مفخرة الساحل الشمالي
عندما قلت إن مصر تخوض حربين فى آنٍ واحد عقب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كنت على حق كامل، فالحقيقة أن مصر خاضت حربًا كبيرة جدًا ضد الإرهاب ونجحت فيها، ودمرت أوكاره وقضت على جماعات الإرهاب والتطرف إلى غير رجعة. وعلى الجانب الآخر كانت هناك حرب من نوع آخر وهى التنمية المستدامة التى لعبت دورًا كبيرًا فى البلاد خلال السنوات العشر الماضية وحتى كتابة هذه السطور.
وفى الحقيقة أن كل هذه الأمور لم تأتِ عفويًا أو من قبيل الصدفة، وإنما نتاج مشروع وطنى مصرى وضعته القيادة السياسية لتسير عليه خلال الفترة الماضية وحتى الآن. هذا المشروع الوطنى الذى اهتم بالتنمية اهتمامًا كبيرًا يلعب دورًا مهمًا وأساسيًا فى تغيير حياة البشر. وبهذه المناسبة وجدنا تنمية الساحل الشمالى بطوله الممتد من الإسكندرية وحتى مطروح وسيدى برانى والسلوم، وأن الدولة تهتم به اهتمامًا بالغًا بشكل يفوق الخيال والتصور، وقد وجدنا الكثير من المنشآت العمرانية وشبكة الطرق العملاقة الممهدة التى باتت معلمًا بارزًا ليس فى المجال السياحى فقط، وإنما هناك إصرار شديد على التنمية بشكل واضح وعام. تنمية الساحل الشمالى وتحديدًا العلمين تعد من المعالم البارزة لتحقيق النهضة التى تأخذها مصر على عاتقها حاليًا. كلنا يذكر قبل ٣٠ يونيو كيف كان الموقف فى هذه البقعة من الأرض المصرية، وكلنا يتذكر الدروب والمسالك التى كان يصل بها المواطن من الإسكندرية أو من القاهرة إلى مطروح، ويجد عقبات كثيرة كان أبرزها الألغام التى لعبت دورًا بشعًا فى عدم التنمية فى هذه المنطقة. والفضل يرجع إلى القوات المسلحة المصرية، خاصة سلاح المهندسين الذى لعب دورًا رائدًا ورائعًا فى هذا المجال عندما تم تطهير هذه المنطقة من كل الألغام التى خلفتها الحروب الماضية.
إن الدولة المصرية لم تترك الأمور عبثًا، وإنما راحت تقيم تنمية مستدامة يشعر بها كل مَن يأتى إلى هذه البقعة من الأرض المصرية. فالعلمين الجديدة التى باتت منارة يقصدها الناس من كل أنحاء العالم، إضافة إلى ما تم من استثمارات ضخمة حاليًا فى رأس الحكمة.. كل هذه الأمور لم تأتِ من فراغ أو اعتباطًا، وإنما من خلال خطة محكمة وفكر رشيد وقيادة سياسية لديها الإصرار الشديد على تحقيق هذه التنمية المستدامة.
إن الزائر لهذه المنطقة على الساحل الشمالى يجد أن هناك فكرًا متطورًا ورؤية ثاقبة تسعى بكل السبل والطرق إلى تحقيق التنمية التى بات يشعر بها المواطن المصرى، وليس كما يفهم البعض من المواطنين أن العلمين، على سبيل المثال لا الحصر، ملتقى للمهرجانات والحفلات وخلافه، إنما هذه المنطقة باتت تشهد تنمية حقيقية فى جميع المجالات بلا استثناء، حتى رغم صعوبة هذه المنطقة فى الزراعة، فإن هناك أيضًا اهتمامًا بالغًا بها بما يتوفر من مياه الأمطار وكيفية تخزينها وخلافه.. فى زيارة لهذه المنطقة لم أكن أتوقع كل هذه الإنجازات الضخمة التى تحققت على الأرض بهذا الشكل الذى يجعل المواطن فخورًا جدًا، وأيضًا لا بد من القول إن هذا الجانب يحتاج إلى تسليط الضوء عليه ويحتاج إلى الترويج له أكثر وأكثر، خاصة فى خارج البلاد، لأن هذه المنطقة ليست معلمًا سياحيًا فقط وليست بناء فنادق على الساحل وخلافه، وإنما باتت منطقة تستحق جذب عمليات استثمار واسعة.
وهو ما تنبهت إليه الدولة المصرية حاليًا وقد تحقق ذلك من خلال أمرين: الأول هو النهضة فى العلمين، والثانى فى رأس الحكمة. وستشهد الأيام المقبلة الكثير من هذه الإنجازات الضخمة والعظيمة على هذه البقعة من الأرض المصرية، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من باقى مشروعات التنمية الأخرى التى تتم فى أنحاء البلاد.