رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستشار شيخ الأزهر: مصر أظهرت معدنها الأصيل في أوقات الشدة لأشقائها العرب والأفارقة

الدكتورة نهلة الصعيدي
الدكتورة نهلة الصعيدي

أكد المشاركون في ملتقى تنمية الانتماء الوطني لدى الوافدين الذي نظمه مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب بالتعاون مع لجنة الطالب الوافد بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، عمق العلاقات والرواسخ التاريخية بين مصر والسودان ودور القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة الدينية ممثلة في الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في السعي لوحدة السودان وسلامة أراضيه، وأن للطالب الوافد دورًا كبيرًا في وأد الفتن والتصدي لشائعات النيل من الأوطان.

وقدم المشاركون في الملتقى -بحسب بيان اليوم الثلاثاء- الشكر للحكومة المصرية لدعمها السودان في محنته، وللشعب المصري الذي استقبل إخوانه السودانيين وتقاسم معهم قوت يومه. 

 

 

العمل على وحدة السودانيين

 

من جانبها، قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين رئيس مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب، إن مصر أظهرت معدنها الأصيل في أوقات الشدة لأشقائها العرب والأفارقة، وتؤدي دورًا كبيرًا في العمل على وحدة السودانيين، ورعاية طلابهم وأسرهم في مصر، كما تؤديه مع الملايين من الدول الأخرى. 

 

وأوضحت أن الأزهر الشريف لا يدخر جهدًا في تحقيق السلام، وغرس قيم الانتماء الوطني لدى الوافدين؛ حتى يكونوا خير سفراء لبلادهم في مصر، وأن الدكتور أحمد الطيب يوصينا دائمًا بالعناية بالوافدين، والاستماع إليهم، والتقرب منهم، ومواصلة عقد الملتقيات معهم وذويهم وقادة الرأي لديهم؛ حتى يشعروا أنهم في بلادهم. 

 

كما أعربتْ عن تقديرها لجهود إقامة مثل هذه الملتقيات ورغبتهم في عقد المزيد منها، ما يؤكد شديد حرصهم على ترسيخ قيم الانتماء لدى طلاب السودان؛ حتى يكونوا خير سفراء ينتمون للإسلام ولبلادهم ولمصر وأزهرها الشريف.

 

بدوره، قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن الأزهر الشريف بجامعته تربطه علاقات محبة مع الشعب السوداني، وكلياته تفتح أبوابها للدراسة في الكليات الشرعية والعربية والعملية، وقد تخرج فيها أساتذة كان لهم دور بارز في السودان، وكانوا خير سفراء لبلادهم من خلال التزامهم بتلقي العلم والحرص على توقير أساتذتهم، وأن واجب طالب اليوم أن يكون خير سفير لبلاده في إعلاء الأخوة والتحلي بالأخلاق الحميدة.

 

وحث فضيلته الطلاب على الجد والاجتهاد في طلب العلم وعلى اغتنام بركات الأوقات، لافتًا إلى أن الأمم الناهضة تقدر الوقت وتغتنمه وتحرص عليه.

فيما قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ القانون الدولي رئيس مجلس أمناء البيت المحمدي للتصوف، إن مصر والسودان تجمعهما روابط كثيرة؛ من أهمها أن الأزهر الشريف والتصوف من العوامل الأساسية في تنمية الانتماء الوطني؛ لأنهما يغرسان في الطلاب الأدب والعلم، والإنسان في عصرنا الحالي أحوج إلى الأدب من العلم؛ فهو لا يصل إلى ربه إلا بالأدب، وأن المنهج الأزهري من أحد مكونات العلم الصوفي الذي ينمي الانتماء للوطن؛ لذا كان مشايخه أهل تربية وأدب وسلوك. 

 

واستكمل أن مصر ملاذ الأنبياء والعلماء والإبداع والحضارة، وقد حمت الإسلام من الهجمات التترية، ودافعت عن العروبة، وهي الآن تواصل دورها لتظل ملاذًا لكل دول العالم؛ حيث يوجد بها الآن ما يزيد عن تسعة ملايين من الأجانب يعيشون مع المصريين رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة، وهذا فضل من الله حباه الله لمصر فهي كما قال عنها أحد علماء التصوف “مصر المؤمنة بأهل الله”.

 

وذكر الشيخ عبد الله المحجوب الميرغني، أحد علماء السودان، أن الأزهر الشريف رمز للتعاون والتكامل بين مصر والسودان، ونعتز بدوره في دعم ورعاية طلاب السودان، ونؤكد على ذلك في طريقتنا، ونسعى إلى تحقيق هذا من خلال تعليم قيم الإخاء والتفاهم، ونعتبر الطلاب السودانيين في مصر سفراء لقيمنا وثقافتنا، مضيفًا أن الأزهر الشريف يلعب دورًا محوريًّا في توفير بيئة تعليمية متميزة لطلاب السودان، ونثمن تلك الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف في رعاية طلاب السودان ما يسهم في تعزيز قيم التعاون والوحدة بين الشعوب الإسلامية.

 

وعبر الشيخ عبد الرحيم الشيخ، أحد علماء السودان، عن بالغ تقديره لمصر وقيادتها السياسية في احتضان السودانيين، ودعم طلابهم، وإتاحة فرص التعليم لهم في المدارس والجامعات، وأن صلات النسب ورحم العلم بين مصر والسودان موصولة بفضل العلماء والأولياء، فعند الشدائد تعرف معادن الرجال.

 

بدوره قال الدكتور الفالح الحبر، مدير جامعة أم درمان الإسلامية، إن الانتماء للوطن أمر حث عليه الإسلام، ودعا إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- مما يستوجب علينا التلاحم والتآخي والدفاع عن أوطاننا