المناطق الصناعية بالشرقية.. فرص استثمارية ضخمة ومستقبل إنتاجي واعد

محافظة الشرقية تتميز بعدة سمات خاصة، فهي محافظة كبيرة مترامية الأطراف وتبلغ مساحتها 4911 كم2، وتعد ثاني محافظات الجمهورية من حيث المساحة، وتضم 13 مركزًا إداريًا و4 مدن و107 وحدات محلية قروية و509 قرى و5090 تابعا، ويتجاوز عدد سكانها 8 ملايين نسمة وهي المحافظة الثالثة من حيث عدد السكان، ويسكن 77% من سكانها في الريف، و23% منهم في الحضر.

هذه السمات جعلت محافظة الشرقية تمتلك فرصا استثمارية واعدة سواء في القطاع الزراعي أو الصناعي أو التجاري أو غير ذلك، ولعل أهم ما تضمه المحافظة إلى جانب منطقة العاشر من رمضان بطريق القاهرة الإسماعيلية، هو وجود منطقتين صناعيتين كبيرتين آخريين هما منطقة بلبيس الصناعية ومنطقة بساتين الإسماعيلية (الزوامل) الصناعية.

ضخ استثمارات ضخمة

وتقع منطقة بلبيس الصناعية بطريق (بلبيس ـ العاشر من رمضان)، وصدر بشأنها قرار رئيس الوزراء رقم (2110) لسنة 2000 باعتماد مساحة (72 فدانا) منطقة صناعية، ثم صدر قرار رئيس الوزراء رقم 884 لسنة 2001 بإضافة مساحات أخرى لها (198 فدانا) منطقة صناعية ثم صدر القرار رقم (173) لسنة 2017 توسع بمساحة (19.6 فدان) لتصبح المساحة الإجمالية (289.6 فدان) باسم منطقة بلبيس الصناعية.

وتضم منطقة بلبيس الصناعية 294 مصنعا يعمل بها أكثر من 20 ألف عامل، بحجم استثمارات يبلغ ملياري جنيه، في مختلف الصناعات الغذائية - الورقية - الهندسية - المعدنية - الكهربائية - مواد بناء) بالإضافة إلى أنشطة صناعية أخرى، ويتم تصدير نحو 70% من إنتاجها للخارج لتوفير العملات الأجنبية.

وتم مؤخرا اعتماد المخطط التفصيلي لمنطقة بلبيس الصناعية بمساحه 289.6 فدان، وذلك بعد الانتهاء من الدراسات التفصيلية اللازمة لموقف الشوارع، واستخدامات قطع الأراضي، طبقًا للمخطط الاستراتيجي المعتمد لتلك المنطقة؛ دعما للاستثمار بها والحفاظ على حق الدولة وضمان استغلال الأراضي في الأغراض المخصصة لها، وذلك ضمن خطة الدولة لتحديد مناطق الامتدادات العمرانية والحد من النمو العشوائي للمناطق الصناعية وتدعيمًا للصناعة ودفع عجلة التنمية والاستثمار بها؛ باعتبارها قاطرة التنمية، بجانب إتاحة المزيد من الحوافز لتشجيع القطاع غير الرسمي للعمل في إطار المنظومة الرسمية للدولة؛ من أجل توفير المزيد من فرص العمل لأبناء الشرقية.

وجاء المخطط التفصيلي لمنطقة بلبيس الصناعية نتاجا للجهد المبذول بالتنسيق بين كل من المحافظة وزارة التنمية المحلية والمكتب الاستشاري المعتمد والهيئة العامة للتنمية الصناعية وغيرها.

وقال محافظ الشرقية المهندس حازم الأشموني، في هذا الشأن، إن الدولة تشهد خلال الفترة الحالية، طفرة حقيقية واهتماما واضحا من القيادة السياسية بتطوير ودعم الصناعة الوطنية، وإتاحة الفرصة أمام الكيانات الاقتصادية للتوسع في إقامة المزيد من الاستثمارات، كما تسعى الدولة جاهدة لإزالة كافة العوائق التي تحول دون تحقيق الطفرة الصناعية؛ من خلال تمكين القطاع الخاص للتوسع في استثماراته لتحقيق الاكتفاء الذاتي وخلق فرص عمل حقيقية للشباب.

وأضاف أنه تنفيذا لتلك الرؤية فإنه يحرص على زيارة المناطق الصناعية للتعرف على احتياجات المستثمرين بها، وإزالة كافة المعوقات أمامهم وإيجاد حلول عاجلة لها؛ بما يضمن استمرار دوران عجلة الإنتاج، وجذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وذلك في إطار تنفيذ تكليفات القيادة السياسية للحكومة بتذليل أية عقبات أو مشكلات تواجه المستثمرين وحل مشكلاتهم؛ لزيادة وتعظيم استثماراتهم، خاصة في ظل الإجراءات التي قامت بها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، من تحسين بيئة العمل وتسهيل وتبسيط الإجراءات الخاصة بجذب الاستثمارات الأجنبية والعربية بجانب المحلية.

من جهته؛ قال رئيس جمعية المستثمرين بمنطقة بلبيس الصناعية المهندس عبد الله الغزالي، إن الجمعية قامت بدور كببر وهام حتى صدر قرار رئيس مجلس الوزراء عام 2000 باعتماد المنطقة كمنطقة صناعية تتمتع بالإعفاءات الضريبية للاستثمار وبقانون ضمانات وحوافز الاستثمار، وتم توصيل الكهرباء للمنطقة على مرحلتين، كما تم افتتاح محطة لمياه الشرب عام 2012 وهي تعمل بكامل طاقتها، وتوصيل شبكة للغاز الطبيعي للمنطقة وخطوط للتليفون الأرضي بجانب شبكات ومحطات تقوية المحمول، وأخيرا تم توصيل الصرف الصحي بالمنطقة، لافتًا إلى أن محافظة الشرقية بالتعاون مع الهيئة العامة للتنمية الصناعية، ضخت مبالغ كبيرة لترفيق البنية التحتية بالمنطقة.

وأضاف أن المحافظين الذين تولوا منصب محافظ الشرقية، حققوا الربط بين مكتب الاستثمار بالمحافظة والجمعية بالمنطقة الصناعية؛ بهدف التعاون على حل مشاكل المستثمرين، وأصبح للجمعية الحق في منح المستثمرين خطابات التراخيص للكهرباء والمياه وتحصيل المستحقات منهم، بجانب منح الجمعية حق التعامل مع هيئة التنمية الصناعية مباشرة لحل المشاكل المتعلقة بالهيئة، مبرزا أن مستثمري المنطقة يجتمعون مع محافظ الشرقية بشكل شهري؛ لعرض المشكلات التي تواجههم رغبة فى الوصول إلى حلول لها، خصوصا أن المحافظ هو رئيس مجلس إدارة الجمعية بحكم منصبه.

وأوضح الغزالي أنه تم، خلال الاجتماعات الأخيرة، بحث ومناقشة الطلبات المقدمة من المستثمرين لدفع عجلة الاستثمار وتحسين بيئة العمل بما ينعكس على النهوض بالاقتصاد المصري، ومنها ما يتعلق بالتنازل عن القطع المخصصة لهم للغير وتغيير النشاط مع الالتزام بسداد الرسوم المقررة، وكذلك الموافقة على ضم القطع واستبدالها بقطع أخرى وإضافة نشاط تصنيع، وكذلك مناقشة الخطوات التنفيذية لتشغيل مبنى الوحدة الصحية وإضافة خدمة الإسعاف للمنطقة الصناعية في بلبيس، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة من إدارات العلاج الحر والأمراض المتوطنة والجودة بمديرية الشئون الصحية، لمعاينة الوحدة الصحية وبحث إمكانية تشغيلها كمركز للعلاج الحر وتزويده بالتخصصات الطبية المطلوبة بما يتلاءم مع احتياجات المنطقة ولخدمة العمال والمترددين عليها.

وتم تكليف رئيس مركز ومدينة بلبيس بسرعة الانتهاء من رفع كفاءة الإنارة بالمنطقة الصناعية بالتنسيق مع رئاسة قطاعات الكهرباء وتقديم أفضل الخدمات للمستثمرين.

أما منطقة بساتين الإسماعيلية (الزوامل) الصناعية، فتقع على مساحة 148.98 فدان بناحية الزوامل مركز بلبيس والمنير مركز مشتول السوق، وعلى الجانب الأيسر من طريق القاهرة الصحراوي وتتوسط الطريق بين العبور والعاشر من رمضان، وكانت مخصصة للاستثمار الزراعي ولم يتم إنشاء مزارع فيها، وتحولت إلى مجموعة من المصانع، وصدر قرار اعتمادها كمنطقة صناعية في 3 أكتوبر عام 2017.

وتضم المنطقة 1350 منشأة ما بين مصانع منتجة ومخازن وتحت الإنشاء، ويعمل بها أكثر من 70 ألف عامل، بحجم استثمارات نحو 15 مليار جنيه، في مختلف الأنشطة والصناعات (الغذائية - الورقية - الهندسية - المعدنية - الكهربائية - مواد بناء ـ بلاستيكية ـ خشبية) وغيرها، ويتم تصدير أكثر من 70% من إنتاجها للخارج لتوفير العملات الأجنبية.

وشهدت المنطقة الصناعية بالزوامل منذ اعتمادها، اهتمامًا بالغًا برفع كفاءة البنية التحتية، حيث تم رفع كفاءة مرفق المياه بتشغيل 5 آبار لتغطية احتياجات المنطقة، بجانب الانتهاء من إعداد المقايسات اللازمة لدعم منظومه الصرف الصحي، بخلاف رفع كفاءة منظومة الكهرباء، حيث تم تركيب 70 محول كهرباء لزيادة القدرة الفعلية، واستبدال خطوط الكهرباء الهوائيه بخطوط أرضية، وكذلك رصف ورفع كفاءة المدخل الرئيسي المؤدي للمنطقة بطول 300 متر ومتوسط عرض 15 مترا، بجانب إنشاء وحدة إطفاء على مساحه 700 متر مربع، وجاري التنسيق مع الجهات المعنية لإقامة نقطة شرطة للمنطقة وموقف عمومي للسيارات ومعرض ربع سنوي لعرض منتجات الشركات وطرحها أمام المواطنين.

وتم مؤخرا، اعتماد المخطط التفصيلي لمنطقة بساتين الإسماعيلية (الزوامل) الصناعية بمساحة إجمالية 1484.98 فدان، كما تم بالنسبة لمنطقة بلبيس الصناعية بنفس الجهود وبتعاون من جهات عديدة ولتحقيق ذات الأهداف.

وقال رئيس جمعية المستثمرين بالمنطقة المهندس خالد أباظة؛ إن المنطقة حظيت خلال الأسبوع الماضي، بزيارة من محافظ الشرقية المهندس حازم الأشموني؛ للتعرف على احتياجات المستثمرين، وإزالة المعوقات أمامهم وإيجاد حلول عاجلة لها.

وأضاف أنه عرض على المحافظ عددا من طلبات المستثمرين، ومنها ضرورة قيام شركة الكهرباء بإبلاغهم بمواعيد قطع التيار الكهربي خلال إجراء أعمال الصيانة، مع تكليف أحد الفنيين بالتواجد بالمنطقة الصناعية لإصلاح أي أعطال مفاجئة، وكذلك تشغيل عدد أكبر من آبار المياه الارتوازية بالمنطقة لضمان وصول المياه بصورة جيدة لكافة المصانع بالمنطقة.

وأشار إلى أن المحافظ وجه خلال الزيارة، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي، بسرعة الانتهاء من إجراء أعمال الصيانة اللازمة لشبكات المياه بالمنطقة، وتسهيل الإجراءات الخاصة بالمستثمرين الجادين والراغبين في الاشتراك بخدمة مرفق المياه، مع إعداد الدراسات اللازمة لإنشاء محطة مياه لتغذية المنطقة بجانب الآبار الارتوازية، كما كلف المحافظ رئيس قطاعات كهرباء جنوب الشرقية، بتشكيل لجان مشتركة مع شركة المياه وجمعية المستثمرين؛ للوقوف على احتياجات المستثمرين الخاصة بمرفقي الكهرباء والمياه والعرض علي المحافظ؛ لاتخاذ ما يلزم حيالها من إجراءات تساهم في إزالة المعوقات أمام المستثمرين للحصول على الفرص الاستثمارية المتاحة لإقامة مشروعاتهم، بجانب تكليف أحد الفنيين بالتواجد الدائم بالمنطقة لإصلاح أي أعطال مفاجئة.