عمرها 109 سنوات.. "الدستور" داخل "ستيفنسون" أقدم صيدلية فى القاهرة (صور)
بقلب مصر القديمة، تحديدًا بوسط القاهرة، حيث حكايات التاريخ التي لا تنتهي، تتربع صيدلية "ستيفنسون" لتتعاقب عليها الحقب الزمانية المختلفة، وبالرغم من تعاقب الزمن، إلا أنها تحافظ على هويتها التاريخية حتى الآن.
تطل "الأجزاخانة" بواجهة من الخشب والزجاج المنقوش عليه "أجزاخانة ستيفنسون" لتجعلك تشعر بأنك بزمان غير الزمان، وفور دخولك لها تشعر وكأنك عدت بالزمن إلى القرن الماضي، حيث ترى الأرفف الخشبية، والزجاجات الملونة وأدوات تحضير الأدوية.
تتوارث عائلة "سمان" صيدلية "ستيفنسون"، منذ امتلكها الدكتور إحسان سمان سنة 1948، ويديرها اليوم ابنه الدكتور زهير سمان.
سرد لنا الدكتور "زهير" حكاية من تاريخ الأجزاخانة، حيث تأسست الأجزاخانة على يد دكتور إنجليزي يسمى "جورج استيفنسون"، سنة 1915، وتعتبر فرعًا ثانيًا للأجزاخانة، حيث أول فرع لها كان بإنجلترا وتأسس عام 1899.
وتابع أن كل الديكورات والزجاجات وكل ما يتواجد في الأجزاخانة بدون استثناء، تم استيراده قديمًا من إنجلترا، وتركيبه في مصر.
صناعة العقاقير
كانت الأدوية قديما تُصنع بالأجزاخانات، حيث يتوفر معمل بكل أجزاخانة، ومتواجد هذا المعمل حتى الآن بأجزاخانة "ستيفنسون"، لكنه لا يعمل الآن.
شرح لنا الدكتور "زهير" طرق تحضير تركيبات الأدوية قائلًا: لم تكن تركيبات الأدوية مؤلفة عن الهوى، بل كانت عبارة عن شقين، الشق الأول هو أن الدكتور الصيدلي كان يصنع الأدوية اعتمادًا على الدستور المصري للأدوية الطبية، حيث كان المرجع الأول لأي صيدلي، وكل دول العالم لها دستور أو كتاب خاص بالأدوية.
وتابع شرحه قائلًا: أما عن الشق الثاني فكان الطبيب يرسل ما يسمى بـ"الروشتة" مع المريض، مكتوب بها مواد تركيبة الدواء، وكان الدكتور الصيدلي يطبق تعليمات الطبيب بالمعمل، ولم تكن أيضًا عن الهوى، بل كانت مرجعًا للدستور.
وأضاف: "أن الأدوية فقط تُصنع بالمعمل، أما بالنسبة لمستحضرات التجميل والكريمات والفازلين والكحول والميكروكروم وبودرة الثلج والنفتالين، فلديهم معمل كبير بالبدروم على مساحة 250 مترًا لصناعتها وتعبئتها بالبرطمانات والزجاجات".
يعتز الدكتور "زهير" كثيرًا بهَوية الأجزاخانة حيث قال: لا أريد أن أُغير اسم الصيدلية أو شكلها، لأن اسمها كان معروفًا قديمًا ومازال معروفًا حتى الآن، بتراثها وجمالها، وأدواتها التي تكاد تكون غير موجودة بأي مكان آخر.