نيويورك تايمز: خيارات إيران للرد على عملية اغتيال هنية قد تؤدى لتصعيد الأزمة فى الشرق الأوسط
رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لـحركة حماس إسماعيل هنية في طهران كان بمثابة فشل أمني مهين للحكومة الإيرانية.
وقالت الصحيفة - في تحليل أوردته اليوم الخميس - إن الفترة الفاصلة بين أداء اليمين والانفجار الذي وقع داخل دار ضيافة تابعة للحرس الثوري الإسلامي في طهران في الساعة الثانية صباحًا، شهدت مقتل إسماعيل هنية الذي لم يحضر أداء اليمين فحسب بل كان أيضًا موضع ترحيب من الرئيس الجديد مسعود بيزشكيان كما التقى المرشد الأعلى علي خامنئي الأمر الذي جعل من عملية الاغتيال عملًا وقحًا بشكل خاص.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس الإيراني بيزشكيان وخامنئي وكبار الجنرالات العسكريين سوف ينغمسون في خيارات حاسمة ربما تحدد ما إذا كانت الحرب ستندلع بين اثنين من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط.. مشيرة إلى أن القرار النهائي بشأن كيفية الرد يقع على عاتق خامنئي.
وأشارت إلى أن الكيفية التي ستتم بها العملية الانتقامية تشكل فارقًا كبيرًا، قائلة: إنه في حال شنت إيران هجمات صاروخية مباشرة، كما حاولت في أبريل الماضي لأول مرة منذ 45 عامًا، فربما تتصاعد دورة الضربة والضربة المضادة بسهولة، وإذا كثف حزب الله - وهو أقرب حليف لها في المنطقة - هجماته على شمال إسرائيل أو وسع الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر، فقد تمتد الحرب إلى لبنان أو تتطور لتنطوي على الحاجة إلى وجود القوات البحرية الأمريكية لإبقاء الممرات البحرية مفتوحة.
وقالت الصحيفة: إن الخيار الأكثر خطورة هو ما إذا قررت إيران اتخاذ الخطوة الأخيرة نحو بناء سلاح نووي حقيقي، حيث أنتجت الوقود النووي وفي السنوات الأخيرة قامت بتخصيبه إلى مستويات تقترب من المستوى اللازم لصنع القنبلة النووية، غير أن تقييمات الاستخبارات الأمريكية تقول إن إيران كانت تتوقف دومًا عن امتلاك سلاح نووي حقيقي، وهو القرار الذي أعاد الزعماء الإيرانيون النظر فيه علنًا خلال الأشهر الأخيرة.
وأضافت: أن إغراءات الانتقام واضحة، فإذا افترضنا أن اغتيال هنية كان من تدبير عملاء الاستخبارات الإسرائيليين، فقد رفض الإسرائيليون الاعتراف بدورهم أو نفيه، فإن الهجوم كان مصممًا ليكون أكثر من مجرد ضربة موجهة إلى زعيم كبير في حماس، لقد كان إهانة للحكومة الإيرانية وأحدث تذكيرًا بمدى تغلغل الإسرائيليين في أجهزة الأمن الإيرانية.
ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى علي أكبر بهمنش، وهو سياسي بارز وزعيم حملة بيزشكيان قوله - في مقابلة صحفية: "كان هذا الهجوم بمثابة صفعة كبيرة لمكانة إيران في المنطقة، لقد كانت هذه العملية إهانة لبلادنا وقوضت جهازنا الأمني بالكامل وأظهرت أن لدينا ثغرات خطيرة في الاستخبارات".
من جانبه.. أشار أحد كبار المسئولين الأمريكيين إلى أن الإسرائيليين اختاروا القيام بذلك في إيران أثناء حفل التنصيب الذي شارك فيه كبار الشخصيات الأجنبية من أكثر من 80 دولة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث كانت الرسالة واضحة ومفادها أن القتلة لم ينتقموا فحسب من قادة حماس بسبب هجوم السابع من أكتوبر في إسرائيل والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1100 مدني، بل كانوا أيضًا يذكرون قادة إيران الجدد بأنهم أيضا في متناول اليد.
وقال علي فايز رئيس مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "لقد خاض بيزشكيان الانتخابات على وعد بإعادة التوازن إلى العلاقات الخارجية لإيران وتخفيف العقوبات وهو التعهد الذي قطعه في خطاب تنصيبه للبلاد"..مضيفًا: "أن التصعيد الإقليمي ضد حليف رئيسي للولايات المتحدة من شأنه أن يغلق النافذة الضيقة للغاية بالفعل التي ربما كانت متاحة للمشاركة الدبلوماسية".
وبالنسبة لبيزشكيان فإن الأخبار التي تفيد بمقتل حليف رئيسي وضيف في حفل تنصيبه كانت بمثابة ضربة شخصية وفقًا لعضوين من لجنته الاستشارية، فيما رأت الصحيفة أنه من غير الواضح أن الرجل الذي انتُخِب لتخفيف التوتر الاجتماعي والترويج لبرنامج تحرير القواعد الاجتماعية فيما يتعلق بارتداء الحجاب واستخدام الإنترنت، سيكون له تأثير على الحرس الثوري الإيراني الذي أذلته الضربة بشكل خاص.
وقالت سوزان مالوني، نائبة الرئيس مديرة السياسة الخارجية في مؤسسة بروكينجز وخبيرة في الشئون الإيرانية منذ فترة طويلة: "أعتقد أن بيزشكيان لن يكون له تأثير على القرار، لم يكن قط جزءًا من الدائرة الداخلية للأمن"، فيما يعتقد المسئولون الأمريكيون أن إسرائيل وحزب الله لا يريدان حربًا على أراضي لبنان إلا أن احتمالات وقوع حادث أو رد فعل مبالغ فيه واردة.