رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مَن الجانى فى واقعة شهد وجنة؟

الجانى الحقيقى فى أزمة شهد سعيد وجنة عليوة، لاعبتَى اتحاد الدراجات، هو مجلس إدارة الاتحاد برئاسة الدكتور وجيه عزام. السبب فى ذلك يعود إلى علمه بالخلافات المستمرة بين شهد وجنة، إذ كانت كل سباق أو بطولة تشهد حوارات ومناوشات. وكانت الأمور تسير بهذه الطريقة حتى وصلت للحادثة الأخيرة التى التقطتها الكاميرات، وكانت سببًا فى إصابات بالغة للاعبة جنة عليوة.

للأسف، الدكتور وجيه عزام، رئيس الاتحاد، تهرب كثيرًا من فتح هذا الملف خوفًا من الصدام مع شهد سعيد، لأنها تمثل قوة كبيرة داخل الجمعية العمومية، حيث تدعمها ستة أندية من محافظة السويس. هذا العدد يمثل رعبًا لأى شخص يهدف إلى البقاء على الكرسى أطول فترة ممكنة. بالمناسبة، الدكتور وجيه عزام موجود فى اتحاد الدراجات منذ عام 1982 وحتى الآن.

ورغم أن اللائحة كانت فى السابق تمنعه من الترشح لأكثر من دورتين قبل أن ينجح فى تغيير اللائحة، كان يستعين ببعض الشخصيات الهادئة للقيام بدور المحلل على طريقة الفنان الكبير عادل إمام فى فيلمه الشهير "زوج تحت الطلب". كان محلل الدراجات يأتى لفترة الأربع سنوات لتنفيذ سياسة وأفكار وجيه عزام حتى يعود مجددًا لكرسى الدراجات من جديد. واستمرت سياسة هذا المجلس منذ أن سيطر وجيه عزام على مقاليد الحكم داخل مقر الاتحاد منذ عام 1982.

لم يشغل وجيه عزام نفسه طوال هذه المدة الكبيرة بالاجتماع مع لاعبى المنتخب والأجهزة الفنية للمنتخبات، للتحدث معهم ومنحهم تعليمات ونصائح تعود بالفائدة على أخلاق أسرة الدراجات المصرية.

وكان من الطبيعى أن يوضح "عزام" للجميع داخل المنظومة أن الرياضى الحقيقى يظهر معدنه عند الهزيمة، وعليه التحلى بالأخلاق وأن يتوجه للفائز ويقدم له التهنئة. ومن غير الطبيعى أن نخسر كل شىء عند الهزيمة. يجب أن تكون أخلاقنا هى المحرك الأساسى لتصرفاتنا، وأن تكون رسالتنا واضحة عند الفوز أو الهزيمة، وليس معنى الخسارة أن نخسر كل المنافسين لمجرد تفوقهم ونجاحهم فى تحقيق هدفهم. وعلى المهزوم تقديم التهنئة للفائز.

ولكن للأسف، كل ذلك لم يحدث، ووصل للجميع أن الصوت الانتخابى عند مجلس الدراجات أهم من صوت العدل والحق، حتى تاهت الحقيقة داخل اتحاد الدراجات الذى تدهورت نتائجه بفعل فاعل. وحتى لا يتوهم البعض بنجاح مجلس وجيه عزام لمجرد تأهل ثلاثة مصريين للأوليمبياد، يجب أن أوضح أن المنافسة في قارة إفريقيا ضعيفة جدًا ومنحصرة بين منتخبى جنوب إفريقيا ومصر، وأن الكوتة هى سبب تأهل الثلاثى يوسف زكى وابتسام زايد وشهد سعيد للأوليمبياد.

أخيرًا، حان وقت التغيير داخل اتحاد الدراجات لأن سياسة المجلس خلال الأربعين سنة الماضية كانت سببًا فى تدهور النتائج والأخلاق. الكرة الآن فى ملعب وزير الشباب والرياضة والجمعية العمومية للعمل بكل جهد للبحث عن شخصيات تكون قادرة على تطبيق العدل بين الجميع دون النظر إلى الصوت الانتخابى.