البترول والتعدين.. اتفاقيات وجولات وحركة تنقلات
27 يومًا مضت على تولي المهندس كريم بدوي وزارة البترول والثروة المعدنية، وقد أثبت خلال هذه الفترة القصيرة جديته وكفاءته في العمل والتنمية، إلى جانب قدرته على التصدي للأزمات التي كانت تعصف بقطاع البترول.
في هذه الأيام القليلة، قام الوزير بجولات تفقدية مكثفة تجاوز عددها 15 جولة في حقول البترول والمواقع المختلفة، حيث تواصل مع العاملين ووقع عددًا كبيرًا من الاتفاقيات المهمة المتعلقة بالبترول والتعدين، سواء على الصعيدين المحلي أو الدولي.
من أبرز الخطوات الإيجابية التي اتخذها بدوي كانت تشجيعه على انتشار قيادات ورؤساء شركات البترول في المواقع والحقول، هذا الانتشار أتاح لهم الفرصة للتحدث عن إنجازاتهم وخططهم المستقبلية، ونشر جولاتهم للإعلام، ما عزز من الشفافية والتواصل مع الجمهور.
ولكن على النقيض، يبقى قطاع التعدين في وادٍ آخر، حيث لم يقم هذا القطاع الحيوي بأي زيارة لمواقع التعدين، ولم يتحرك من مكتبه لمعالجة مشكلات المستثمرين أو دعوتهم لمناقشة التحديات التي يواجهونها.
كريم بدوي يواجه تحديات جسيمة داخل قطاع التعدين وهيئة الثروة المعدنية، من أبرز هذه التحديات البيروقراطية المتجذرة التي تعرقل تقدم هذا القطاع المهم، بالإضافة إلى ذلك، هناك تأخر في توقيع العديد من الاتفاقيات، وإنهاء إجراءات تأسيس شركة أتون ومجلس إدارتها، وتأخر توقيع اتفاقيات مع شركات عالمية مثل باريك وسنتامين.
كما أن هناك تأخيرًا في طرح المزايدات العالمية للذهب والخامات التعدينية، وإعلان نتائج المزايدات المتأخرة، ما يعرقل جذب شركات التعدين العالمية ويثبط من حماسها للاستثمار في مصر، خاصة في ظل التسهيلات الكبيرة التي تقدمها دول أخرى.
على وزير البترول، المهندس كريم بدوي، اتخاذ إجراءات عاجلة لحل هذه المشكلات، كما ينبغي عليه إنهاء الاتفاقيات المتأخرة بسرعة وإجراء حركة تنقلات وتكليفات واسعة داخل هيئة الثروة المعدنية لضخ دماء جديدة في الإدارات وقيادات الهيئة، هذه الخطوة ضرورية للقضاء على الإهمال والتسيب الذي كان يسود قطاع التعدين في مصر، ولمنع هروب المستثمرين دون اتخاذ أي إجراء يذكر.
كما يجب على الوزير متابعة تشغيل منصة مصر للتعدين بنفسه، والإشراف على المزايدات والاتفاقيات، ومعالجة حجوزات الهيئة، التى تعد كنزًا من الثروات التعدينية التى كانت حبيسة الأدراج، وكذلك العمل على تعزيز القيمة المضافة والتصنيع من الثروات المعدنية يعد أمرًا حيويًا. ينبغي للوزير الاستعانة بقيادات شركات التعدين الذين أثبتوا نجاحهم في شركاتهم، ووضع خطط عاجلة للخروج من حالة الجمود التي كانت تسود الهيئة.
الجهود المبذولة من قبل المهندس كريم بدوي يمكن أن تحول قطاع التعدين إلى قطاع مزدهر يسهم بشكل كبير في الاقتصاد المصري.
تحديات اليوم هي اختبار حقيقي لقدرة الوزير على تحقيق التغيير والتحسين المنشودين، النجاح في تجاوز هذه التحديات يمكن أن يكون له أثر إيجابي هائل على الاقتصاد المصري ككل، ما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للتعدين والبترول، الأمل الآن معقود على قدرة الوزير على تنفيذ رؤيته الطموحة وتحقيق التحول المطلوب في هذا القطاع الحيوي.