رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التصوير الجداري.. تفاصيل محاضرة ضمن الملتقى 17 لثقافة وفنون المرأة

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

تحدث الدكتور محمد كشك، أستاذ التصوير الجداري ووكيل كلية الفنون الجميلة في محاضرة التصوير الجداري، ضمن فعاليات ملتقى أهل مصر السابع عشر لثقافة وفنون المرأة والفتاة، والذي تستضيفه محافظة الإسكندرية، ويستمر حتى 14 أغسطس الجاري.

وقال الدكتور محمد كشك في محاضرة التصوير الجداري: “الفن شئ ضروري نمارسه يوميا في ضبطنا لهندامنا وفي الوحات المعلقة على جدران بيوتنا والأثاث االذي ننتقيه في وحدة متكاملة تشي بشيء من الجمال، وأنا متخصص في فن التصوير الجداري وأقوم بعمل لوحات على الجدران، فلا بد للخامات هنا أن تكون مقاومة للظروف الجوية”.

أضاف: “التصوير الجداري من أقدم الفنون المعروفة في تاريخ الإنسانية، وظهر مع الإنسان الأول، ففي المجتمعات القديمة أول ما فكر الإنسان في تصويره هو مهاراته في الصيد والقنص، ولم تكن هناك بيوت ليسكنها بالمعني المعروف، لكنه كان يرتحل خلف صيده، فبدأ يرسم حياته اليومية على الجدران، وهناك مشاهد للأطفال وهم يصطادون ولوحات أخرى تجسد تواجد للكلاب التي شكلت عاملا مهما من عوامل الصيد”.

أكد كشك أنه “في عصر متقدم بدأت تظهر ملامح الرجال في ذلك العصر، ومع بداية ظهور حضارة الرعي بدأ الإنسان يستأنس الحيوانات ويعتاد التواجد في بيئة بعينها، وهنا الفن يعكس تلك الحضارات لأنه لم تكن هناك كتابات”.

تابع: “في مصر القديمة وعصر الأسرات كان هناك احترام للمرأة والأسرة بشكل كبير، فتظهر التماثيل والملكة تتأبط ذراع الملك، وهناك الكثير من التماثيل التي أكدت تقدير الرجل للمراة”.

وواصل: “عند المصري القديم بدأت حضارة الزراعة وأصبح هناك عقيدة أن هناك بعث وخلود، أيضا بدأ حساب الزمن والتواريخ وحركة النجوم بسبب الزراعة وعقيدة البعث والخلود والحساب، ووجدت حتى أن هناك محكمة تخيلية لما بعد البعث، وتطورت الدولة المصرية عبر الأسر ختى أننا نجد أنهم كانوا يملكون كل مقومات الحياة، وعرفنا ذلك من الجداريات التي صورت حياتهم ومنها نزهة الملك واصطياده للطيور”.

يقول أستاذ التصوير الجداري، أن هناك جداريات تصور مشاهد احتفالية وراقصات وعازفات بكامل زينتهن، تظهر الملابس وقصات الشعر واكتشافهم للزيوت العطرية للتصفيف.

 شرح كشك كيف اتسعت الرقعة المصرية وكيف أن اللوحات وضحت الكثير من “السود” وهم يتقدمون بالقرابين للملك، كما صور المصري القديم بالفسيفساء للحروب وغيرها.

استطرد: “في الحضارة التالية -الرومان واليونان- رأينا كيف كان هناك اهتمام بالمنازل والحياة الدنيوية، وفي الدولة البيزنطية السيطرة الدينية، ولكن كان المرأة والرجل علي قدم المساواة، وصورت الجداريات الإمبراطور والإمبراطورة وهم وسط رجال الدين”.

انتقل كشك للعصر الإسلامي، مستعرضا كيف صورت الجدران حكايات مختلفة عن تلك العصور وفنها وكيف حملت المساجد أشكال مختلفة من الفسيفساء والفخاريات التي تنتمي لذلك العصر، أيضا الأسقف التي تشرح طبيعة الفنون وجمالياتها، وهناك نماذج “آية جمال” مثل قبة الصخرة، أيضا تفاصيل صغيرة في قباب المساجد تشرح كيف ارتقى الفن لدرجة كبيرةـ وهذا التنوع يمنح إحساسا بالغنى في دور العبادة، كما أن الكنائس حملت صورا في غاية الروعة تشرح طبيعة الفن في القرون الوسطى والعصر الحديث، وظهرت عبقرية الفنانين في تلك الحقب لتشي بحجم المواهب التي كانت تمتلكها الدول.