رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شلل وحروق وإصابات خطيرة.. ما حال أطفال غزة في ظل الحرب؟

صورة آرشيفية
صورة آرشيفية

مستقبل صحي مجهول يواجهه أطفال غزة، الذين يقعون تحت حصار مشدد من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن؛ نتيجة الحرب الضارية والمستمرة بين الاحتلال وقوات المقاومة الفلسطينية حماس، إذ تستهدف الأولى قتل المدنيين من الأطفال والنساء دون تفريق.
وتعرض الأطفال لشتى أنواع الأمراض التي انتشرت نتيجة التلوث أو الإصابات المباشرة من القصف الإسرائيلي، في كل أنحاء قطاع غزة باستثناء الضفة الغربية، ما أدى إلى زيادة عدد المرضى من الأطفال.

واتساقًا مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن قطاع غزة أصبح منطقة وباء لشلل الأطفال بسبب تدهور الحالة الصحية في القطاع، وأن أطفال غزة أصبحوا الأكثر تضررًا منذ بداية الحرب وحتى الآن.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: «بعد سنوات طويلة من استئصال مرض شلل الأطفال في فلسطين، ونتيجة الحالة المزرية التي وصل إليها سكان قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي تسبب في حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام، وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي، تم اكتشاف انتشار شلل الأطفال».
وتابعت: «أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قطاع غزة منطقة وباء لشلل الأطفال، الأمر الذي يشكل تهديدًا صحيًا لسكان قطاع غزة والدول المجاورة وانتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالميًا».

ولم يكن شلل الأطفال هو ما يعاني منه فقط أطفال القطاع.. «الدستور» تحدثت مع عدد من أطباء قطاع غزة

إصابات الأطفال أكثر صعوبة

يحكي الدكتور أحمد المخللاتي، رئيس قسم الجروح في مستشفى الشفاء، أن إصابات أطفال غزة هي الأشد قسوة، إذ يظلوا أيام طويلة مصابون بإصابات بالغة دون علاج بسبب نقص المستلزمات الطبية، وفي النهاية يتوفى الكثير منهم متأثرًا بجراحه والألم الذي يتعرض له.

ويوضح لـ«الدستور» أن أصعب حالات إصابة أطفال غزة التي مرت عليه، كان طفل يعاني من حروق متفرقة تصل إلى الدرجة الثالثة وتغطي 50% من جسده، بسبب قصف إسرائيلي تعرض له هو وأسرته وتفحمت جثامين الأخرين.

يقول: «كان الطفل في مستشفى الشفاء لا يوجد علاج له أو أي شيء يهدأ من آلامه، لا سيما في الظهر، وظل ساعات طويلة حتى استطعنا البدء في علاجه لأنه كان يحتاج إلى عملية تريقع للجلد، إلا أن الأمر تطور وأصيب بصديد والتهابات شديدة».

عدم علاج الطفل في الوقت المناسب أدى إلى وفاته بعد ثلاثة أيام من دخوله للمستشفى، بسبب الحروق التي لم يتمكن الأطباء من علاجها وتدهور صحته وإصابته بالعديد من المضاعفات الأخرى.

الإسهال ينتشر بين الأطفال

الإسهال أيضًا كان أحد الأمراض المنتشرة بين أطفال غزة، نتيجة المياه الملوثة، وعدم وجود مياه صالحة للشرب، تقول إيمان إسماعيل، فلسطينية كانت تقطن في مخيم النصيرات ومنه إلى جباليا، أن ابنها أصيب بإسهال ونزلة معوية شديدة.

تضيف: «لا توجد مياه صالحة للشرب في المخيمات ومراكز الإيواء، لذلك كنت أجعله يشرب مياه محلاه يدويًا ولم يكن هناك تنقية، حتى بدأ بالإعياء الشديد، وسط قطاع صحي منهار بالكامل».

توضح أنه أصيب بحرارة شديدة وتقيأ طوال الليل وألم في المعدة، وحين ذهبت إلى المستشفى ظلت ساعات طويلة حتى حصلت على علاج بسبب نقص المستلزمات الطبية والأدوية، فضلًا عن أن المشافي تعج بالجرحى والمصابين من الحرب لذلك لم يكن لأبنها مكان هناك.