الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القدّيس أكيلا الرسول
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القدّيس أكيلا الرسول، وهو يهودي الأصل.
انتحل الايمان بالمسيح في روما. ثم طرده منها مرسوم الإمبراطور كلوديوس حول سنة 50. وحول سنة 52 نراه في كورنش مضيفًا بولس الرسول. وكانا كلاهما خيام فاشتعلا معًا. ثم لحق اكيلا وزوجته بالرسول إلى أفسس. وبعد سفر بولس إلى أورشليم، اذ لقيا أبولّوس الاسكندري الذي كان يكرز بمعمودية يوحنا، شرحا له طريقة الرب أتمَّ شرح. لا شك إنهما ذهبا بعد ذلك إلى روما، لان الرسول يسلّم عليهما في رسالته إلى الرومانيين بوصفهما "المعاونّيْن له في يسوع المسيح" (3:16). ثم يسلّم عليهما ايضاً في رسالته الثانية إلى تيموثاوس مما يحمل على الظن إنهما رجعا إلى أفسس.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: اِرتَوِ أوّلاً من العهد القديم لتشرب بعدها من العهد الجديد. إن لم تشربْ من الأوّل، لن تتمكّن من الارتواء من الثاني. اشربْ من الأوّل لتخفّف من عطشك، ومن الثاني لتروي ظمأك تمامًا... اشربْ من كأسيّ العهد القديم والعهد الجديد، لأنّك في الاثنين تشرب الرّب يسوع المسيح. خفّفْ من عطشك مع الرّب يسوع المسيح، لأنّه الكرمة ، وهو الصخرة التي أخرجت الماء، وهو "ينبوع الحياة" (مز . اشربْ المسيح لأنّه "نَهرٌ، فُروعُه تُفرِحُ مَدينةَ الله" ، وهو السّلام "وستَجْري مِن جَوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ" اشربْ المسيح لترتوي من دم فدائك ومن كلمة الله. إنّ العهد القديم هو كلمته، وكذلك هو العهد الجديد. نشرب الكتاب المقدّس ونأكله؛ إذًا، في عروق الروح وفي حياة النفس، يحلّ الكلمة الأزلي، كلمة الله. "ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله" . اِرتَوِ إذًا من هذه الكلمة، لكن حسب الترتيب المناسب: اشربْ أوّلاً من العهد القديم، ثمّ من دون تأخير، من العهد الجديد.
هو قال ذلك بإلحاح: "الشَّعبُ السَّائِرُ في الظُّلمَةِ أَبصَرَ نوراً عَظيماً والمُقيمونَ في بُقعَةِ الظَّلام أَشرَقَ علَيهم النُّور". اشربْ إذًا بدون أن تنتظر أكثر، وسيضيئ عليك نور عظيم؛ ليس النور العادي للنهار أو للشمس أو للقمر، إنّما ذاك النور الذي يبعد ظلّ الموت.