كواليس اغتيال محمد الضيف.. الاحتلال يستعين بـ"جاسوس إلكترونى" لتأكيد روايته
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أنه تلقى معلومات استخباراتية تفيد باغتيال محمد الضيف، القائد العسكري لحركة حماس، خلال الغارة الجوية التي شنتها قوات الاحتلال في 13 يوليو الماضي، والتي كانت تستهدف "الضيف" في منطقة المواصي غربي قطاع غزة.
كواليس اغتيال محمد الضيف
وحسب ما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تلقى جيش الاحتلال معلومات استخباراتية جديدة خلال الساعات الأخيرة، تؤكد اغتيال "الضيف"، بعدما انتشرت خلال الأيام الماضية أنباء تفيد باغتيال قائد الجناح العسكري في إحدى الغارات الإسرائيلية على منطقة المواصي.
وأضافت أن جيش الاحتلال التزم الصمت خلال الأيام الماضية بشأن اغتيال "الضيف"، ولم يشارك أيا من الفئات العسكرية الأخرى المعلومات بشأن الغارة ونتائجها.
وأشارت إلى أن مثل هذه الحالات في الماضي غالبًا ما تكون المعلومات عبارة عن جاسوس بشري حساس للغاية أو عنصر "تجسس إلكتروني" حساس للغاية، وهو الأقرب في الوقت الحالي، والذي تشعر المؤسسة الدفاعية بأنه سيضيع إذا ظهرت حتى إشارة إلى من أو ماذا كان.
وأشارت مصادر في الجيش الإسرائيلي إلى أن بعض أعضاء حماس وحزب الله كانوا يعرفون منذ بعض الوقت أن "الضيف" قد مات، لكن آخرين ربما لم يكونوا على علم لأن أجزاء من شبكة حماس في غزة معزولة حاليًا عن الشبكة العملياتية الأوسع.
وأضافت الصحيفة أنه في الحادي والعشرين من يوليو الماضي كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أنه كانت هناك معلومات أكيدة بنسبة 100% أن "الضيف" كان متواجدا في الغرفة التي كان يتواجد فيها قائد لواء خان يونس التابع لحماس، رافع سلامة، عندما سقطت القنابل التي قتلت سلامة.
ولفتت إلى أن حقيقة استشهاد سلامة وحجم القنابل جعلت من المؤكد عمليًا أن "الضيف" استشهد أيضًا، على الرغم من أن مصادر جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى يوم الخميس حذرت من أنه في إحدى محاولات الاغتيال الفاشلة السابقة لـ"الضيف"، كان في الغرفة التي أصيبت، لكنه كان مختبئًا في جزء صغير من الغرفة ويحتمي بالكثير من الأشياء والأجسام المحيطة به للبقاء على قيد الحياة.
وكشفت الصحيفة عن كواليس اغتيال الضيف، مشيرة إلى أنه كجزء من عملية الاغتيال احتفظت القوات الجوية بسلسلة من خمسة أزواج مختلفة من الطائرات والطائرات دون طيار، تتناوب على دور التحليق والمرور بالمقر الذي كان من المتوقع أن يزور فيه "الضيف" سلامة، بحيث بمجرد موافقة مجلس الحرب على العملية، ستكون القوات الجوية قادرة على إطلاق النار في وقت قصير عمليًا.
وتابعت أن "الجواسيس الإلكترونية كان لها عامل كبير في تحديد مكانه والتأكد من وفاته".
وأضافت أن طريقة اغتيال "الضيف" هذه المرة تختلف عن أي عملية اغتيال أخرى، حيث تقلع الطائرات فقط لضرب هدف بعد إعطاء الموافقة، ما يخلق قدرًا معينًا من الوقت الفاصل، حيث قد يهرب الهدف.
كانت وحدات القوات الجوية في السماء لأكثر من يوم ونصف اليوم في انتظار الكلمة للهجوم، على الرغم من أن المخابرات الإسرائيلية كانت تتابع سلامة في الموقع لأسابيع.