ثقة المصريين فى الحكومة الجديدة
نجحت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي الجديدة في الحصول على ثقة أعضاء مجلس النواب، تطبيقًا للإجراءات الدستورية، وذلك بعد عدة جلسات واجتماعات داخل اللجنة الخاصة بمجلس النواب برئاسة المستشار أحمد سعد الدين، وكيل مجلس النواب، ولكن يبقى السؤال هل تنجح تلك الحكومة في الحصول على ثقة المصريين أنفسهم؟
بالطبع من الصعب الإجابة عن هذا السؤال الآن، إلا أن هناك مؤشرات إيجابية للغاية تؤكد أن هناك تغييرا في بوصلة التعامل الحكومي مع المصريين، والشعور بأزماتهم الرئيسية والعمل على حلها والاعتماد على أفكار غير تقليدية.
أهم ما لفت نظري في الآونة الأخيرة ومنذ تشكيل الحكومة الجديدة، هو المؤتمر الصحفي الذي يعقده مدبولي أسبوعيًا عقب اجتماعات الحكومة للرد على كل الاستفسارات والأسئلة من جانب الزملاء الصحفيين، وتوضيح كل النقاط في الملفات المختلفة أمام الرأي العام، وهو ما كنا نفتقده على مدار سنوات، فظني أن المكاشفة والمصارحة هما أولى الخطوات للحصول على ثقة المصريين ودعمهم أيضًا.
تابعت باهتمام بالغ جميع اجتماعات اللجنة الخاصة لدراسة برنامج الحكومة في مجلس النواب، بحضور جميع وزراء الحكومة الجديدة، وكان لافتًا للنظر الحديث المتبادل بين الوزراء وأعضاء اللجنة في كل الأمور والملفات والتحديات والأزمات، وإعلان المجلس توصياته بشأن برنامج الحكومة، وهي ما ستلتزم بتنفيذها الحكومة الجديدة بكل تأكيد، وهذا دليل آخر على أننا أمام مرحلة جديدة في شكل التعاون في السلطتين التنفيذية والتشريعية في السنوات المقبلة.
كما يأتي إعلان الحكومة التزامها بتنفيذ توصيات الحوار الوطني في مرحلته الأولى، ليكون بمثابة خطوة هامة لكسب ثقة جميع القوى السياسية والمجتمعية والشبابية ومختلف فئات المجتمع الذين شاركوا على مدار جلسات عديدة في اجتماعات الحوار الوطني يتناقشون في كل التحديات، ويحددون أولويات العمل الوطني، مثلما طلب رئيس الجمهورية في دعوته للحوار الوطني في أبريل 2022.
كما جاءت تعهدات رئيس الوزراء أمام جلسة البرلمان اليوم؛ لتكون دليلا آخر على البوصلة الجديدة للحكومة، حيث تعهدت بتنفيذ جميع التوصيات والملاحظات التي أثيرت من اللجنة الخاصة بدراسة برنامج الحكومة وملاحظات النواب خلال مناقشات الجلسة العامة، وإنها ستكون ضمن عمل برنامج الحكومة الفترة المقبلة.
تدرك الحكومة جيدًا أن أمامها العديد من التحديات في الملفات المختلفة، مثلما قال رئيس الوزراء في خطابه أمام البرلمان إنها "حكومة تحديات"، كما يجب أن تدرك الحكومة أنها لن تستيطع مواجهة تلك التحديات وحدها، لذلك أصبح واجبًا عليها العمل من أجل الحصول على ثقة المصريين بعدما نجحت في الحصول على ثقة نواب الشعب تطبيقًا للإجراءات الدستورية.