رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناصر ونجيب والسادات.. 3 أبطال "غيَّروا مجرى التاريخ"

ثورة ٢٣ يوليو
ثورة ٢٣ يوليو

72 عامًا مرَّت على ثورة 23 يوليو عام 1952، التي تحتفل مصر بذكراها سنويًا، إذ تُعد الثورة حدثًا بارزًا ليس في تاريخ مصر فقط، بل في تاريخ الأمة العربية التي كانت معظم دولها رازحة تحت وطأة الاحتلال الأجنبي الغاشم، قام بها الضباط الأحرار في الجيش المصري، بمساهمة جموع المصريين، وكانت من نتائجها إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية وطرد الاحتلال البريطاني.

فبحلول ربيع عام 1952، بدأ الضباط الأحرار بالتخطيط للإطاحة بالنظام الملكي، وتحديدًا في أوائل أغسطس، إلا أن الأحداث لعبت دورها ودفعتهم إلى تسريع خططهم، وأمر الملك فاروق بحل مجلس إدارة نادي الضباط في 16 يوليو، ما زاد من خشية الضباط أن يكون القبض عليهم أصبح قريبًا.

محمد نجيب 

كان اللواء محمد نجيب هو قائد الحركة التي سُمِّيَت فيما بعد بالثورة، وكان قد اُختير من قِبَل الضباط الأحرار واجهة للثورة، إذ كان اللواء الوحيد في التنظيم، كما كان سببًا لانضمام الكثير من ضباط الجيش للضباط الأحرار، وكان أحد أهم عوامل نجاح الثورة.

وبعد نجاح ثورة 23 يوليو عام 1952 والإطاحة بالملك فاروق، اُخْتِير رئيسًا لمجلس قيادة الثورة، وشكَّل وزارته الأولى في 8 سبتمبر عام 1952، وتولَّى فيها منصب وزير الحربية والبحرية مع احتفاظه بالقيادة العامة للقوات المسلحة، وفي 18 يونيو عام 1953 أصبح نظام الحكم في مصر جمهوريًّا، وعُيّن اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر.

وفي 17 أبريل عام 1954 تولَّى جمال عبدالناصر رئاسة مجلس الوزراء، واقتصر دور محمد نجيب على رئاسة الجمهورية، وفي 14 نوفمبر عام 1954عزله مجلس قيادة الثورة من مناصبه، وتولَّى المجلس بقيادة جمال عبدالناصر سلطاته كافة.

جمال عبدالناصر 

تولَّى جمال عبدالناصر حكم مصر منذ عام 1954 حتى وفاته عام 1970، واستمد شرعية حكمه من ثورة يوليو، وحظيت الثورة بتأييدٍ شعبيِّ جارف من ملايين الفلاحين وطبقات الشعب العاملة الذين كانوا يعيشون حياة تتسم بالمرارة والمعاناة، وعلى أثر نجاح الثورة اتخذ قرارًا بحل الأحزاب وإلغاء دستور عام 1923، والالتزام بفترة انتقال حددت بثلاث سنوات، يقوم بعدها نظام جمهوري جديد، وظاهريًا كان قائد الحركة هو اللواء محمد نجيب، فيما كان القائد الحقيقي هو جمال عبدالناصر، الذي دب خلاف بينه وبين نجيب وأزاحه في عام 1954 وحدد إقامته في منزله، ثم تولَّى عبدالناصر حكم مصر منذ 1954 حتى وفاته في 28 سبتمبر 1970، وقد اتبع "ناصر" المنهج الاشتراكي  في حكمه، وأمَّم المصانع والشركات الكبرى في عام 1961.

السادات 

كانت حرب 1948 التي أدت إلى احتلال فلسطين دافعًا لظهور تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بقيادة جمال عبدالناصر، بعد ما لمسوه من فساد أدى للهزيمة في تلك الحرب، وفي 23 يوليو 1952 نجح الضباط الأحرار في السيطرة على زمام الأمور، وأذاع الرئيس الراحل محمد أنور السادات البيان الأول للثورة، وأجبرت الثورة الملك فاروق على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952.

وأدار مجلس قيادة الثورة، المُشكَّل من 13 ضابطًا برئاسة اللواء محمد نجيب، شئون البلاد، وفي 18 يونيو 1953 أُلغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في مصر، وضم تنظيم الضباط الأحرار: جمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات، وعبدالحكيم عامر، ويوسف صديق، ومصطفى كمال صدقى، وعبدالمنعم عبدالرءوف، وعبداللطيف البغدادى، وحسن إبراهيم، وجمال سالم، وكمال الدين حسين، وصلاح سالم، وأمين شاكر، وحسين الشافعى، وخالد محيي الدين، ومجدي حسنين.

وحسب موقع مكتبة الإسكندرية، فقد شارك السادات في ثورة يوليو، وألقى بيانها، ففي الساعة السابعة والنصف صباح يوم 23 يوليو 1952، كان البكباشي محمد أنور السادات قد انطلق صوته من دار الإذاعة المصرية بالقاهرة ليسمع للعالم كله ببيان الثورة الأول، كما حمل مع اللواء محمد نجيب إلى الإسكندرية الإنذار الذي وجهه الجيش إلى الملك للتنازل عن العرش.

وخلال الفترة ما قبل تولي رئاسة الجمهورية، تولى أنور السادات العديد من المناصب، منها عضوية محكمة الثورة 1954، وفي أواخر ذاك العام تولى منصب سكرتير عام المؤتمر الإسلامي، وفي عام 1955 شارك في تأسيس جريدة "الجمهورية"، وتولى رئاسة تحريرها، كما تولى منصب أول أمين عام للاتحاد القومي، تلك المنظمة التي سبقت تشكيل الاتحاد الاشتراكي العربي 1957، ورئاسة مجلس الأمة لمدة ثماني سنوات، كما أنيط به الملف السياسي لحرب اليمن، وعُيّن نائبًا لرئيس الجمهورية 1969، وظل في هذا المنصب حتى وفاة الرئيس جمال عبدالناصر.