رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل رحلة الدكتور محمد عرابى الفنية

الفنان محمد عرابي
الفنان محمد عرابي خلال اللقاء

في إطار أمسيات البرنامج الثقافي والذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية والمصاحب للدورة الـ44 للمعرض العام، عُقد بقصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية بأرض الجزيرة لقاء الثاني مع الفنان المصور دكتور محمد عرابي، أستاذ التصوير وعميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر الأسبق، وعميد كلية الفنون والتصميم بالجامعة الروسية الحال، في رحلة عبر عالمه الفني للغوص في عمق الجنوب المصري.

رحلة محمد عرابي الفنية 

وحول أطروحات الفنان محمد عرابي الفنية الممزوجة بصهد الجنوب وثراؤه الإنساني والقيمي، تحدث الفنان سامح إسماعيل، مشيرًا إلى أن أعمال "عرابي" الفنية مبنية على عماد الوجدان الشعبي المصري لأهل الصعيد، حيث منشأ الفنان وتربيته في قرية جهينة بسوهاج. 

ولفت "إسماعيل" إلى أنه عبر رحلة زمنية بدأت بدارسته لفن التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ثم بعثته إلى أمريكا لنيل درجة الدكتوراه ليعود مرة أخرى إلى حضن الصعيد مدرسًا بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا في منتصف الثمانينيات ليعلن عن بداية رحلته الفنية مشروعه الفني بمحو ما تركه حلم الشمال والغرب وبناء أسطورته الشخصية على سطح لوحاته مدونًا حالة شعرية صوفية روحانية سجل فيها طقوس وخرافات وغموض قرى وناس الصعيد، هذا الجانب الإنساني والوجداني البعيد عنا جغرافيًا، وكأن محمد عرابي جاء بمشروع فني خاص غزا به قلوب وعقول المشهد التشكيلي المصري في هدوء وحكمة تليق وتتسق بشخصه الوقور الواثق دون صخب.

اللقاء الثاني مع الفنان المصور دكتور محمد عرابي

وفي مستهل حديثه عن تجربته الفنية التي تفصح عن حلم وواقع راوده طيلة المشوار الفني والذي بدأه مدرسًا للفن بالمنيا ثم انتقاله إلى الأقصر بطلب من دكتور حسن عبد الفتاح مرورًا إلى أن تولى عمادة كلية الفنون الجميلة بالأقصر لتأسيس مدرسة فنية في جنوب مصر تضاهي مدرسة الإسكندرية، ومدرسة القاهرة عاصمة الثقافة ومركز الاشعاع والتلقي الفني، تحمل هذه المدرسة هضم سمات جماليات ومكون الصعيد الثري الممزوج بعمارة قراه، وطقوس وعادات أهله وارتباطهم بآل البيت والمقامات الشعبية واحتفالاتهم ونذورهم وتقربهم الفطري الروحاني الخاص، وتوج هذا المسعى بتأسيس صالون الجنوب.

اللقاء الثاني مع الفنان المصور دكتور محمد عرابي

واستكمل "إسماعيل": جاء سرد أعمال الفنان محمد عرابي والتي قسمها إلى مراحل فنية عنونها بمحطات إقاماته في جهينة ثم المنيا ثم الأقصر والقرنة وسيوة..

اللقاء الثاني مع الفنان المصور دكتور محمد عرابي

ليكشف لنا بناؤه اللوني الخافت والشفاف وعناصر وأشكال وشخوص لوحاته السابحة في هيام ووجد اللامرئي والمرئي، ليحكي لنا مشاهد ماورائية متتابعة ومتراكبة ومتداخلة في آن واحد، يمتزج فيها الخط المرسوم بالفحم بماء الألوان الزيتية بضربات لونية كثيفة تخلق عالمًا من الوعي والخصوصية ميزت إنتاج الفنان على طول الخط الزمني لمشروعه الفني الأصيل.

ولعل أهم محطات الفنية التي عرضها دراساته ولوحاته لقرى قنا والقرنة بخامة الباستيل الزيتي الخامة المحبوبة إليه على حسب قوله والتي تأسس فيها على يد وخبرات أستاذه الفنان الراحل حسني البناني في سنوات دراسته الأولي.

 ومشارك في أمسية الفنان محمد عرابي، الفنانيين عادل كبيده وكمال هاشم من السودان ليعلن كبيده في مداخلة له عن صداقة قديمة ورابط فني يربطه والدكتور محمد عرابي لمشروع جوهره العودة للجنوب وما يحمله من مكنون ورموز وعالم ثري..

وجاءت نهاية اللقاء بعرض آخر أعمال عرابي ذات الحجم الكبير برؤية معاصرة ومغايرة نوعًا ما عن أسلوبه الفني لونيًا وتقنيًا، ومغامراته في النحت والخزف وأعمال من مقام الرسم بالأقلام السوداء.