الرزق يحب الخفية.. سندوتشات الحلو بلمسة "محاسب" في منشية الصدر (صور)
في حي منشية الصدر بالقاهرة؛ حيث التقاء الأحياء القديمة بأصوات الحياة الحديثة، تبرز لنا قصة استثنائية لشاب حديث التخرج، تجمع بين الدقة المهنية والشغف الشخصي، فعند بزوغ الشمس، يرتدي زي المحاسب ويبدأ يومه في مكتب محاسبة، حيث التعامل مع الأرقام والمعاملات المالية الصعبة.
ومع حلول المساء يتحول المشهد كليًا ليفتح شباك مشروعه الخاص ويقدم أشهى سندوتشات الحلو التي باتت حديث أهل المنطقة، أمام مسجد السلام المقابل لمحطة مترو منشية الصدر.
بدأ مصطفى جبيلي، 28 عامًا، مشروعه الخاص بسندوتشات الحلو العام الماضي، إلى جانب عمله في مكتب المحاسبة كطالب تحت التدريب؛ للاستفادة من خبرته الطويلة في مجال الحلويات التي اكتسبها خلال عمله في قسم الحلويات بماركت شهير أثناء دراسته الجامعية.
أنشأ الشاب منضدة صغيرة يضع عليها مكونات الساندويتشات الحلوة، ويبيعها بسعر لا يتجاوز 15 جنيهًا، مستفيدًا من عدم ثبات مواعيد المكتب للتوفيق بين عمله به ومشروعه الصغير، كما لاقى دعمًا وتشجيعًا من المحاسب الذي كان يعمل عنده؛ حيث شجعه على تنفيذ مشروعه الصغير.
التحديات والدعم العائلي
لم يكن التوفيق بين عملين بالأمر السهل؛ حيث واجه أحمد تحديات عديدة منها صعوبة تنظيم الوقت وإدارة الموارد، لكنه كان مؤمنًا بأن الشغف والعمل الجاد هما مفتاحا التميز، قائلًا: "كان عليّ أن أتعلم الكثير عن إدارة الأعمال، لكنني لم أستسلم لتلك المشكلات؛ حيث كان دعم عائلتي وأصدقائي دافعًا كبيرًا لي للاستمرار والتطوير".
لاقى مشروع مصطفى ردود فعل حسنة من الزبائن رغم بساطة أدواته، وتقبلت عائلته فكرة مشروعه وشجعته على اكتساب لقمة عيشه بكرامة.
لمسة خاصة في تقديم المنتجات
قرر مصطفى إضافة أصناف مختلفة إلى قائمة مبيعاته، مستلهمًا إياها من بعض وصفات العلامات التجارية الشهيرة مضيفًا عليها لمساته الخاصة، من بينها ميكس الحلو الشهير الذي يبيعه بسعر 15 جنيهًا.. ورغم استغراب الزبائن من كثرة مكونات الساندويتش وقلة ثمنه، رفض مصطفى زيادة السعر حتى يتأكد من نجاح المشروع.
الإقبال كبير
أشار "مصطفى" إلى أن الإقبال على مشروعه كان عاليًا منذ البداية، خاصة من الأطفال وطلاب الجامعات، حيث ساعده موقعه المتميز أمام مسجد السلام المقابل لمحطة مترو منشيه الصدر على جذب العديد من الزبائن.
النظرة المستقبلية
يخطط "جبيلي" لتوسيع مشروعه وإضافة المزيد من الأصناف، مع الحفاظ على جودتها وأسعارها المناسبة، لتحقيق حلمه الكبير بتحويل فكرته البسيطة إلى مشروع ناجح يمتد بمرور الوقت إلى امتلاكه سلسة من المحلات، ليتوج دعم وتشجيع الأهل والأصدقاء.