في ذكرى ميلاده.. كيف عبر إدوارد هوبر عن مشاعر الوحدة في لوحاته؟
يحل اليوم 22 يوليو، ذكرى ميلاد الفنان إدوارد هوبر، وهو رسامًا أمريكيًا كانت لوحاته الواقعية لمشاهد من حياة الناس اليومية تصدم المشاهد وتجعله يدرك غرابة البيئة المألوفة، وقد استلهم من أسلوبه رسامي الواقعية الجديدة في الستينيات والسبعينيات.
وفي ذكرى ميلاده، نستعرض في السطور التالية، كيف عبر إدوارد هوبر عن مشاعر الوحدة في لوحاته؟
حياته المبكرة
ولد إدوارد هوبر، في 22 يوليو 1882 في نياك، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، وتلقى هوبر تعليمه في البداية كرسام توضيحي، ولكن بين عامي 1901 و1906، درس الرسم تحت إشراف الفنان روبرت هنري وهو عضو في مجموعة من الرسامين تسمى مدرسة "أشكان".
وسافر هوبر إلى أوروبا ثلاث مرات بين عامي 1906 و1910، لكنه ظل غير متأثر بالعمل التجريبي الذي ازدهر في فرنسا آنذاك واستمر طوال حياته المهنية في اتباع مساره الفني الخاص.
كيف عبر إدوارد هوبر عن العزلة والاغتراب ومشاعر الوحدة في لوحاته؟
اشتهر هوبر برسم الأماكن العادية للحياة الحضرية في المدينة، وتصور لوحاته حياة الاغتراب والعزلة في حياة الناس اليومية، وفي لوحاته نجد شخصيات ثابتة مجهولة وأشكال هندسية صارمة داخل تركيبات تشبه اللقطات الفورية التي تخلق شعورًا لا مفر منه بالوحدة.
وفي لوحته “ألمطعم الآلي”، التي عرضت لأول مرة في عيد الحب عام 1927 في افتتاح المعرض الفردي الثاني لهوبر، في صالات عرض رين في نيويورك، وبحلول شهر أبريل بيعت اللوحة بمبلغ 1200 دولار، واليوم، تمتلك مركز دي موين للفنون في ولاية آيوا اللوحة، وتصور اللوحة امرأة وحيدة تحدق في فنجان قهوة في المطعم في الليل، ويمتد انعكاس الصفوف المتطابقة من وحدات الإضاءة عبر النافذة التي سادها الظلام بفعل الليل.
وقد تزايدت عزلة موضوعاته من خلال استخدام هوبر للضوء لعزل الأشخاص والأشياء في الفضاء، سواء في ضوء الصباح القاسي مثل لوحته "صباح يوم الأحد المبكر 1930"، أو الضوء المخيف لمقهى القهوة الذي يعمل طوال الليل في لوحته "صقور الليل 1942".
ووفقًا للموسوعة البريطانية britannica، كان أسلوب هوبر الناضج قد تشكل بالفعل بحلول منتصف عشرينيات القرن العشرين، ومن بين اللوحات المتأخرة التي رسمها هوبر، لوحة “ضوء الشمس في القصة الثانية عام 1960”، ويعبر الفنان عن اهتمامه بالعناصر المعمارية والأشكال الهندسية والمنظور، التي تُضفي الخطوط والزوايا للمنزل وتمنح المتلقى إحساسًا بالنظام والاستقرار، ويجذب هوبر الانتباه إلى التفاعل بين ضوء الشمس والظل، الذي يضفي الحيوية على المشهد، ويخلق جوًا ديناميكيًا وهادئًا في نفس الوقت.
وتوفي ادوارد هوبر، في 15 مايو 1967 في مدينة نيويورك، تاركًا إرثًا كبيرًا من الأعمال الفنية، التي عبرت عن وجدان الناس، ومشاعر العزلة الموجودة في المدن الحضرية.