الإسرائيليون عن خطاب نتنياهو بالكونجرس: أعطى الأولوية لمصالحه الشخصية
استقبل كثير من الإسرائيليين خطاب رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكى، أمس، بفتور وغضب، بعدما تجاهل التحدث عن صفقة الهدنة وتحرير المحتجزين فى قطاع غزة، ووصفت عائلات المحتجزين خطابه بأنه استعراض سياسى، فى وقت يواجه فيه ضغوطًا كبرى لإنهاء الحرب والرحيل عن منصبه فى أقرب وقت وإجراء انتخابات مبكرة.
وحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فقد اتهم زعيم المعارضة يائير لابيد، رئيس الوزراء، بإضاعة فرصة لمساعدة المتحتجزين وآخرين خلال خطابه أمام الكونجرس.
وقال «لابيد» فى مقطع فيديو: «ماذا عن المحتجزين؟، ماذا قلت عنهم فى خطابك الفارغ؟، أُتيحت الفرصة لنتنياهو لقول إنه قبل صفقة مع حماس وتحرير المحتجزين وإعادتهم إلى ذويهم قبل أن يموتوا جميعًا فى الأنفاق، لكنه لم يفعل ذلك».
وتابع: «أُتيحت له الفرصة، للتحدث عن اليوم التالى لغزة بعد الحرب، التى تعد أكثر الأمور واقعية فى هذا الوقت، لكنه لم يفعل ذلك أيضًا، كما أُتيحت له الفرصة للتحدث عن سكان الشمال والحرب مع حزب الله، لكنه لم يفعل شيئًا».
وأضاف: «بدلًا من ذلك كان يتحدث عن ٧ أكتوبر، وكأن لا علاقة له بما حدث فى هذا الوقت، وكان رد فعل أعضاء الكونجرس فى القاعة يبدو وأن الجميع يعلم أنه مذنب بالإهمال والتخلى الفظيع الذى أدى إلى الكارثة».
وأكمل «الشىء الوحيد الجدير بالثناء فى الخطاب، هو الشكر الحار الذى قدمه للرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى ظل يشوّه سمعته منذ أشهر، إلى جانب ذلك، كان من الأفضل لنا جميعًا لو بقى فى إسرائيل واستمر فى مباحثات تحرير المحتجزين فى غزة والنظر فى أزمة عودة النازحين للشمال».
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن خطاب «نتنياهو» أمام الكونجرس ركز على ما حدث فى ٧ أكتوبر بعد عملية «طوفان الأقصى»، والحرب الوحشية التى تلت العملية فى غزة، والصراع الإقليمى مع إيران وأهمية التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن الخطاب كان أقل من المتوقع بالنسبة لكثيرين فى إسرائيل، وليس من المعارضة فقط، وتعرض «نتنياهو» بعده لانتقادات قاسية من أقارب المحتجزين وآخرين، لأنه لم يخصص سوى وقت قليل من الاهتمام للجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح ذويهم، فيما كان البعض يأمل فى أن يستخدم الخطاب للإعلان عن اتفاق.
وقال نشطاء مناهضون للحكومة، بما فى ذلك العديد من أقارب المحتجزين، إن خطاب «نتنياهو» لم يكن كافيًا، لأنه لم يلزم إسرائيل بشروط الصفقة التى تهدف إلى إطلاق سراح أكثر من ١٠٠ محتجز ما زالوا فى غزة.
ونقلت عن إيلى ألباج، والد جندية مراقبة محتجزة، قوله: «على الرغم من أن نتنياهو أخبر الكونجرس عن إنقاذ نوعا أرجمانى، واعترف بألم المحتجزين، فإنه لم يتحدث عن شىء واحد.. أى عن صفقة لتحريرهم».
وتابع: «رأيت أنك تحدثت عن الوحدة بين إسرائيل وأمريكا، ولم تتحدث عن وحدة شعبنا، ألا تعلم أنه لا توجد وحدة».
وأشارت الصحيفة إلى أن الإسرائيليين نظموا احتجاجات أخرى فى أماكن أخرى فى جميع أنحاء إسرائيل، وسط غضب من أقارب المحتجزين بشأن ما يقولون إنه إعطاء نتنياهو الأولوية لمصالحه الشخصية على إطلاق سراح أحبائهم، واعتبر البعض الخطاب بمثابة رسالة سياسية ومحاولة يائسة من «نتنياهو» لحشد الدعم حوله مرة أخرى.
وفى بيان عقب الخطاب، ندد منتدى الرهائن والعائلات المفقودة بغياب أى إعلان عن صفقة نهائية لتحرير ذويهم، التى تشبثت بها بعض العائلات، على الرغم من أنها تبدو غير مرجحة بشكل متزايد فى الأيام الأخيرة.
وقال البيان: «هذا المساء، عندما ألقى نتنياهو خطابه أمام الكونجرس، تجمع الآلاف من المؤيدين فى ساحة المحتجزين، لقد جاءوا لمشاهدة بث الخطاب والاستماع إلى خطابات أفراد عائلات المحتجزين، على أمل سماع رئيس الوزراء ينطق بالكلمات الحاسمة بأن هناك اتفاقًا».