عام 1999، مشيرة إلى أنها في ذات يوم كانت مع إخواتها تستمتع بمتابعة برنامج "بابا شارو" ودخلت عليهم والدتها وأخبرتهم أن جدهم مريض، وطلبت منهم أن يسافروا مع والدهم إلى أن تلحق بهم.
حكايات من طفولة شويكار
وتابعت: بعد برنامج الأطفال تناولنا طعام العشاء، ودخلنا فراشنا في السابعة مساء كما تعودنا، بعد أن ضمتنا أمي بشدة إلى صدرها، كانت درجة الحنان أكبر واللهفة أعمق ودموعها تنساب بغزارة، استيقظنا في الصباح فلم نجدها، وسافرنا مع أبي إلى بلدتنا "أبو الأخضر" في محافظة الشرقية، ولكن والدتي لم تأت، وعدنا بعد شهر ونصف ولم تعد أمي، واعتقدنا أن جدو ما زال مريضا، فغير مسموح بالسؤال ولا الكلام في موضوعات الكبار، حتى ولو كان السؤال عن أمي، لكننا فهمنا عندما وجدنا امرأة أخرى بديلة لأمي في البيت، مستطردة: المدهش أنني لم أتضايق، ولم أغضب ولم أكرهها وعرفت أنها تمت لأبي بصلة قرابة، لكنني لا أنكر أنني رأيتها من قبل، وأعجبتني لأنها كانت حلوة وزي القمر، لكني رأيت الشفقة في عيون الناس، نعم.. فقد أصبح لنا زوجة أب، ولم تعجبني هذه النظرة في عيونهم فلم يحدث أن تحول قلب أبي عنا ولم يتغير، فهو رجل طيب وحازم وإنسان طبيعي وزوجته سيدة عاقلة وتزوجته وهي تعرف أن لديه ثلاثة أبناء شويكار وشريفة وشكري، فاعتبرتنا أولادها، ثم أنجبت إخوة لنا شاهيناز وشاهيستا وشمس نور وشريف، وكانت معاملتها لنا ولأولادها المعاملة نفسها، يعني الحنان نفسه والحب نفسه، كانت بتتخانق معاهم زي ما بتتخانق معانا بالضبط، أصل كنا معجونين بمية عفاريت.
حياة شويكار بعد طلاق أبيها وأمها
وكانت لهذه التجربة تأثير كبير في حياة شويكار، وهو ما أكدته قائلا: تعلمت إننا من هواة وضع النظريات المسبقة، التي تفسد حياتنا، ومن ضمن هذه النظريات أن زوجة الأب لا بد أن تكون إنسانة بشعة، قاسية وتستحق الشنق، ويعزز هذا الرأي مثل شعبي يقول "مرات الأب خدها يا رب تحب ولا تنحب"، لكننا أحببنا زوجة أبي لأنها أحبتنا، صحيح لا يمكن أن أحبها مثل أمي، وكنت أفضل حضن أمي وأتمنى لو أنها ظلت معنا، لكن ليس معنى هذا أن أظلم إنسانة لم تسيء إلينا أبدًا.
ورغم حنان زوجة الأب، إلا أنها حرمت منه، فبعد طلاق والدها ووالدتها، التحقت هي وشقيقتها بمدرسة داخلية، وحرمت من عاطفة الأمومة والأبوة، وعن هذه الفترة تقول: وقت الزيارة كل أسبوع، كانت أهالي البنات يأتون لزيارتهن، أما أنا وأختي فلا أحد يسأل عنا.. لم أكن أحب منظر أي أم وهي تقبل ابنتها، وأصبح عندي نوع من الاحتجاج الذي لا أستطيع أن أعبر عنه، ولم أفهم أن هذا كله ينعكس على أخلاقي، كنت أريد أن أحطم كل شيء أمامي، وانقلبت فجأة من فتاة هادئة إلى بنت شقية جدا، أحاول تحطيم كل ما يقع في يدي، وأوقع بين البنات وبعضهن، مضيفة: مر عام ورا عام، وأنا أعتصر بالمدرسة الداخلية حتى بلغت سن الثالثة عشرة من عمري، وبدأت أفهم ما يجري حولي، وأعقل، وكثيرا ما كنت أبكي حتى انتهت دراستي.