في ذكرى ميلاده.. كيف كرس الرسام الفرنسي كاميل كورو كل حياته للفن؟
كاميل كورو، أحد أشهر الفنانين التشكيليين، ألهمت لوحاته للمناظر الطبيعية، رسامي المناظر الطبيعية لـ الانطباعيين فيما بعد، وقد أصبحت رسوماته الزيتية، التي تتميز بحرية تقنية وألوان واضحة، تحظى بتقدير كبير حول العالم.
حياته المبكرة
ولد كاميل كورو في 16 يوليو 1796 بباريس، وتوفي في 22 فبراير 1875، نشأ لأبوين برجوازيين ثريين، كانت والدته، المولودة في سويسرا، تمتلك متجرًا أنيقًا لصناعة القبعات، وكان والد كورو يعمل في صناعة الأقمشة، وكان كاميل شابًا أقل مهارة عندما حاول أن يتبع مهنة والده.
وفي سن الخامسة والعشرين، منحه والده مخصصًا صغيرًا من المال، وسمح له بأن يصبح ما كان يحلم به دائمًا وهو أن يكون "رسامًا".
قضى “كورو” كثير من الوقت في دراسة اللوحات بمتحف اللوفر، تتلمذ على أيدي كل من أكيلي-إتنا ميشالون وجان فيكتور بيرتين، وكلاهما من أتباع رسام المناظر الطبيعية بيير هنري دي فالنسيان.
فضل منذ البداية الجلوس في الهواء الطلق، بدلًا من الاستديوهات، ورسم ما يراه والتعلم من خلال الخبرة المباشرة.
ووفقًا للموسوعة البريطانية britannica، في خريف عام 1825 ذهب كورو إلى روما، وكانت السنوات الثلاث التي قضاها هناك هي الأكثر تأثيرًا في حياته، رسم معالم المدينة، والريف المحيط بروما؛ وقام برحلة إلى نابولي وإسكيا؛ وعاد إلى باريس عن طريق البندقية، وكان سعيدًا جدًا برحلته، وقال لصديق له في أغسطس 1826: "كل ما أريد فعله حقًا في الحياة هو رسم المناظر الطبيعية، هذا القرار الثابت سيمنعني من تكوين أي ارتباطات جادة، وهذا يعني أنني لن أتزوج".
وكان الفنان الفرنسي وفيًا لكلمته ولم يتزوج أبدًا، لم تلعب الحياة العاطفية دورا في حياته، التي كرسها للرسم.
روتين التزم به كاميل كورو طوال مسيرته الفنية
عاد “كورو” إلى فرنسا واستقر على روتين التزم به طيلة حياته، فقد كان يقضي أشهر الربيع والصيف في الرسم بالخارج، يرسم اسكتشات زيتية صغيرة ورسومات من الطبيعة، اكتسب إتقانًا للعلاقات اللونية التي شكلت أساس فنه، حيث كان التوازن وتدرج الألوان الفاتحة والداكنة دائمًا أكثر أهمية بالنسبة له من اختيار اللون.
أما في الشتاء، كان يتقاعد في استوديو باريس للعمل على بعض الصور الأكبر حجمًا، والتي كان يحب أن تكون جاهزة للعرض في الصالون السنوي عندما تفتتح أبوابه في مايو من كل عام.
ولم يكن النجاح يشكل أي فارق بالنسبة لكورو، الذي كان رجلًا ذا عادات محافظة، فقد كان يعمل بجدية شديدة لأنه كان يحب فنه، ولكن هذا لم يترك له وقتًا كافيًا للقيام بأشياء أخرى، وكان يحب الحديث عن التناغم في لوحاته، وكانت أعماله الأخيرة، سواء في مجال رسم البورتريه أو رسم المناظر الطبيعية، تطمح إلى تحقيق صفات التأمل والموسيقى.، وكان يحرص على إبعاد العالم الحديث عن لوحاته، فلم نجد قط أي إشارة إلى شبكة السكك الحديدية الضخمة التي غطت فرنسا في حياته أو إلى التنمية الصناعية والتجارية التي غيرت وجه البلاد.
ومن أشهر أعمال كاميل كورو، "فونتينبلو" لوحة عن القصر الذي تراه من قطعة الماء، القرن التاسع عشر، غابة فونتينبلو، وموجودة حاليًا في المعرض الوطني للفنون، واشنطن العاصمة، تذكار مورتيفونتين، وهي عبارة عن لوحة زيت على قماش، عام 1864، وموجودة حاليًا في متحف اللوفر، في باريس، وغيرها من مئات اللوحات.