الجارديان: اختيار يحيى السنوار رئيسًا لحماس يثير الشكوك بشأن وقف إطلاق النار
أكد تقرير بريطاني أن اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، أمس، يثير المزيد من الشكوك حول إمكانية التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار حرب غزة منذ أكتوبر الماضي.
الجارديان: يحيى السنوار صانع القرار الرئيسي لحماس
وأعلنت الحركة عن اختيار يحيى السنوار رئيسًا جديدًا للمكتب السياسي لحماس، مما رفع السنوار الذي يوصف بـ"المتشدد" إلى أعلى منصب في الحركة بعد اغتيال إسماعيل هنية زعيمها السياسي السابق خلال زيارته إلى طهران من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، يعتقد أن السنوار، الزعيم العسكري لحماس الذي يُنظر إليه على أنه العقل المدبر وراء هجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل، يختبئ في سلسلة من الأنفاق تحت غزة وهو صانع القرار الرئيسي للجماعة في غزة، ويُعتقد أنه يسيطر على ما يقدر بنحو 120 محتجزًا إسرائيليًا ما زالوا في عهدة حماس.
وأوضحت أن السنوار جاء خليفة لقائد حماس إسماعيل هنية، الذي تم اغتياله في هجوم الأسبوع الماضي ألقت حماس والمسئولون الإيرانيون باللوم فيه على إسرائيل، حيث جاءت عملية الاغتيال أثناء تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أكبر تشمل إيران، التي تدعم حزب الله في لبنان وحماس في غزة، ووعدت إيران بالرد على إسرائيل بسبب الهجوم على أراضيها.
وقالت "الجارديان" إن إسماعيل هنية كان شخصية رئيسية أخرى في المحادثات بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار، وكان يُنظر إليه كوسيط بين إسرائيل ويحيى السنوار، ولم تكن لهنية سيطرة مباشرة على عناصر حماس في قطاع غزة، وكان يُنظر إليه على أنه معتدل نسبيًا، حيث كان يوجه وفود حماس في المحادثات التي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى.
الجارديان: يحيى السنوار الشخصية الأكثر قوة في حماس
وأكدت الصحيفة أن يحيى السنوار هو أحد الأعضاء المؤسسين لحماس ويُنظر إليه على أنه الشخصية الأكثر قوة في الحركة، فقد أمضى السنوار، وهو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات في الجماعة، 23 عامًا في السجون الإسرائيلية، حيث قضى أربعة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهمة الشروع في القتل والتخريب، ووصفه أحد المحققين الإسرائيليين السابقين بأنه "ملتزم بنسبة 1000% وعنيف بنسبة 1000%، كما أنه رجل قاسٍ للغاية".
كذلك تم إطلاق سراح السنوار كجزء من صفقة تبادل قامت إسرائيل بموجبها بتبادل ألف أسير فلسطيني في عام 2011 مقابل جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الذي أسرته حماس قبل 5 سنوات، ثم عاد السنوار إلى التشدد، وقال إنه خلص إلى أن أسر الجنود الإسرائيليين هو المفتاح لتحرير الأسرى الفلسطينيين من إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوة ستعزز من قوة حماس تحت قيادة السنوار، الذي ستثير ترقيته إلى رئيس الجناح السياسي لحماس المزيد من الشكوك حول إمكانية التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار في الصراع، حيث يُعتقد أن السنوار شن هجوم 7 أكتوبر من غزة دون إبلاغ القيادة السياسية، التي كان مقرها تحت قيادة هنية في قطر.
وقال آرون ديفيد ميلر، زميل بارز في مؤسسة كارنيجي، إنه بانتخاب يحيى السنوار لرئاسة حماس، تضع المنظمة حدًا لأي خلافات بين القادة الخارجيين والداخليين.
واعتبرت الجارديان أن سياسة قتل كبار قادة حماس، من قبل إسرائيل بما في ذلك أفراد من الجناح السياسي الأكثر اعتدالًا، أدت إلى تصاعد التوترات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد أخبر بايدن نتنياهو الأسبوع الماضي خلال مكالمة هاتفية بأنه كان يتعمد تخريب الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.