عبر وحدة "عوكيتس".. إطلاق الكلاب الوحشية وسيلة الاحتلال لتهديد أهالي غزة
تُعرف الصواريخ والمقذوفات بأنها الأداة الأولى في الحروب، لكن حرب إسرائيل على غزة التي بدأت منذ السابع من أكتوبر ومستمرة إلى الآن، أدخلت وسائل أخرى لا تقل رعبًا عنها، لا تفرق بين النساء والأطفال وغيرهن حتى ذوي الهمم لم يكونوا بمنأى عن وحشية الاحتلال.
أحد تلك الوسائل هي الكلاب الوحشية، التي باتت قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلقها داخل منازل المدنيين في قطاع غزة وأماكن اختبائهم، لتأكلهم أو لتثير الرعب في نفوسهم دون أدنى شفقة أو رحمة، ولا تكتفي بذلك بل تصور مقاطع فيديو لتلك العمليات الوحشية وتنشرها.
استخدام الكلاب منهج واسع النطاق
واتساقًا مع ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الكلاب البوليسية في الاعتداء على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة ممنهج وواسع النطاق.
وتابع: «وثقنا عشرات الحالات التي استخدمت فيها القوات الإسرائيلية الكلاب البوليسية الضخمة خلال عملياتها الحربية في غزة، لا سيما خلال مداهمة المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء».
وأوضح المرصد أن استخدام الكلاب ضد المدنيين يأخذ عدة أشكال، منها استخدامها بعد وضع كاميرات مراقبة على ظهرها في استكشاف المنازل والمنشآت قبل مداهمتها: «وثقنا إفادات لمهاجمة الكلاب البوليسية بنحو متكرر على مدنيين ونهشهم عند الاقتحام».
فكيف يستخدم الاحتلال الإسرائيلي الكلاب الوحشية في حربه ضد المدنيين في غزة؟ وما عدد الضحايا؟
محمد بهار
كان أبرز ضحايا الكلاب الوحشية الإسرائيلية الشاب الفلسطيني محمد بهار وهو من متلازمة داون، والذي استشهد بعدما أطلق عليه الاحتلال كلب بوليسي تابع لهم، إذ ظهر في الفيديو الذي أذاعته قوات الاحتلال والكلب ينهش فيه وهو يقول: «خلال يا حبيبي سبني».
يبدأ الفيديو الذي أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالكلب وهو ينهش جسد محمد ولا يتحرك الأخير إذ يظهر كأنه طفل بسبب برائته أو لا يفهم أن الكلب يقضي عليه فكان يربت على رأسه.
مُسنة فلسطينية
ومن قبلها، تعرضت مُسنة فلسطينية للكلاب الوحشية الإسرائيلية، وذلك بعد عدة إنذارات منهم لإخلاء المنازل في مخيم جباليا بشمال غزة إلا إنها رفضت الخروج تمسكًا منها بالأرض.
وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الكلب البوليسي عليها وهي نائمة، إذ تظهر في الفيديو وهي تصرخ من شدة الرعب، حتى أصابها الكلب بإصابات متفرقة في الوجه إلى جانب نزيف وكسور في عظام الجسد.
مُسن فلسطيني
وقبل تلك الواقعتين، وفي بدايات الحرب الشرسة الآن على قطاع غزة، ظهر مسن فلسطيني مصابًا يحكي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت عليه مجموعة من الكلاب المتوحشة في محيط مشفى الشفاء بغزة.
وقال وقتها في الفيديو الذي صوره أن البيوت في قطاع غزة كلها اقتحمتها الكلاب البوليسية على يد الاحتلال الإسرائيلي، إذ تقوم بالاعتداء على المدنيين بصورة قاسية من أجل إجبارهم على عمليات النزوح.
وحدة الكلاب الإسرائيلية
لدى إسرائيل وحدة كلاب خاصة سبق وأعلنت عنها تسمى «عوكيتس»، وهي وحدة مهمّتها استخدام الكلاب في إطار المهام العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتتبع الوحدة للقوات البرية، ومهمتها إحباط الهجمات ومنع الإضرار بقوات الاحتلال الإسرائيلي.
لدى «عوكيتس» أنواع مختلفة من الكلاب الشرسة المدربة، ولكل منهم مهمة مختلفة منها البحث والإنقاذ والهجوم والكشف عن المتفجرات، إذ يتم تشريسهم وتدريبهم على حواس مختلفة مثل الشم والسمع المتطورة لديها.
ولديها أسنان حادة وأجسام مرنة للهجوم على المدنيين، وتستخدم الكلاب للترويع أو للقتل، ويسير جنود «عوكيتس» وكلاب الوحدة عادة على رأس القوة مع القائد، إذ لدى الكلاب علاقة قوية مع المدرب خلال فترة التأهيل.