رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد هويدي يستعيد ذكرياته مع الثانوية العامة: سمعت خبر نجاحي أثناء عملي مع والدي

الفنان التشكيلي سيد
الفنان التشكيلي سيد هويدي

استعاد الفنان التشكيلي سيد هويدي، ذكرياته مع الثانوية العامة ، حيث قال: “في صباح أحد أيام الثانوية العامة، كانت الوالدة تدعوني إلى الاستيقاظ، فقلت لها لن أذهب اليوم إلى الامتحان، المدهش أنها لم تناقشني، بل انصرفت، في هذه اللحظة كنت في آخر سنة للامتحانات ثالثة ثانوي، وأدركت أن ما أنجزته في الأيام السابقة من الامتحانات لن يؤهلني لما أتمناه”.

لم تكن الثانوية العامة كابوسا

وأضاف في تصريحات لـ"الدستور": “مازلت أحفظ لأمي هذا الموقف الراقي، فقد كانت شخصية عظيمة تقدر الإرادة الحرة، ووقفت بجانبي عندما أراد والدي أن أتجه إلي إدارة أعماله، علي غير رغبتي فقد كان شيطان الفن يخطفني إلي عالم الخيال دائما بقوة”.

وتابع: “في سنة الإعادة التي فرضتها علي نفسي نظمت صفوفي، وكنت أكتب المقرر علي جدران غرفتي بخط كبير، هذه الغرفة المنفردة فوق سطوح بيتنا، بعد أن حولتها إلي قلعة لا أحد يدخلها إلا أمي، في أحد أركانها راديو عظيم، في الغالب مؤشره باستمرار علي موجة صوت العرب أو موجة الشرق الأوسط، ويتحول إلي البرنامج العام قبل الثانية صباحا إلا قليلا حيث برنامج “قال الفيلسوف” لسماع صوت الفنانة سميرة عبد العزيز والفنان محمد السبع”.

ويضيف “هويدي”: “ذكريات الثانوية العامة مرتبطة بالسهر، وانتظار صلاة الفجر كطقس، وكنت قد عرفت شرب القهوة من وقت مبكر جدا، مع الابتدائية بعد أن شجعتني أمي التي ربتني التي لم تلدني، يبدو أنها كانت ترغب أن تراني رجلا في وقت مبكر، ومع ذلك عرفتني علي جوانب الحياة من باب الحكم والأمثال الشعبية، والحكايات المؤثرة”. 

واستكمل: “سمعت خبر نجاحي في الثانوية العامة، أثناء انشغالي في العمل مع والدي، وكأنه خبر عادي لأن الحياة العملية تفرض سطوتها باعتبار أنها الأساسي، وتعاملت مع الخبر بهدوء وحيرة، فوضعي الحالي يسمح أن أدير أعمال والدي ومعي عهدة مالية أنفق منها علي الشغل واحتياجاتي، ومع ذلك اخترت حلم الجامعة.. لم تكن الثانوية العامة كابوسا، كما يحلو للبعض أن يعيشه، بل كنت أعتبرها محطة إلي مرحلة أكثر رحابة، فقد كنت أتوق إلي مرحلة الاتساع في الجامعة، وبالفعل بمجرد أن وصلت إلي الجامعة كونت فريق للممارسة الفن التشكيلي، يمارس أغلب فروع الفن من رسم ونحت وتصوير وخزف وأشغال فنية، وحصلنا علي درع الجامعة، ولمدة أربعة سنوات قادمة احتفظنا بالمركز الأول”.

واختتم: “أري الثانوية العامة الآن قرار في صناعة المستقبل، بعد أن أصبح التعليم طبقي، جامعات رسمية، وجامعات خاصة، فيما أصبح التعليم فرصة استثمارية لطبقة، لم تعد الثانوية إلا خطوة في رسم مستقبل علي الرمال، في ظل غياب استراتيجية تربط التعليم بسوق العمل، واحتياجاته وآلياته إيقاعه ومفاهيم الموجة الثالثة المعلوماتية، خاصة أننا في احتياج إلي التعليم الفني التطبيقي وتقديره في المجتمع كقيمة اجتماعية”.