الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس إفذوكيموس الصدّيق
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس إفذوكيموس الصدّيق وهو من نبلاء كباذوكية، وكبار الموظفّين فيها. عاش في البراري وانتقل إلى الله حول سنة 840، وذلك بالاضافة الى الاحتفال بذكرى مار إغناطيوس دي لويولا المعترف وهو مُؤسِّس الرَهبانِيَّة اليَسوعِيَّة ، قَد تَطَوَّبَ مِنها نَحوَ الماية والأربعين طُوباويَّا وأعلِنَت قَداسَة مَا يُقارِب الثلاثين قِديسًا. وَلِدَ سَنَة 1493 في بِلاد الفاسِك في شِمالي إسبانِيا. كانَ ضابِطًا في الجَيْش وَكُسِرَت رِجلَهُ في إحدى المَعارِك فإضْطَّرَ الى الإسْتِشفاء طَويلاً. تَرَكَ الجَيْش وَتَجَنَدَ للمَسيح. عادَ الى الدَرسِ في إسبانِيا ثُمَّ في باريس وهُناكَ تَعَرَّفَ الى رِفاقِه الأولّين في الرَهبانِيَّة ومِنهُم فرَنسيس كَسفاريوس. سُيِّم كاهِنًا في روما في 24 حُزيران سَنَة 1537 وأقام قُدَّاسَه الأول يَوم عِيدِ الميلاد سَنَة 1538. أنهى رُسوم رَهبانِيَته سَنة 1541 وقَد إزدَهَرَت وَهُوَ في الحَياة. رَقَدَ بِالرَبّ فِي مِثل هَذا اليوم مِن سَنَة 1556. أعلِنَت قَداسَتُه سَنَة 1623. إمتازَ بِغيرَته الرَسوليّة عَلى خَلاص النُفوس وَبِطاعَتِه العَمياء للكَنيسَة. أمَّا كِتاباتِه وخاصّة الرِياضات الروحِيّة فَهِيَ لا تَزال موضوع الرياضات والإرشادات إلى اليوم.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ صحّة الجسد هي خير للحياة البشريّة. والحال إنّنا نكون سعداء ليس حين نعرف معنى كلمة الصحّة فحسب، إنّما حين نعيش بصحّة جيّدة... لم يقل المسيح إنّنا سنكون سعداء حين نعرف شيئًا ما بشأن الله، لكنّنا سنكون سعداء حين نمتلكه بذاته. في الواقع، "طُوبى لأَنْقِيَاءِ القُلُوب، لأَنَّهُم سَيُعَايِنُونَ الله" . لم يقل إنّ الله يظهر نفسه لكلّ مَن طهّر نظر قلبه...؛ أو بتعبير أكثر وضوحًا: " فَهَا إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ في دَاخِلِكُم!". هذا ما تُعلّمنا إياه هذه العبارة: مَن طهّر قلبه من كلّ خليقةٍ ومن كل تعلّقٍ غير منظّم يرى صورة الطبيعة الإلهيّة بأبهى جمالها...
بمقدار معيّن، يوجد في داخلك استعداد لرؤية الله. ذاك الذي كوّنك قد أودع في كيانك قوّة عظيمة. حين خلقك، خبّأ الله فيك ظلّ طيبته، كما يُطبع رسم الختم في الشمع. إنّما الخطيئة قد أخفت بصمة الله هذه؛ إنّها مخفيّة تحت الخطايا. إن طهّرتَ قلبك من خلال عيش حياة مثاليّة، فإنّ الجمال الإلهي سيلمع فيك من جديد. كما أنّ قطعة الحديد التي يُزال الصدأ عنها تلمع في الشمس، كذلك الإنسان الباطني الذي يسمّيه الربّ "القلب"، سيكتشف من جديد تشابه نموذجه حين ينزع بُقَع الصدأ التي كانت تشوّه جماله.