رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بمشاركة مصر.. اجتماع دولى فى سويسرا الشهر المقبل لإنهاء الحرب فى السودان

السودان
السودان

كشف تقرير أمريكي عن أن إدارة الرئيس جو بايدن طرحت مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان، من خلال عقد محادثات سلام جديدة في سويسرا بمشاركة مصر بعد أشهر من المفاوضات خلف الكواليس، وفقًا لخمسة مسئولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر. 

وحسب تقرير لمجلة "فورين بوليسي"، تخطط الولايات المتحدة لعقد محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في سويسرا الشهر المقبل لإحياء الجهود الراكدة منذ فترة طويلة لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الناس ودفع الملايين إلى حافة المجاعة.

تفاصيل اجتماعات سويسرا والسعودية بشأن إنهاء حرب السودان

وقال المسئولون إن سويسرا والمملكة العربية السعودية ستستضيفان المحادثات، وستتم دعوة قوى ومؤسسات إقليمية أخرى لها مصالح في الصراع، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة، للمراقبة ومن المقرر أن تعقد المحادثات في منتصف أغسطس المقبل.

وقال عدة مسئولين إن المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، يخطط لاطلاع المشرفين في الكونجرس على الخطة هذا الأسبوع وسيشارك بنشاط في إقناع كبار المفاوضين من جانبي الصراع بحضور المحادثات المقبلة. 

وأوضح المسئولون إنه إذا أبدى الجانبان جديتهما في إنهاء الصراع وأرسلا مفاوضين كبارا، فيمكن لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد أن يفتتحا المحادثات أو يرأساها مباشرة. 

وأوضحت "فورين بوليسي"، أنه على الرغم من الجهود الإنسانية الجارية، تتفاقم حرب السودان بعد 15 شهرًا من القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، فيما يقدر المسئولون الأمريكيون مقتل حوالي 150 ألف شخص ونزوح ما يصل إلى 11 مليون شخص بسبب الصراع.

وقال كاميرون هدسون، الخبير في الشئون الأمريكية الإفريقية، إنه إذا نجحت جولة جديدة من محادثات السلام، فهذا يعني أن كل هؤلاء الأطراف الخارجية التي كانت تقود الصراع ستكون الآن على متن عملية السلام".

 وأضاف: "إذا كان هذا صحيحا، وأن الجميع يتجهون في نفس الاتجاه، فإن هذا من شأنه أن يمنحنا بعض الأسباب للأمل في السودان".

جهود أمريكية لإنهاء حرب السودان

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مقابلة في منتدى أسبن للأمن في 19 يوليو الماضي أن السودان في الوقت الحالي ربما يكون أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ومع ذلك فهو لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه.

وكشف مسئول كبير في وزارة الخارجية، تحدث لـ"فورين بوليسي"، عن أن بلينكن كان منخرطًا شخصيًا للغاية في سياسة السودان، بما في ذلك المبادرات المقبلة، موضحا "الكثير من الدول قالت إن أزمة السودان معقدة للغاية، أو يتجاهلونها، ونحن ننظر إلى هذه الأزمة ونعترف بانها معقدة لكن علينا أن نجد طريقة".

في وقت سابق من هذا الشهر، استضاف قائد القوات المسلحة السودانية رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق  أول عبدالفتاح البرهان، رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لإجراء محادثات في بورتسودان، ومنذ يونيو الماضي استولت قوات الدعم السريع على مساحات شاسعة من الأراضي بالقرب من الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان، ما زاد من خطر امتداد الصراع إلى مناطق جديدة أو إخراج عملية السلام الهشة في منطقة تيغراي الإثيوبية عن مسارها بعد حرب مدمرة هناك انتهت في عام 2022، وذلك وفق "فورين بوليسي".

وأوضحت المجلة أن الولايات المتحدة خلصت إلى أن قوات الدعم السريع مسئولة عن التطهير العرقي، كما انتقد المشرعون الجمهوريون في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب إدارة بايدن لعدم وجود سياسة متماسكة تجاه السودان وقدموا قرارات تعترف بالفظائع في السودان؛ باعتبارها أعمال إبادة جماعية وهي الخطوة التي لم تتخذها الإدارة بعد.

يحذر المسئولون وعمال الإغاثة من أن السودان يخاطر بأن يصبح الصراع الأكثر دموية في العالم وقد يتفاقم إلى أزمة إقليمية كاملة النطاق دون تدخل دولي، حيث يواجه حوالي نصف سكان السودان، أي حوالي 25 مليون شخص، أزمة غذائية ومن بينهم حوالي 8.5 مليون شخص يعانون من سوء التغذية الحاد وأكثر من 750 ألف شخص على وشك المجاعة، وفقًا لتقرير صدر الشهر الماضي من قبل مجموعة من الخبراء من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الكبرى.