رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

100 مليون ناقد رياضي.. والسخرية تهدم الأبطال

محمد الراعي
محمد الراعي

الرياضة لغة الشعوب ومعشوقة القلوب، ومن حق الجميع أن يتحدث في شئون الرياضة وينتقد الرياضيين مثلما يهتف لهم ويعشقهم ولكن  في مصر اصبح لدينا 100 مليون ناقد وناقم رياضي، وللاسف اصبحوا  ينتقدون من اجل الهدم وليس من اجل الاصلاح او البناء والتطوير.
ظهرت نغمة جديدة وهي تعصب الجمهور للاندية علي حساب المنتخبات الوطنية، واستغل بعض المتعصبين منابر  السوشيال ميديا للانتقاد والانتقام والاساءة للاعبين وللمسئولين بالاندية والاتحادات والتهكم عليهم بطريقة مشينة بعيدة عن الروح الرياضية، تتسبب في تدمير الابطال وتعطيل مسيرة المنتخبات الوطنية.
من حق الجميع ان ينتقد اللاعبين والمسئولين بالاندية والاتحادات ولكن ليس نقدا هداما  وليس الاساءة لهم والتهكم عليهم، نعم  الرياضة المصرية تعاني من سلبيات كثيرة، بداية من اتحاد الكرة ومجاملاته لبعض الاندية علي حساب اللوائح والقوانين، وسوء تنظيم مسابقاته خاصة الدوري الضعيف الهزيل غير المنتظم واخطاء الحكام وغيرها  من الاخطاء الادارية التي تسيء للكرة المصرية وتهدد بتراجع المنتخبات الوطنية.
والوضع اسوأ  في الألعاب الاخري الفردية والجماعية وهناك سوء  للابطال وعدم وجود دعم كافي للمنتخبات بسبب عدم  وجود رعاة لاتحادات الرياضيات الاخري مما يتسبب في اهدار مواهب كثيرة.
نعم لدينا اخطاء ولكن  هذا لا يعني ذبح الرياضيين وتدمير الرياضة المصرية، من حقك ان تنتقد من اجل الوصول للافضل، من حقك تنتقد من اجل المصلحة العامة  ولكن يجب ان يكون نقد بناء مدعم بحلول  تقدم للمسئولين عن الرياضة لتفتح لهم الطريق لعلاج الأخطاء.
وشهدت الايام الاخيرة  انتقادات هدامة كثيرة للرياضيين المصريين بعد انطلاق اولمبياد باريس ووصلت لسب بعض الرياضيين والتنمر عليهم والاساءة اليهم  مثلما حدث مع الملاكمة يمني عياد التي استبعدت لزيادة وزنها 700 جرام، وتم التنمر  عليها والسخرية منها.. وتعرضت هنا جودة لاعبة تنس الطاولة المصنفة 32 عالميا لنفس الهجوم بعد خسارتها امام المصنفة رقم 74 عالميا،  وتعرضت بطلة الرماية نور عباس لحملة شرسة بعد انسحابها من سباق المسدس 10 متر  رغم انها  متأهلة عن سباق 25 متر وحرصت اللاعبة علي التركيز في سباقها الاصلي، وتعرضت البطلة ندي حافظ لاشرس حملة انتقادات بعد اعلانها انها  شاركت في سباقات سلاح الشيش وهي حامل في الشهر السابع وتم السخرية والاساءة للبطلة رغم انها حققت انجاز كبير بتأهلها لدور ال16  ،  ولم يسلم المبارز  زياد السيسي المصنف الاول من الانتقادات بعد حصوله علي المركز الرابع  ،  ما حدث يعتبر اغتيال للابطال المصريين وقتل الحافز لدي الاجيال القادمة لخوفهم  من هذا المصير  والخضرع لمذبحة الجماهير وتعليق المشانق لأي بطل  يتعثر او يخسر.
عفوا ايها السادة انتم تحكمون علي هؤلاء اللاعبين لمجرد  نتيجة مباراة وتتناسون  ان الرياضة فوز وخسارة، انتم لا تعلمون مدي المجهود وتعب السنين لدي هؤلاء اللاعبين من اجل التأهل للاولمبياد، انتم لا تعلمون صعوبة طريقهم في الصعود  للاولمبياد، وكم  المعاناة والحرمان  الذي تعرض له هؤلاء الابطال، انتم لا تعلمون  كم  صرفت الدول الاخري علي صناعة الابطال وحصد الميداليات، اين  انتم  ايها النقاد الناقمين من دعمكم  لهؤلاء الابطال في مشوار التأهل للاولمبياد.
ولم يسلم فريق الكرة من الانتقادات  رغم انه قدم نتائج جيدة في دور المجموعات ولكن الفوز علي إسبانيا لا يكفي ولا يعني اننا سنحصد ميدالية في الكرة، مازال الطريق صعب، جاءت انتقادات الجماهير  لبعض اللاعبين بحكم التعصب للاندية وتناسي الجميع ان هناك  اخطاء للاعبي المنتخب الاولمبي ويجب علاجها خاصة اصرار بعض اللاعبين علي الاداء بطريقة فردية استعراضية، وهذا يهدد بخروج الكرة بدون ميدالية، ويجب علي الجمهور ان يبتعد عن الانتقادات بحكم التعصب للاندية حتي لا يفقد لاعبونا الروح والعزيمة، خاصة ان اللاعبين وكل المشاركين في البعثة المصرية يتابعون انتقادات السوشيال ميديا.
لا اقدم المبررات للخاسرين ولا لمسئولي الرياضة الفاشلين علي العكس اطالب بمحاكمة المقصرين، واطالب بتطبيق الاساليب العلمية والرعاية الكافية ماديا ومعنويا لمواهبنا  من اجل حصد الميداليات، وكفانا عشوائية.
واقول للناقدين الناقمين كيف تطالبون بمحاكمة اللاعبين والمسئولين بسبب فشلهم وعشوائيتهم وانتم في نفس الوقت تنتقدونهم  بعشوائية وتهدمون البيت علي الجميع.
وفي وسط موجات النقد لا ننسي انجاز البطلة اية مدني اول مصرية تفوز في انتخابات اللجنة الأولمبية الدولية وحصدت 86 صوتا وهو ما يعكس احترام العالم للرياضيين المصريين.
في النهاية من حقك ان تنتقد ولكن النقد ليس سخرية او شماتة او التمني بالفشل من اجل التعصب الي لون فانلة النادي، عفوا مصر فوق الجميع، واستقيموا يرحمكم الله.