رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملاك الطرب.. جمهور العلمين على موعد مع إبداعات ماجدة الرومى

ماجدة الرومى
ماجدة الرومى

«أنا بحبكم من قلبى، أنتم شعب يقدس الحب، ولما باجى على مصر بحس حالى قاعدة فى حضن أمى مريحنى»، بتلك الكلمات وصفت الفنانة الساحرة مرهفة الحس ماجدة الرومى، الشعب المصرى، فى آخر حفلاتها الفنية منذ عدة أشهر فى قصر القبة بالقاهرة.

ورد المصريون التحية لماجدة الرومى معبرين عن تقديرهم الكبير لها، واصفين إياها بملاك الطرب العربى، ومرحبين بها فى بلدها الثانى، وداعين إياها لتكرار زيارتها الفنية إلى مصر.

وتلبية لهذا الشغف المتبادل، تعود ماجدة الرومى لتغنى للمصريين وللشعب العربى بأكمله ضمن ليالى الدورة الثانية لمهرجان العلمين بالساحل الشمالى اليوم الجمعة ١٩ يوليو الجارى.

وتغنى «ماجدة» تحت قيادة المايسترو نادر عباسى، الذى يقود الأوركسترا الخاصة به بشكل وبحضور وبأداء راق كعادته، والذى لطالما أبهر بها محبيه ومتابعيه، مع تحضير خريطة غنائية متنوعة لتقديمها للجمهور.

50 عامًا من التألق بأكثر من 155 أغنية رومانسية ووطنية

يرجح نقاد أن يحظى حفل ماجدة الرومى بزخم غير مسبوق فى ظل مكانتها الرفيعة فى عالم الطرب وخبراتها الطويلة، فهى ابنة الموسيقار حليم الرومى، الذى كان سببًا فى اكتشاف أسطورة الغناء اللبنانية فيروز.

دخلت «ماجدة» عالم الغناء منذ نعومة أظافرها، ثم انطلقت فى عالم الطرب، محققة نجاحات كبيرة؛ لتحصل على أرفع الأوسمة والشهادات والتكريمات من المؤسسات العريقة، خاصة من مصر، حيث حصلت عام ٢٠٠٠ على وسام الاستحقاق من نقابة الصحفيين المصريين، والمفتاح الذهبى لمدينة الإسكندرية عام ٢٠١٤.

قدمت «الرومى» على مدار أكثر من ٥٠ عامًا عشرات الأغانى الساحرة التى ألهمت محبيها، وقدمت نحو ١٤ ألبومًا، كان أولها «وداع» فى ١٩٧٧، وآخرها «نور من نور» عام ٢٠١٣.

كما قدمت أكثر من ٥٠ أغنية منفردة؛ ليصل عدد ما قدمته من أغنيات إلى أكثر من ١٥٥ أغنية تلبى ذائقة الجمهور بمختلف شرائحه، أبرزها «آدم وحنان، وبعدك حلو يا قلبى، ونشيد الحب، والثورة، ومؤذن الفجر، وكلمات، وعيناك ليال صيفية، وكن صديقى، وأنا حبيتك أنا، وبكير فليت، وطفلة صغيرة، والطريق المضىء»، وغيرها من الأغانى التى نشرت من خلالها الحب والرومانسية فى قلوب جمهورها.

كما قدمت «الرومى» عددًا كبيرًا من الأغنيات الوطنية، منها «نشيد الشهداء، وبيروت ست الدنيا، وحاصر حصارك»، إلى جانب قصيدتها «سيدى الرئيس»، وغيرها الكثير من الأغنيات التى دعت من خلالها لمحاربة الشر بالخير والحرب بالسلام.

نفاد التذاكر فور طرحها.. وأخبار الحفل تتصدر اهتمامات مواقع التواصل

يتلهف الجمهور للاستماع للنجمة اللبنانية الكبيرة على مسرح «أرينا»، اليوم الجمعة، وعبّر عن ذلك بحرصه الشديد على شراء تذاكر الحفل التى نفدت فور طرحها، كما صعدت أخبار الحفل والتحضيرات إلى قائمة اهتمامات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعى. ونفدت التذاكر رغم ارتفاع أسعارها نسبيًا، حيث جرى طرحها وفق فئات سعرية أعلاها: لاونج يضم ٨ أفراد بسعر ١٥٠ ألف جنيه، والطاولة وتتسع لـ٦ أفراد بسعر ٨٠ ألف جنيه، والصف الأول بـ١٥ ألف جنيه، والتذكرة الملكية بـ١٢ ألف جنيه، والتذكرة الماسية بـ٨ آلاف جنيه، والتذكرة البلاتينية بـ٦ آلاف جنيه، والتذكرة الذهبية بـ٤ آلاف جنيه، والفضية بـ٣ آلاف جنيه، والبرونزية بألفى جنيه.

مصر «وش السعد عليها» ومنها انطلقت رحلتها الفنية بـ«عودة الابن الضال»

كشفت «الرومى»، فى كثير من اللقاءات الصحفية، عن أن مصر كانت «وش السعد»، حيث انطلقت رحلتها الفنية من على أرضها، وقدمت فيها أول أعمالها السينمائية عام ١٩٧٦، وهو «عودة الابن الضال» مع المخرج يوسف شاهين، ونالت عليه إشادات عديدة، وتعاونت فيه مع كبار الفنانين المصريين على مستوى التمثيل والموسيقى، ليفتح لها الفيلم قلوب المصريين وشعوب العالم العربى على الرغم من صغر سنها.

ودشنت بعد ذلك أول ألبوماتها من مصر تحت اسم «وداع» عام ١٩٧٧، كما ذكرنا سابقًا، لتنطلق رحلتها الملهمة وتصنع حالة من النجومية ظلت موجودة حتى وقتنا الحالى، كما تعاونت فى أغانيها مع أسماء مصرية كبيرة فى عالم التلحين والكلمات، من ضمنها كمال الطويل وجمال سلامة وفاروق الشرنوبى وجمال بخيت ومدحت العدل وصالح جودت، وغيرهم.

وقدمت الفنانة ماجدة الرومى الكثير من الحفلات الغنائية بمصر، وبدأت علاقتها مع الجمهور المصرى حين وصلت أم الدنيا وهى ابنة الـ٢٠ عامًا، لتصوير «عودة الابن الضال»، فقدمت بعد هذا الفيلم الكثير من الحفلات الغنائية التى كانت فى الثمانينيات والتسعينيات وفى الألفية الجديدة.

وأحيت بدار الأوبرا المصرية حفلات كثيرة، وأحيت حفلات مهرجان الموسيقى العربية الذى بكت خلال حفلاته وقبلت علم مصر، وقالت كلمتها المؤثرة وقتها «ملناش غيرك يا مصر»، فحفلات «الرومى» دائمًا ما تثير مشاعر المصريين وتجذبهم ويتفاعلون معها كأنها ابنة هذا البلد تشاركهم الانتماء والإخلاص.

كما قدمت «الرومى» حفلات فى مارينا بالإسكندرية فى بداية انطلاقة الحفلات هناك عام ١٩٩٠، وكانت من أوائل المطربين الذين تهافت عليهم الجمهور فى الحصول على تذاكر حفلاتها، فشعبيتها الكبيرة بمصر كانت ولا تزال حاضرة وبقوة، ولعل حفل العلمين المقبل أكبر دليل على مقدار الحب المتبادل بين الرومى وجمهورها المصرى.