يوسف القعيد: لويس عوض لم تعجبه كتاباتى وهيكل حذف نصف كتابى
قال الروائي يوسف القعيد، خلال فعاليات منتدى "أوراق" بمؤسسة الدستور لمناقشة "راهن الرواية العربية ومستقبلها"، يقدمها الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، ويشارك فيها الكتاب والروائيون: يوسف القعيد، وعبدالرحيم كمال، وهالة البدري.
أضاف القعيد: "ولدت في 1945 بقرية الضاهرية بقرية البحيرة كان لي كل الزهو بأن هذه القرية ضمن 5 قرى بناها الظاهر بيبرس، دخلت الجيش ووزعت بسلاح الخدمات الطبية، عندما عدت إلى القاهرة أول مرة رأيت فيها واقعا مختلفا كليا عن القرية، ما جعلني اعتصم لها، وتأتي المدينة عابرة.
ولفت إلى أن أول أديب رآه في حياته كان بمدينة دمنهور "أمسيات قرب قرية الضهرية" اكتشفت فيما بعد أن العنوان قريب من عنوان لرواية روسية.
كان أول أديب أجلس معه في حياتي هو نجيب محفوظ، وكانت موهبته مختلفة ومتفردة، فمشروع كامل ومطلق، عرفته سنوات طويلة، ولم أدخل بيته إلا يوم حصوله على جائزة نوبل للآداب، فقد ذهبنا لننتظره في المقهى، لم نستطع الدخول بسبب الزحام، وفي الأيام التالية كانت لنا جلسات في بيته.
وواصل: "لولا نجيب محفوظ ما كان فيه جيل الستينيات، فقد كان الوحيد الذي كان يكرّس يومًا في الأسبوع للقاء الأدباء والاستماع اليهم، يوم أن قرأ الرقيب "الحداد يوم آخر" قرأت باسم الحداد وكان الجدل والنقاش بيننا في الثقافة أكثر مما يتم طرحه الآن، خاصة أن الكتابة تم اختزالها في النميمة والبعد عن طرح مشروعات جديدة، والواقع الثقافي الستيني كان أفضل من أي واقع ثقافي في مصر أو في أي مكان آخر رأيته.
وتابع "قد يرجع ذلك أن تخندق المثقفين وظهور ما يسمى بالإسلام السياسي، وكان نجيب محفوظ كاتبًا روائيًا ولويس عوض عندما كتب عني لم تعجبه رواياتي وصلاح عبد الصبور شاعر كبير لم يكمل مشروعه الأدبي هذا جيل أضاف لنا الكثير".
وأكد القعيد أن الجلسات المحفوظية لم تكن للنميمة، وعندما أهديت له روايتي "الحداد يمتد عاما آخر" بعد الصوت الأول والثاني في الرواية لم أقرأ جديدًا، ولم أقرأ حدثًا جديدًا، تصورت رأي محفوظ بمثابة صراع أجيال، لكن اكتشفت أن محفوظ على حق، فيما بعد دخلنا بيته يوم نوبل عنوة، فهو لم يصدق يومها أن يحصل على نوبل، لم يتغير إطلاقا بعد الجائزة وله أعمال أدبية كثيرة بعد نوبل، فهو يقدس الكتابة، شهدت على مكتبه مخططات أعمال روائية وكتابة مستقرة، تشير إلى كاتب يعرف ما يريد أن يفعله.
أكد القعيد أن محفوظ كانت واحدة من أهم مميزاته أن لا ينقطع على القراءة، فكان يذهب بشكل دوري إلى مكتبة مدبولي للحصول على الجديد من الإبداعات الجديدة.
واختتم مؤلف رواية عزبة المنيسي حديثه بالقول: "علاقتي بهيكل واحدة من أبرز تلك العلاقات في حياتي، وكانت هذه العلاقة تسمح لي بأن أطلب منه أن أكتب عنه، فوافق واشترط علىّ أن أرسل إليه كتابي بعد انتهائي منه، وكانت المفاجأة أنه حذف نصف الكتاب، وكنت على أمل الموافقة طوال السنوات التي كنا نتقابل فيها أن يسمح بنشر المحذوف، لكن رحل دون أن يسمح بذلك.