الخطاب الدينى فى أيدٍ أمينة
وصية أوصاها فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، للدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، بالأئمة وأن يشملهم بالعناية والرعاية والاهتمام بأمورهم وشئونهم، أوصاه أيضًا بتحفيزهم حتى يستطيعوا أن يقوموا بدورهم، ويعيدوا إلى عالم الدين مكانته المرموقة.
وصية من فضيلة الإمام يرعاها وزير الأوقاف، الذي سعى للقاء فضيلة الإمام الأكبر بكامل الحب والاحترام، في لقاءٍ اتسم بكل الود والإكرام.
جمعهم لقاء "الأستاذ بتلميذه" وظهر ذلك جليًا في كلمات فضيلة الإمام الأكبر لوزير الأوقاف: "أنت ابن الأزهر.. وهذا بيتك.. وأنا أرحب بك دائمًا".
ولعل ما نلمسه من هذه الكلمات، وصية أخرى من فضيلة شيخ الأزهر إلى "الأزهري"، وهذا ما رأيناه في الصورة التي جمعتهما خلال اللقاء، حيث ربّت الإمام الأكبر على يد "الأزهري" كما أوصاه بحال الأئمة، فهي وصية أخرى بالخطاب الديني، الذي هو جزءٌ من مشروع "الأزهري"، ويعتبر أولوية قصوى من عمله، في وقت رغب فيه المصريون لخطاب ديني هادئ يريح سكينتهم.
وجاء لقاء الأزهري بشيخ الأزهر، عقب استعراض برنامج وزارة الأوقاف والخطة المستهدفة، خلال اجتماع اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة، أن هناك تنسيقًا كاملًا مع دار الإفتاء المصرية ونقابة الأشراف، ومشيخة الطرق الصوفية، لتكون هذه المؤسسات يدًا واحدة للاصطفاف خلف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، لأنه الواجهة التي تعبر عن مصر أمام العالم وجاءت التصريحات بتأييد ومباركة قادة المؤسسات الدينية.
ورسالة الترابط بين المؤسسات الدينية، التي بادر بها الدكتور أسامة الأزهري، تعتبر أمرًا مهمًا لتعزيز الفهم المشترك والتواصل البناء في المجتمعات.
وآن الأوان لأن نشهد الفترة المقبلة تعاونًا في مجالات التعليم والبحث الديني، والجهود المشتركة لتعزيز التفاهم والوحدة بين مختلف القوى الدينية والاجتماعية، ما يعزز السلم الاجتماعي والتعايش السلمي بين الأفراد في المجتمع، ويبني جسورًا ثقافية بين مختلف الفئات والمجموعات داخل المجتمع.
وأيضًا التعاون على إيجاد حلول جذرية للقضايا الاجتماعية المهمة وتعزيز السلام النفسي والداخلي والاستقرار في المجتمع المصرية.
زيارة وزير الأوقاف إلى شيخ الأزهر، ترسيخ وتعبير عن مرحلة جديدة قادمة تكون فيها المؤسسة الدينية يدًا واحدة وعلى قلب رجل واحد، خلف الإمام الأكبر، في أجواء صافية تسودها روح الوفاء والاحترام والتكامل والتنسيق، ما يمكن المؤسسة الدينية من الانطلاق نحو آفاق تجديد الخطاب الديني، وصناعة الوعي، والتحصين من التطرف والإرهاب، وبناء الإنسان، وصناعة الحضارة، ونشر قيم الإسلام السمحة، والانتماء والبر والوفاء لوطننا العظيم، والانطلاق إلى العالم والإنسانية كلها بتقديم كل نافع ومشرف ومنير من قيم ديننا الحنيف.
زيارة وزير الأوقاف شيخ الأزهر تعد حدثًا مهمًا في السياق الديني والمجتمعي، تلك الزيارات تسعى إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدينية، وتعزيز الفهم المشترك للقضايا الدينية والاجتماعية التي تؤثر على المجتمع.