حاجة تخوف
حاجة تخوف| عرض مسرحى يفتح النيران على الشرور والأسرار
حاجة تخوف: الخوف.. ذلك الظل الأسود الذى يرافقنا أينما كنا، أحيانا يسبقنا، ومرات يتبعنا وكثيرا ما يسير بجوارنا كتفا بكتف
كشف الستار عن هذا المارد الأسود العرض المسرحى (حاجة تخوف) لفريق ورشة مركز الإبداع الفنى بقيادة الفنان المخرج خالد جلال، ضمن مشروع تخرج الورشة التى دامت ما يقرب من 3 سنوات، أكد فيها خالد جلال كعادته مع كل ورشه المسرحية على إعمال العقل، والتفكير خارج الحدود والقوالب المتعارف عليها، صانعا بذلك جيلا مميزا من المسرحيين، لمس عرض (حاجة تخوف ) كل مخاوف النفس البشرية، وصدماتها التى تركت وصمة فى أصحابها، جاءت نتيجة لارتكاب جرم ما، أو خطأ جسيم ترك علامه فى النفس تصاعدت مع الوقت حتى أصبحت نقطة ضعف، تم استعراض هذه المخاوف ونقاط الضعف والاخطاء فى شكل اسكتشات سوداوية،أو تابلوهات ذات إطارواحد.
هو الخوف، حيث واجه فيها كل منهم مخاوفه المرعبة بشكل يفيض بالدراما والكوميديا الساخرة من الواقع والحقائق، حيث ينقلب السحر على الساحر فى بعض الأحيان عندما نتواجه مع مخاوفنا، فالطبيبة مثلا التى تعمل فى بيع الأعضاء ينتهى بها الأمر لبيع جسد أمها بدون قصد، لتتذوق مر ما فعلت، وينكشف الستار لأحدهم فى الاشتراك بجريمة بشعه من أجل ميراث بين أخويه، مرورا بالمساوىء البشرية المعاشة التى تتمثل فى الغيرة، والحقد والحسد، مضافا الى ذلك كله مثالب المجتمع التى كانت وليدة تفاهات البعض وغياب عقل، حيث يرتفع شأن التافهين فى مقابل خسف الأرض بذوى العقول المفكرة، الى آخر ذلك من الأحلام التى كسرت ظهور أصحابها، والعوائق الاجتماعية التى حالت دون تحقيق الهوية والكيان، أفرزت هذه الضغوط أنماط بشرية أو فصيل اجتماعى من ضعاف الشخصية والمتسلقين والحاقدين والمهمشين.
فجاء عرض (حاجة تخوف) بمثابة مرآة سوداء تكشف المعاناه الانسانية فى كل صورها، وتفضح المخاوف والخبايا التى كانت بمثابة البعبع بداخلنا ووصمة العار التى نحاول تجاهلها ونسعى الى دفنها فى أعماق نفوسنا، وندعى أنها أختفت لنستكمل حيواتنا بشخصيات مزيفه، تحمل على كاهلها عبأ مخاوفها ونقاط ضعفها ، تعيش متلونه كالحرباء، حتى ينفضح أمرها أمام مرآة الذات السوداء، لذا أكد العرض المسرحى (حاجة تخوف )عن ضرورة مواجهه المخاوف وفضحها،لكى تنتصب الحياه، فهما كان المارد الأسود الذى يعيش بداخلنا علينا مواجهته والتخلص منه
ولأنها ( حاجة تخوف) فعلا فقد تناسقت الموسيقى المرعبة مع الاضاءة الخافتة المتلونه بألوان الشرور والأسرار مع تفاصيل الديكور التى احترمت بساطة الحركة، وتناغمت مع سوداوية الفكرة، وخدمتها بشكل فنى متقن تلك الزخارف الغامضة والمخيفه على الجدارن السوداء والتى كانت بمثابة عيون متلصصة وطلاسم يستخدمها السحرة لجلب الجن والشياطين، واكتملت منظومة الرعب والجمال فى اختيار تصميم الملابس الذى جاء متناغما مع الحالة الوجدانية العامة للخوف والرعب والتلون.
والجدير بالذكر أن كل كبيرة وصغيرة بداية من أفيش وبوستر العرض المسرحى كان من ضمن مشروع فريق الورشة، ومن مجهودهم الشخصى، ليعلن الفنان خالد جلال عن تخرج جيل جديد من المسرحيين المحترفين، وهذا ليس بجديد عليه منذ توليه مركز الابداع للفنون بدار الأوبرا عام 2002، لتتربع ورشته على عرش تصنيع النجوم، منبعا ومصدرًا للمواهب على مستوى مصر والشرق الأوسط.