رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رفضت أن تجاري زميلاتها في تغطية رأسها".. مواقف من حياة سهير القلماوي

سهير القلماوي
سهير القلماوي

113 عاما مرت على ميلاد الأديبة سهير القلماوي، التي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1911، بالقاهرة، حيث استقرت بها طيلة حياتها، لعائلة تفخر بتعليم إناثها، كما حرصت على أن تستفيد في سن مبكر من مكتبة والدها ذات الأعمال الشاسعة بقراءة الكتب الموجودة بها، وساهمت بشكل كبير في الحياة الثقافية والحياة السياسية في مصر، وتجاوزت مكانتها دورها العلمي والأكاديمي - رغم أهميته - إلى ما تمثله من معان ورموز في تاريخنا.

كانت سهير القلماوي واحدة من مجموعة من بنات مصر نجحن في اقتحام الحياة الجامعية وأثبتن للمرأة حقوقا اكتسبتها بنضال سهير القلماوي وزميلاتها اللاتي أكملن جهود جيل سبقهن من النساء المصريات خرجن مع ثورة 1919 إلى ساحة النضال الوطني السياسي.

وعن سبب شهرتها في بداية حياتها؛ قالت سهير القلماوي: أول تخرجي من الجامعة عملت في الإذاعة، وكتبت في الصحف "الوادي وكوكب الشرق والهلال"، ورئيسة لتحرير القسم العربي بمجلة الراديو، وقد كنت أول سيدة تكتب في الصحف، ولكن الذي شهرني أكثر هو الإذاعة، حيث عملت مع محطة "بي بي سي" في ذلك الوقت، حيث كانت لها محطة قوية جدا، وكان الحلفاء يستعدون للحرب، وكنت أذيع كل يوم ثلاثاء ولمدة تلت ساعة، برنامجا أختار أنا مادته، كما يتراءى لي، وبدأت بموضوعات دينية وسلسلة أحاديث عن أوائل النساء، مثل: أول من أسلام امرأة، وأول شهيدة امرأة هي هاجر، ولقد اخترت هذه الزاوية للتمييز بين هذا البرنامج وبين برنامج آخر عن الأدب والنقد عن فكري أباظة، وعبد العزيز البشرى، وكثير من الأسماء اللامعة في ذاك الوقت، ولقد كنت الصوت النسائي الوحيد في العالم العربي طوال هذه الفترة.

وتابعت سهير القلماوي في حوار لها بجريدة "الأهرام" بعددها الصادر عام 1980: أسباب أخرى لشهرتي، ففي القضايا العامة لقد وجدت في مواقف وقضايا عديدة كان لا بد أن أجدد موقفي منها، فمثلا التحقت بالجامعة بعد تخرجي من كلية البنات الأمريكية، وقد رفضت أن أجاري زميلاتي في تغطية رأسي، وأن ألبس زيا موحدا، وكانت هذه بداية دخولي في معمعة القضايا العامة بدون ما أشعر بدأت أتخذ مواقف كانت جديدة على المحيط الذي أعيش فيه بالجامعة، مثل رفضي لأن يقوم مسئول في الكلية بفتح خطاباتي الخاصة، ومعظمها كان يصلني من والدي، وأثرت قضية ما إذ كان هناك رقابة على البنات بالذات في الجامعة.

وتضيف: ومن خلال هذه المواقف، بدأت قضية المرأة واهتمامي بها يفرض علي بمعنى أنه لم يكن هناك ما يسمى بقضية المرأة في أسرتي، فجدي كان يرفض أن يزوج أي بنت من بنات الأسرة قبل أن تصل إلى سن العشرين، وكان مقدم الصداق 25 قرشا، ولم يكن هناك في عائلتي ما يسمى أنت بنت وهو ولد.