رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على خط المواجهة.. 750 ألف طفل سودانى محاصرون فى الفاشر جراء الحرب

أطفال السودان
أطفال السودان

سلّطت صحيفة "التليجراف" البريطانية، الضوء على محنة الأطفال السودانيين المستمرة في التصاعد بسبب الحرب المندلعة منذ أكثر من 15 شهرًا، معتبرة إصابة مئات الأطفال بأعيرة نارية بأنها إشارة واضحة إلى ارتكاب جرائم حرب في الحرب الأهلية الدائرة في السودان.

رئيس مكتب اليونيسف: نشعر بالقلق بشأن الأطفال المحاصرين فى الأزمة المتفاقمة فى الفاشر

وخصصت الصحيفة البريطانية تقريرا لها، اليوم، عن معاناة آلاف الأطفال المحاصرين في إقليم دارفور، ناقلة عن أنتوني سبالتون، رئيس مكتب "اليونيسف" الميداني في الإقليم السوداني قوله إنه يشعر بقلق خاص بشأن الأطفال المحاصرين في الأزمة المتفاقمة في مدينة الفاشر، عاصمة دارفور، والتي وصلت الآن إلى نقطة الغليان.

وقالت: "إذا سقطت مدينة الفاشر، التي يقطنها 1.8 مليون شخص، في أيدي قوات الدعم السريع- خلفاء ميليشيات الجنجويد سيئة السمعة المسئولة عن (الإبادة الجماعية في دارفور) في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين- فقد تصبح المذبحة أمرًا لا مفر منه".

وأشارت إلى أن قتل الأطفال وتشويههم في الصراعات يعد أحد الانتهاكات الستة الجسيمة التي أدانتها الأمم المتحدة. وتشمل الانتهاكات الأخرى: استخدام الأطفال في الجماعات المسلحة، والاغتصاب أو غيره من أشكال العنف الجنسي الخطير، والاختطاف، وحرمان الأطفال من الوصول إلى المساعدات الإنسانية.

 شهدنا جميع الانتهاكات الستة ضد الأطفال هنا

وقال سبالتون: "نحن نتحدث عن 750 ألف طفل في الفاشر موجودون على خط المواجهة.. ربما شهدنا جميع الانتهاكات الستة ضد الأطفال هنا، ونحن نشعر بقلق بالغ إزاء ذلك".

وتابع: "لوضع الأمور في نصابها الصحيح، في عام 2023 تحققنا من حوالي 1200 حالة قتل وتشويه أطفال في جميع أنحاء السودان"، مضيفًا: "إنه منذ مايو شهدنا حوالي 400 حالة قتل وتشويه للأطفال في الفاشر وحدها".

 أكثر من 10 ملايين طفل فى السودان على بعد خمسة كيلومترات من منطقة الحرب النشطة

وكان أكثر من 10 ملايين طفل في السودان على بعد خمسة كيلومترات من منطقة الحرب النشطة، بما في ذلك قربهم من إطلاق النار والقصف، خلال العام الماضي من الحرب، وفقًا لتحليل أجرته منظمة إنقاذ الطفولة.

وقال سبالتون- المقيم حاليًا في فرشانا، المدينة الحدودية التشادية- إنهم يستقبلون حوالي 600 لاجئ سوداني يبحثون عن الأمان كل يوم، معظمهم من الفارين من الفاشر.

الأطفال السودانيون جائعون ولا يحصلون على الطعام فى مراكز الإيواء 

وأضاف: "في الآونة الأخيرة، قال الوافدون إنهم جائعون، ما يعني أن الأطفال لا يحصلون على وجبات الطعام"، لافتًا إلى أن المنظمات غير الحكومية "تكافح" لإيصال المساعدات عبر الحدود إلى السودان.

ويتمزق السودان بسبب حرب اندلعت في أبريل من العام الماضي، عندما اندلعت التوترات المتصاعدة بين القوات المسلحة في البلاد وميليشيا الدعم السريع، وتحولت إلى قتال مفتوح في العاصمة الخرطوم.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" الطبية الفرنسية غير الحكومية إن نحو 24% من نحو 2600 شخص عولجوا من إصابات ناجمة عن أعيرة نارية بعد وصولهم إلى مستشفى ميداني كبير عبر الحدود في تشاد كانوا من الأطفال دون سن الخامسة.

ودفع تصاعد التوترات الحكومة السودانية، في فبراير، إلى قطع نقاط الوصول على طول الحدود مع تشاد من ست نقاط إلى نقطة واحدة.

وقال سبالتون: "مع محدودية توفر الشاحنات والمسافات الطويلة لنقل الإمدادات.. لا يمكننا الحصول على حجم الإمدادات التي نحتاجها"، مضيفا: "علينا الحصول على الغذاء العلاجي لإطعام الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.. خاصة قبل موسم الأمطار، لأن الوصول إليهم سيكون أكثر صعوبة"، وأردف: "إذا لم نتمكن من ذلك، فإن هؤلاء الأطفال سيموتون".