«الكاثوليكية» تحتفل بذكرى القديس إغناطيوس دي لويولا
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديس إغناطيوس دي لويولا.
وطرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إنه وُلِدَ "اِغناطيوس لوبيز دي لويولا" في 23 أكتوبر 1491 بقلعة لويولا الواقعة شمالي إقليم الباسك بإسبانيا لعائلة نبيلة.
وفي شبابه تعلَّق بالحياة العسكرية لحبه الشديد للشُهرة والعظمة وتحقيق البطولات التي تجعله مسار حديث الناس واهتمامهم، وهي أمور كان يوفرها الزي العسكري في المجتمع الإسباني فالتحق بالجيش في سن السابعة عشر، وكان ارتداءه الزي العسكري وتقلُّده السيف، إلى جانب هيئته ولياقته البدنية العالية يُعطيه إحساساً بالعظمة يجعله يسير مُختالاً بنفسه، فَرِحاً بنظرات النساء المنبهرة به والمسرورة بالرقص معه في حفلات البلاط الملكي.
في أثناء معركة ضدّ الفرنسيين انكسرت ساقه، فلم يتردد عن الخضوع لعمليّة جراحيّة مؤلمة لإعادة أناقة جسمه، وفي أثناء أناقته الطويلة كان يبحث عن روايات غراميّة، لكنّه لم يجد في القصر إلا كتاباً واحداً: “سيرة المسيح والقديسين”. فأخذ يطالعه مرغماً، لكن، يا لها من مفاجأة! فحياة يسوع والقديسين هي أيضاً رواية حبّ. وإذ به يقتحم معركة أشدّ مشقّة من تلك التي أقعدته، فالقلعة التي تقاوم الآن هي قلبه الذي كان مجد العالم قد احتلّه. وفي هذا العالم، وجد اغناطيوس يسوع. وأصدقاءاً له أوفياء سلكوا على درب الربّ مثل القديس فرنسيس والقديس دومينيك. وها هو يقول في نفسه: “لم لا أنا؟”. وما إن شفي حتّى انطلق إلى دير قريب، وبعد أن اعترف مطوّلاً بخطاياه أحيا الليل كلّه راكعاً أمام تمثال العذراء حيث ترك سيفه، وأعطى عابراً فقيراً ثوب الفارس الذي كان يرتديه
سار إغناطيوس بدون مال ولا زاد إلى أورشليم، وكأنّه مخطوف بالله، راغباً في أن يقضي حياته ماشياً على درب المسيح. لكنّ الأتراك منعوا إقامة المسيحيين في أورشليم، فعاد يسأل نفسه: ما العمل؟ فقرر إغناطيوس متابعة دروسه لأنّ كثيرين كانوا منكبّين على العلم والمعرفة، تحضيراً لبناء العالم الجديد وكان اغناطيوس يقيم في جامعة السوبون بباريس مع طالبين: بطرس (فرنسيّ) وفرنسيس (أسبانيّ). كانوا يتاونون في دروسهم ويتحادثون طويلاً. وسرعان ما أصبح يسوع محور أحاديثهم، حتّى أضحى أكيداً لديهم أن محبّتهم للمسيح لن تكون على هامش حياتهم، لقد أصبحوا سبعة أصدقاء، تمتلكهم رغبة واحدة: إتّباع يسوع المسيح في ممارسة الفقر الإنجيليّ والعفّة والسير نحو الكهنوت.