مصر تودع أزمة الكهرباء.. هل تعود الحياة إلى الشوارع والبيوت المصرية؟
استعدت مصر لطي صفحة مظلمة من تاريخها الحديث، الأحد الماضي، حيث نفضت شركات توزيع الكهرباء التسع غبار خطة تخفيف الأحمال عن كاهلها، معلنة بداية فصل جديد من النور والأمل.
لكن يلوح في الأفق عدد من التحديات، فبينما يزف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، البشرى للمصريين، تتعالى أصوات الشكوى من هنا وهناك، في زوايا المدن وأطراف القرى، لا يزال شبح الانقطاع يطارد المواطنين، مختبئًا خلف ستار "الصيانة".
وتتراقص الأضواء بين الوعود الرسمية والواقع الميداني، فهل ستنجح مصر في الخروج من عنق الزجاجة الكهربائية؟ أم أن حكاية الظلام والنور ستظل تروى على ألسنة المصريين لليالٍ طويلة مقبلة؟
وفي هذا السياق، تحدثنا مع عدد من المواطنين، الذين ما زالوا يشكون من انقطاع التيار الكهربي، رغم الإعلان عن وقف خطة تخفيف الأحمال، وفي المقابل فإنه تم الإعلان عن أن ما يحدث الآن ليس تخفيف أحمال إنما أعطال نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
مواطنون: الانقطاع مستمر ونتكبد خسائر يوميًا
"كل يوم نسمع وعودًا جديدة، لكن الواقع لم يتغير"، هكذا عبر محمد سعيد، صاحب محل بقالة في حي شعبي بالقاهرة، ويضيف بمرارة: "الانقطاعات تكبدنا خسائر يومية.. متى سنرى هذا التحسن الموعود؟".
وفي الإسكندرية، تشكو سناء محمود، ربة منزل، من تأثير انقطاع الكهرباء على حياتها اليومية، وتقول: "أصبحت أخشى على الأجهزة الكهربائية من التلف، هل هذا ما وعدتنا به الحكومة؟".
أما في صعيد مصر، فيروي صالح أحمد، مزارع في سوهاج، معاناته، قائلًا: "الزراعة تحتاج للري المنتظم، لكن كيف نضمن إنتاجًا جيدًا والكهرباء تنقطع بلا إنذار؟".
برلمانية: نأمل في نجاح خطة الحكومة لوقف تخفيف الأحمال
وعن ذلك، أعربت مها عبدالناصر، عضو مجلس النواب، عن أملها في نجاح خطة الحكومة لوقف تخفيف أحمال الكهرباء، مشيرة إلى الآثار السلبية للانقطاعات على الاقتصاد، خاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأكدت "عبدالناصر"، في حديثها، أنها لم تتلقَّ شكاوى من انقطاع التيار في اليوم الأول لتطبيق القرار، مشددة على أن حساب الخسائر الاقتصادية كان ليمنع اتخاذ قرار تخفيف الأحمال من الأساس.
برلماني: وقف تخفيف الأحمال خطوة إيجابية للحكومة الجديدة
فيما يرى عبدالباقي تركيا، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أن الحكومة نفذت وعدها بوقف خطة تخفيف الأحمال الكهربائية، مؤكدًا عدم رصد شكاوى من انقطاعات بسبب تخفيف الأحمال، مشيرًا إلى أن الانقطاعات الحالية تعود للصيانة أو الأعطال المفاجئة.
وأشار "تركيا"، في حديثه، إلى استيراد الحكومة شحنات وقود لتلبية الطلب المتزايد، متوقعًا انعكاسات إيجابية على الاقتصاد وثقة المواطنين في الحكومة الجديدة مع انتظام التيار الكهربائي.
رئيس قطاع تحكم كهرباء الدلتا: نعدكم بعدم حدوث انقطاعات إلا للطوارئ
وفي تصريحات سابقة، قال المهندس محمد إبراهيم، رئيس قطاع تحكم كهرباء الدلتا، إن وقف خطة تخفيف الأحمال الكهربائية حتى منتصف سبتمبر لاقى ترحيبًا من الأهالي، مشيرًا إلى تضرر أصحاب المشروعات الصغيرة والمواطنين سابقًا بسبب الانقطاعات.
ووعد "إبراهيم"، في تصريحاته، بعدم حدوث انقطاعات مستقبلًا إلا في حالات الأعطال الطارئة، مؤكدًا جاهزية فرق الصيانة للتعامل السريع مع أي مشكلات، تنفيذًا لتوجيهات وزير الكهرباء محمود عصمت.
متحدث "الكهرباء": نعمل على تحسين جودة الخدمة الكهربائية
ودعا الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، المواطنين لترشيد استهلاك الكهرباء، مؤكدًا عمل الدولة على تحسين جودة الخدمة الكهربائية، مع متابعة مباشرة من الوزير لإصلاح الأعطال.
وأشار "حمزة"، في تصريحاته، إلى خطة لتوفير الوقود مع توقع زيادة الاستهلاك بسبب ارتفاع الحرارة، منوهًا بتعاون وزارتي الكهرباء والبترول تحت إشراف رئيس الوزراء، مؤكدًا انتهاء جدول تخفيف الأحمال، مع إمكانية حدوث أعطال أو صيانة في بعض المناطق.
زيادة استهلاك الكهرباء بنسبة 12% عن العام الماضي
وفي مؤتمر صحفي، كشف مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، عن زيادة قياسية في استهلاك الكهرباء بلغت 37.5 جيجاوات يوميًا، بزيادة 12% عن العام الماضي، مؤكدًا إنهاء تخفيف الأحمال لكن مع إمكانية حدوث انقطاعات محدودة لأسباب فنية، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على خطة لمواجهة أزمة الكهرباء في صيف 2025.