رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يفعلها وزير التعليم؟

تحدثت كثيرًا من قبل عن ضرورة وجود ثورة تعليمية للقضاء على فساد العملية التعليمية الذى ساد وانتشر، وأكرر الدعوة الآن إلى وزير التربية والتعليم الجديد محمد عبداللطيف بحمل لواء هذه الثورة لإنقاذ ما تبقى من التعليم، الذى بات أزمة فى كل بيت مصرى.

وتحديدًا لا بد من إطلاق المشروع القومى لتطوير التعليم، واستكمالًا لما بدأه بالفعل من قبل الوزير الأسبق طارق شوقى على الصف الأول الابتدائى ورياض الأطفال، ثم تجاهله الوزير السابق رضا حجازى، ويجب على الوزير عبداللطيف أن يقتنع بأن هذا هو مشروع الجمهورية الجديدة للخلاص من الخراب الشديد، الذى أصاب العملية التعليمية التى يعانى منها المجتمع حاليًا أشد المعاناة، والأمر يحتاج بما لا يدع أدنى شك أو تردد إلى نسف منظومة التعليم الحالية التى أوصلت البلاد إلى هذا الخراب.

والرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن من قبل عن أهمية المشروع القومى لتطوير التعليم والانتهاء منه بحلول عام ٢٠٣٠.

والمعروف أن مصر قبل أن تطلق هذا المشروع، قد درست كل نظم التعليم الحديثة، وتم اختيار المشروع الجديد الخالص المصرية.. والغريب فى الأمر أن هناك من يحاول عرقلة هذا المشروع، من خلال طرح أفكار غريبة وشاذة، ومنهم مثلًا من يقول إن المدارس غير جاهزة لتطبيق المشروع، ونسى هؤلاء أن التطبيق للمشروع الجديد يبدأ مرحليًا سنة بسنة، وتقوم وزارة التربية بتدريب المعلمين لكل صف وتجهيز المدارس، ليس دفعة واحدة، وإنما، كما قلت، مرحليًا، وهناك من يتطاول على فكرة الكتاب الإلكترونى، قائلين إن المدارس ليس بها «إنترنت»، وحتى «فيش» الكهرباء غير متوافرة، فى حين أن الكتاب الإلكترونى لا يحتاج إلى «نت»؛ لأن الداتا موجودة أصلًا داخل الكتاب، ولا تحتاج أصلًا إلى النت.. وهكذا نجد حملة شعواء على فكرة النظام الجديد المراد تطبيقه. فلماذا إذن هذا الهجوم غير المبرر؟

الحقيقة أن هناك كثيرين داخل المجتمع ستضيع مصالحهم الخاصة، على سبيل المثال لا الحصر، لن نجد مدرسًا واحدًا يعطى درسًا خصوصيًا، وكذلك سيتم منع طبع الكتاب الخارجى، وبالتالى فهؤلاء لا يعجبهم هذا التطوير والتحديث للعملية التعليمية.

وهؤلاء اعتادوا على طريقة الحفظ والتلقين، وقتلوا حرية الفكر والإبداع والتأمل، وركزوا فقط على قيام التلميذ بحفظ أجوبة الأسئلة، ووضعها فى ورقة الامتحانات، ووجدنا ما وجدنا من تلاميذ- مع عظيم الأسف- لا يتقنون القراءة ولا الكتابة، ولا أكون مبالغًا إذا قلت إن هناك خريجين من الجامعات المصرية لا يجيدون الإملاء، ولا يتقنون اللغة، سواء كانت عربية أو حتى إنجليزية، رغم تخرجهم فى مدارس لغات!

لذلك لى رجاء شديد لدى الوزير محمد عبداللطيف، وجميع العاملين المعاونين له فى مشروع تطوير التعليم، أن يقوموا بشرح كل التفاصيل للرأى العام، والرد على كل الاستفسارات، فهناك كثيرون لا يعرفون أى تفاصيل فى هذا الشأن، والأمر متروك فقط للذين يريدون بقاء الحال على ما هو عليه، ويؤثرون بالسلب على الشارع، وتكون النتيجة تصدير حملة مضادة لفكرة المشروع الجديد، الذى تنتظره البلاد بفارغ الصبر.

أكرر ندائى إلى الوزير الجديد لعرض المشروع على الرأى العام، وتبصيره بما يحدث، لمنع مروجى الشائعات من تصدير أفكارهم الشيطانية الهدامة الذين لا يريدون أن تقوم قائمة لمشروع تطوير التعليم.

ولو فعل الوزير هذا يكون قد دخل التاريخ المصرى من أوسع أبوابه، وليعلم أن اختياره جاء لهذا الهدف الوطنى الذى تنتظره مصر بفارغ الصبر.. فهل يفعل؟