كنوت هامسون.. حكايات من دفتر الراعى الصغير
لم تكن حياة كنوت هامسون الروائي العبقري وصاحب رواية "الجوع" مرفهة بقدر ما كانت طفولة شقاء وتعب، فقد ولد هامسون في جرموسترايت بالنرويج، ضمن أسرة فقيرة جدًا من الفلاحين، ولم يذهب للمدرسة لضيق ذات اليد إلا في فترات متقطعة، وكان قد تعلم الكتابة والقراءة في البداية على يد عم له من رجال الدين، كان يقسو عليه بشدة ويوبخه في كل الأحوال والمناسبات.
كنوت هامسون
في تقرير نشره محمد المسعودي تحت عنوان "كنوت هامسون: من الرواية إلى تراجيديا النهاية"، ذكر فيه الكثير عن حياة الروائي النرويجي الكبير.
بدأ كنوت هامسون منذ بلوغه الرابعة عشرة بكسب قوته وزاول عددًا من المهن منها أنه كان مزارعًا وراعيًا للغنم، وبائعًا جوالًا، وصانع أحذية، وتنقل بين الكثير من المهن الأخرى.
بدايات هامسون مع الكتابة
نشر كنوت هامسون وهو في الثامنة عشرة من عمره قصة غرامية فتحت له الطريق للحصول على معونة مالية من أحد محبي الأدب ولكن المعونة سرعان ما انقطعت فعاد للعمل المضني.
سافر كنوت هامسون للولايات المتحدة الأمريكية مرتين فاشتغل سائقًا للترام في شيكاغو وبائع حليب ومزارع وسماك وملقن للفرنسية وغيرها من الأعمال، ولكنه في نفس الوقت كان منكبًا على قراءة أعمال جاكبسن وهارتمان وستراندبرج ومارك توين ودستويفسكي.
في هذه اللحظة كتب هامسون بعض القصص التي تتخذ من واقع الفلاحين موضوعًا لها وذلك بدءًا من عام 1880، وعاد هامسون من أمريكا خائب الأمل لينكب على كتابة عمله الأول "الجوع" الذي وضع قدمه في طريق الأدب والشهرة، إذ نشره في المجلة الدنماركية "الأرض الجديدة"، وعرضه على الناقد إدوارد براندسن الذي ساعد في إخراج الكتاب للقراء عام 1890.
وبفضل الكتاب اشتهر هامسون وتغيرت حياته فقام بعد ذلك بنشر عدد هام من أعماله الروائية، وقام برحلات عديدة لأوروبا وروسيا وتركيا وتزوج للمرة الثانية في عام 1909 من الممثلة والكاتبة ماريا أندرسن التي لعبت أحد الأدوار النسائية الأولى في إحدى مسرحياته وأقام معها في هاماري على خليج هامسوند، ومن هنا اشتق اسمه الفني كنوت هامسون بدلًا من كنوت بيدرسن.