الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار لورنسيوس الشهيد
تحتفل الكنيسة المارونية، بذكرى مار لورنسيوس الشهيد الذي كان شماساً من شمامسة البابا كسيسطوس وكان يحتفل معه بالقداس في الدياميس عندما ألقي القبض على البابا. هرب واسلم نفسه فيما بعد فعذِّب بوحشية الى ان نال الاكليل سنة 258. كانت عبادته شائعة جداً في روما وايطاليا وعلى اسمه شيدت احدى الكنائس الكبرى في روما وورد اسمه في نافور القداس اللاتيني.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يا لها من سعادة عظيمة أن تملك ملكوت الله! يا له من فرح لك، أيّها القلب البشري، القلب المسكين الذي اعتاد الألم وسحقته المصائب إن كان يطفح بهذه السعادة. ومع ذلك، إن كانت هذه السعادة لأحد غيرك، تحبّه بقدر ما تحبّ نفسك، يتضاعف فرحك لأنّك تفرح لنفسك وله على حدّ سواء. وإن كان لاثنين أو ثلاثة السعادة نفسها، ستشعر بفرح كبير لكلّ منهم يوازي الفرح الذي تشعر به لنفسك لأنّك تحبّ كلّ واحد منهم حبّك لنفسك.
وهكذا في كمال الحبّ الذي يجمع الطوباويّين الذين لا يعدّون ولا يحصون حيث كلّ واحد يحبّ الآخر حبًّا لا يقلّ عن حبّه لنفسه، حيث يفرح الواحد لسعادة الآخرين كما لو كانت سعادته الخاصّة. ويغدو قلب الإنسان الذي بالكاد يستطيع أن يستوعب فرحه غارقًا في محيط واسع من النعيم. وكما تعرفون، فإنّنا نفرح للإنسان بمقدار حبّنا له؛ هكذا، ووسط هذه السعادة التامّة حيث كلّ واحد سيحبّ الله بدون حدود وأكثر من نفسه، قإنّ سعادة الله اللامتناهية تصبح لكلّ واحد مصدر فرح لا مثيل له.
الله يعلم ما نحتاج إليه بدون أن نسأل؟ إذًا، لماذا طلب منّا المداومة على الصلاة من دون ملل؟ قد يفاجئنا ذلك، لكن يجب أن نفهم أنّ ربّنا يسوع المسيح لا يريد أن يتمّ اطلاعه على رغبتنا التي لا يمكنه تجاهلها. لكنّه يريد أن تتسبّب الصلاة بإثارة رغبتنا، كي نكون قادرين على استقبال ما يستعدّ لتقديمه لنا. لأنّ هذا كبير جدًا، فيما نحن ضعفاء وبقدرة ضئيلة! لذا، يقال لنا: "فافتَحوا قُلوبَكم أَنتم أَيضًا" هذا أمر كبير جدًا... سنكون قادرين أكثر على استقباله إن كان إيماننا به أكبر، وإن كان رجاؤنا به بثقة أكبر، وإن كانت رغبتنا فيه بحماسة أكبر. فبالإيمان والرجاء والمحبّة، وباستمرارية الرغبة، يمكننا دائمًا أن نصلي.