رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجل الموت محمد الضيف.. ثعلب «حماس» الذى سعت إسرائيل لاغتياله فى 8 محاولات

محمد الضيف
محمد الضيف

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى عن أنه تلقى معلومات استخباراتية تفيد باغتيال محمد الضيف، القائد العسكرى لحركة حماس، خلال الغارة الجوية التى شنتها قوات الاحتلال فى ١٣ يوليو الماضى، فى منطقة المواصى غربى قطاع غزة، والتى أدت إلى استشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين، فى مجزرة على خيام النازحين.

وحسب ما نقلته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، تلقى جيش الاحتلال معلومات استخباراتية جديدة خلال الساعات الأخيرة، تؤكد اغتيال «الضيف»، بعدما انتشرت خلال الأيام الماضية أنباء تفيد باغتيال قائد الجناح العسكرى فى إحدى الغارات الإسرائيلية على منطقة المواصى.

وأضافت أن جيش الاحتلال التزم الصمت خلال الأيام الماضية بشأن اغتيال «الضيف»، ولم يشارك أيًا من الفئات العسكرية الأخرى المعلومات بشأن الغارة ونتائجها.

وأشارت إلى أن مصدر المعلومات الذى تستند إليه إسرائيل لتحديد أماكن قيادات حماس فى الغالب عنصر «تجسس إلكترونى»، وأن إسرائيل تتخذ كل التدابير الممكنة لحمايته وضمان ألا ينكشف.

وأشارت مصادر فى الجيش الإسرائيلى إلى أن بعض أعضاء حماس وحزب الله كانوا يعرفون منذ بعض الوقت أن «الضيف» قد مات، لكن آخرين ربما لم يكونوا على علم لأن أجزاءً من شبكة حماس فى غزة معزولة حاليًا عن الشبكة العملياتية الأوسع.

وأضافت الصحيفة أنه فى ٢١ يوليو الماضى كشف جيش الاحتلال الإسرائيلى عن أنه كانت هناك معلومات أكيدة بنسبة ١٠٠٪ أن «الضيف» كان موجودًا فى غرفة واحدة مع قائد لواء خان يونس التابع لحماس، رافع سلامة، عندما سقطت القنابل التى قتلت الثانى.

ولفتت إلى أن مقتل «سلامة» وحجم القنابل المستخدمة فى العملية جعل من المؤكد عمليًا أن «الضيف» قُتل أيضًا، على الرغم من أن مصادر جيش الاحتلال الإسرائيلى حذرت من أنه فى إحدى محاولات الاغتيال الفاشلة السابقة لـ«الضيف»، كان فى الغرفة التى أصيبت، لكنه كان مختبئًا فى جزء صغير من الغرفة ويحتمى بالكثير من الأشياء والأجسام المحيطة به للبقاء على قيد الحياة.

وكشفت الصحيفة عن كواليس اغتيال «الضيف»، مشيرة إلى أنه كجزء من عملية الاغتيال احتفظت القوات الجوية بسلسلة من خمسة أزواج مختلفة من الطائرات والطائرات دون طيار، تتناوب على التحليق والمرور فوق المقر الذى كان من المتوقع أن يزور «الضيف» فيه «سلامة»، لتقليص المدة الزمنية بين إعطاء الضوء الأخضر من القيادة السياسية والتنفيذ الفعلى على الأرض.

وتابعت أن «الجواسيس الإلكترونية كان لها عامل كبير فى تحديد مكان الضيف والتأكد من وفاته».

وأضافت أن طريقة اغتيال «الضيف» هذه المرة تختلف عن أى عملية اغتيال أخرى، حيث تقلع الطائرات فقط لضرب هدف بعد إعطاء الموافقة، ما يخلق قدرًا معينًا من الوقت الفاصل، حيث قد يهرب الهدف.

وأوضحت أن طائرات مُسيرة ومقاتلات بقيت فى السماء لأكثر من يوم ونصف اليوم فى انتظار إشارة الهجوم، على الرغم من أن المخابرات الإسرائيلية كانت تتابع «سلامة» فى الموقع لأسابيع.

ولد محمد الضيف، فى غزة عام ١٩٦٥، واسمه بالكامل محمد دياب إبراهيم المصرى، ونشأ فى أسرة فلسطينية هُجّرت عام ١٩٤٨ من قرية القبيبة إلى غزة، وعاش فى مخيم خان يونس للاجئين.

حصل على شهادة فى العلوم من الجامعة الإسلامية فى غزة، حيث درس الفيزياء والكيمياء والأحياء، ولم يكتف بالدراسات العلمية فحسب، وإنما ترأس لجنة الترفيه فى الجامعة، وقدَّم عددًا من الأعمال على مسرح الجامعة.

عُرِف «الضيف» بأنه العقل المدبر لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، حيث انضم إلى صفوف المقاومة منذ تدشينها عام ١٩٨٧، واعتقلته السلطات الإسرائيلية عام ١٩٨٩، وبعد خروجه من سجون الاحتلال شارك فى كتائب القسام التى كانت فى طور التأسيس.

وفى عام ٢٠٠٢، أصبح القائد العام لكتائب القسام؛ بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة، بغارة إسرائيلية.

شارك «الضيف» فى عدة عمليات عسكرية ضد إسرائيل مثل اختطاف الجنود والهجمات الصاروخية ضد الاحتلال، وحتى «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر الماضى، كما تعلم صناعة القنابل والقذائف الصاروخية، على يد أحد مؤسسى كتائب «القسام».

وأشرف على عدة عمليات عسكرية استهدفت العناصر الإسرائيلية وأوقع عشرات القتلى فى صفوف الاحتلال.

تصدَّر «الضيف» قائمة المطلوبين لدى إسرائيل التى حاولت اغتياله أكثر من مرة، حيث كُتِبَت له النجاة من ٧ محاولات اغتيال منذ عام ٢٠٠١ وحتى ٢٠٢١، إلى أن لقَّبته دولة الاحتلال بـ«رجل الموت»، فيما عُرِفَ باسم «الضيف» لتنقله من مكانٍ لآخر؛ تجنبًا لمحاولات الاستهداف الإسرائيلية.

وعلى الرغم من فشل الاحتلال فى اغتياله سابقًا، إلا أنه استهدف عائلته ودمَّر منزله فى إحدى هذه المحاولات عام ٢٠١٤.

وفى يوم ١٣ يوليو الماضى، شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلى هجومًا على منطقة المواصى بخان يونس، أعلن عن أنها كانت تستهدف اغتيال «الضيف»، إلا أن «حماس» نفت استهدافه وقتها، وقالت إن المزاعم الإسرائيلية هدفها التغطية على حجم المجزرة المروعة التى ارتكبها الاحتلال فى المواصى.